قال الدكتور محمود حمدي زقزوق, وزيرالأوقاف الأسبق, "إن تجديد الخطاب الديني كان يجب أن يسبقه تجديد الفكر الديني; لأنه إذا تغير الفكر الديني سيتغير الخطاب الديني من تلقاء نفسه, وهذا هو سبب عدم حدوث تطور أو تجديد في الخطاب الديني حتى الآن". وقال زقزوق – خلال ندوة (تجديد الفكر الديني) بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب – "إن هناك العديد ممن يقفون في وجه تجديد الفكر الديني بحجة أنه سيهدم ثوابت الدين, والبعض الآخر لا يريدون أن يسيروا في طريق تغيير الفكر الديني لنهايته". وأضاف أن الفكر الديني يجب أن يكون متجددا; نظرا لأن النصوص الدينية محدودة, لكن وقائع الحياة غير محدودة, ومن هنا تأتي أهمية تواجد ذهن مستنير ومتفتح للتصدي لقضية الفتوى لحل الأمور التي تواجه المسلمين. ولفت إلى أن تجديد الفكر الديني يستدعي معه إعمال العقل الإنساني; لأنه بدونه لن يكون هناك تجديد, باعتبار الفكر قاطرة التقدم الإنساني, وهذا الفكر إذا سار في الطريق الصحيح سيصل في النهاية للسلامة, أما إذا ظل الفكر منغلقا سيؤدي إلى الجمود في النهاية. وأوضح أن التجديد ليس بعيدا عن الإسلام, مستشهدا بحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها), كما أن الدين نفسه به عدد من الثوابت, وبعض آخر من المتغيرات، لافتا الى أن القرآن أسند التغيير لإرادة الإنسان, مستشهدا بقول الله تعالى "إن الله لا يغير بما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم", وهذا يدل أن التجديد يقود إلى التقدم. ولفت إلى أن هناك العديد من مظاهر التخلف التي تدفعنا للتجديد, على رأسها إغلاق باب الاجتهاد, بعكس ما ورد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعن أئمة المذاهب, وأضاف قائلا "إن التراث يجب أن نضيف إليه حتى يفهمه المسلمون, باعتبار أنه كلام بشر, وبالتالي علينا أن نعمل عقولنا في تراثنا, وأن نصحح مسار التعليم في مصر لنجدد الفكر الديني".