تحتفل مصر ودول العالم يوم " الثلاثاء القادم " باليوم العالمى للمرأة الذي يوافق الثامن من شهر مارس من كل عام وفى مثل هذا اليوم من عام 1857 انتفضت فيه المرأة الأمريكية فى ولاية نيويورك ضد الرأسمالى المستغل، مطالبة بتخفيض ساعات العمل وقد خلد العالم هذا اليوم ليصبح يوما عالميا للمرأة وفيه يتم الاحتفال بمساهمات المرأة فى مجتمعاتها فى المجتمع القديم والمعاصر . والاحتفال باليوم العالمى للمرأة هو احتفال بالمرأة عامة فى كافة أنحاء العالم، أما المرأة المصرية فلها حال متميز مع شهر مارس فهى من قاومت على مر الزمان صنوف الهدم والشر وهى أيضا من حكمت وقادت شعبها للتقدم والانتصار برجاحة عقلها وحسن قراءتها للواقع وهى من انتفضت فى عام 1919 مؤيدة لدور الرجل فى نضاله ضد المستعمر الإنجليزى وتقديرا لدورها الوطنى أصبح يوم 16 مارس من كل عام يوما وطنيا للمرأة المصرية وهى من ربت الأجيال على الوطنية والانتماء وسهرت الليالى ليشبوا يافعين نافعين لوطنهم، فكان حقا على الجميع أن يكرموا جهدها فى يوم له طابع خاص العيد " عيدالأم " مع ميلاد الربيع يوم 21 مارس من كل عام فالمرأة المصرية دوما سباقة ومتقدمة بخطوات عن الرجل وهى لا تقل عنه فى الإمكانيات العقلية والفكرية فهى المكتشفة والعاملة والعالمة وهى الأم والزوجة والأخت، و إذا كان هذا هو حالها المتميز مع شهر مارس و حال دورها فى الصراع من أجل التحرر الوطنى وتربية النشء وفى مقاومة التمييز النوعى الذى تشهده فى بعض مناحى الحياة خاصة فى المجال السياسى فإن حالها هذا العام أكثر تميزا من كل عام وذلك بوصول نسبة البرلمانيات فى مجلس النواب الحالى إلى 15 فى المائة من عدد الأعضاء، ورغم أنها نسبة غير مسبوقة لم تحدث من قبل فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، إلا إنها لم تصل بعد إلى نسبة ال 30 فى المائة العالمية التى تنادى بها الأممالمتحدة انتصار مهم لمسيرة المرأة المصرية من أجل تمثيل عادل ومستحق لها على خريطة النشاط السياسى عززته القيادة السياسية إيمانا بقدرة المرأة على التأثير فى القرار السياسى والعملية الديمقراطية وحسن إدراكها لقضايا العمل الوطنى فى الداخل ومستجدات العالم الجديد من تحديات تستوجب مشاركتها بكامل طاقتها فى بناء مشروع النهضة وتشابك قضايا التنمية فى الداخل وتزايد التحديات المشتركة فى العالم يحتم استمرار المرأة فى سعيها بدعم من القوى والمؤسسات المستنيرة فى المجتمع من اجل تهيئة مناخ عام داعم لدورها فى الحياه السياسية وسيظل التحدى الحقيقى الذى يواجه المرأة البرلمانية هو الارتفاع بقدرتها على ممارسة العمل السياسى والانتقال من مرحلة التمثيل بالمجلس التشريعى إلى مرحلة التأثير الفاعل فى المجتمع من خلال التعبير الحر الواعى عن أهم قضاياه والمشاركة فى صنع السياسات العامة من منطلق الادراك والمعرفة لتحديات ومستجدات العصر الجديد ومتطلبات التغيير فالمرأة البرلمانية هن عنصر فاعل للتغيير ومحرك لعملية التنمية وهى ضمير وصوت الأمة الذى لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدى أمام الأزمات الملحة التى تهدد المجتمع وصوتها يجب أن يحمل رسالة قوية وواضحة ترسخ ضرورة المشاركة الجادة من أجل دفع جهود التقدم وبناء مستقبل افضل