قال الدكتور محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء، إنه لا بد لنا أن نحدد مكانة العقل في الإسلام، حتى نبين نظرة الإسلام للعقل الإنساني، لأن هناك بعض الاتجاهات تقلل من قيمة العقل بل ترفضه على الإطلاق، مضيفًا أن الله نفخ في روح آدم ثم أعطاه الأسماء كلها، أي أعطاه مفاتيح العلم، ففهم ذلك جيدًا كي يستغل ذلك حين يهبط إلى الأرض هو وذريته، فإذا كان الله قد علم آدم الاسماء فعليه أن يبحث وينقب في كل مكان في هذا الكون، حتى يحقق مراد الله في إعمار الأرض. وأضاف زقزوق، خلال الندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية، أن القرآن الكريم يعلمنا أن البحث العلمي في الإسلام لا حدود له على الإطلاق، وقد وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تدعو إلى التفكر والبحث، مضيفًا أننا عندما نتحدث عن التجديد في الفكر يجب أن ندرك أن الفكر متغير ومتجدد ولا حدود له. وبين الدكتور زقزوق، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا إلى التجديد بقوله : "إن الله يبعث للأمة على كل مائة عام من يجدد لها دينها"، وقد حدد هذا الحديث آلية لهذا التجديد، فكان آليته هو الاجتهاد، مضيفًا أن الأمة الإسلامية شهدت ازدهارًا حضاريًا غير مسبوق في القرون الأولى، ولو استمر الخط البياني لهذا التقدم لكان المسلمين اليوم في مقدمة العالم، ولكن العالم الإسلامي انتكس علميًا واجتماعيًا ودينيًا أيضًا، ولا بد من تكاتف جهود العلماء الأمة للنهوض بها وتجديد فكرها.