طريقة جديدة لتشخيص الامراض عبر النبضات الكهربائية للجسد

في محاولة لتطوير طرق جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض، يتتبع العلماء بشكل متزايد الأنماط المختلفة لحواس الجسم التى تتفاعل منخلالها مع المحفزات.
وقد وجد الباحثين ان هذه الأنماط، ويشار إليها بإيقاعات الجسد "Body Rhythms" هي عملية ديناميكية مستمرة يقوم فيها الدماغ باصدار الاوامر الى بقية اجزاء الجسد، فمثلا اذا شعر الدماغ بوجود خلل فى حركة الجسد يأمر العضلات لتعويض هذا الخلل حتى لا يسقط الانسان اوعندما تكشف الخلايا عن الكثير من ثاني أكسيد الكربون فان الدماغ تأمر الرئتين بالاستجابة عن الدء بالتنفس وهكذا، و لتحقيق الاستجابة الجسدية الصحيحة فان الخلايا العصبية تتواصل عن طريق انبعاث النبضات الكهربائية التي يتم التقاطها من قبل الخلايا العصبية الأخرى.
الباحثون وجدوا أن قياس هذه النبضات الكهربائية يمكن أن يساعد على تشخيص الامراض، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الأطفال المصابين بالتوحد يكون لهم أنماط مختلفة بشكل كبير من موجات الدماغ عن الأطفال الاصحاء، كما وجدت دراسات أخرى أن موجات الدماغ لدى المصابين بالصرع تختلف قبل وقت قصير من نوبة الصرع.
جيمس كولينز وهو باحث في معهد ويس للهندسة البيولوجية بجامعة هارفارد -في بوسطن- يرى ان التركيز المتزايد على فهم كيف تتغير ديناميكية الجسم مع مرور الوقت يتناقض مع أكثر تقنيات التشخيص الحالية، بما في ذلك رصد المواد الكيميائية في الجسم مثل السكر في الدم والكوليسترول أو البحث عن التشوهات في هيكل الدماغ، فالأساليب التقليدية تقدم معلومات محدودة فقط لجزء معين وفى وقت محدد بينما الأدوات التحليلية التي تعتمد على الكمبيوتر فمن السهل عن طريقها التدقيق في البيانات المعقدة للغاية التى تم الحصول عليها من رصد ايقاعات الجسد.
ويقول كولينز ان الانسان مثلا مع تقدم العمر فان آليات استشعار الأرض تحت أقدامه تتآكل فلا يستطيع موازنة وزنه وتصحيح خطواته عندما يحتاج إلى ذلك، وهذا هو السبب وراء زيادة خطر السقوط لدى كبار السن الذين لا يستطعون تحقيق التوازن.
وقد اتم الدكتور كولينز وزملاؤه تجارب على طرق لمساعدة كبار السن في تحسين توازنهم بالعمل على تعزيز قدرة الجسم بالكشف عن الإشارات التي تساعد على تحقيق هذا التوازن.
ويرى فريق البحث ان استمرار الكشف عن الانماط الجسدية و تحليلها سيساعد فى تشخيص الكثير من الامراض بل استباق تشخيصها وتوقع اصابة الانسان بها قبل ان يحدث هذا، كذلك ستساعد فى ايجاد اليات جديدة لعلاج العديد من الامراض كالتوحد والصرع.