الحوار المتواصل في عين التينة والذي سجل أسم لقاءه الخامس، لا يزال يبحر بدفع من رياح التفاؤل، ويكافح في الوقت ذاته رياح التشاؤم التي تهب من داخل وخارج على السواء، علما ان التحركات الاقليمية والدولية لا تزال ناشطة وفق جدول اعمال يتصل بالقرارات الدولية وخصوصا تلك المتعلقة بالتحقيق في جرائم الاغتيال وبتنفيذ القرار 1701 الناجم عن حرب تموز. عين التينة وعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري أمس جولة حوارية خامسة في عين التينة بتوقيت نهاري بعد جولات مسائية وليلية سابقة. واستمر اللقاء من الثالثة بعد الظهر حتى الخامسة والدقيقة العاشرة عصرا وتخلله غداء. في مستهل اللقاء الذي انعقد في صالون جديد داخل مقر الرئاسة الثانية، سئل النائب الحريري عن الاجواء، فأجاب واضعا يديه فوق الكنبة الجديدة (ضاحكا): "مرتاحين". وبعد اللقاء قال الرئيس بري لزواره: "ان شاء الله تسمعون أشياء جيدة في اليومين المقبلين. وينبغي انجاز هذا الامر قبل موعد القمة العربية". وعكست أوساط الحريري بدورها أجواء ايجابية، مبدية تفاؤلا بمسار اللقاءات، لكنها امتنعت عن الخوض في التفاصيل. بيان وصدر في وقت واحد بيان عن المكتبين الاعلاميين لبري والحريري جاء فيه: "عقدت في عين التينة بعد ظهر اليوم (أمس) الجولة الخامسة من المحادثات بين الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، واكتفيا على أثرها بالتأكيد ان الحوار لا يزال جاريا بكل نية صادقة وايجابية للتوصل الى حل في أسرع وقت". المحكمة وعلقت مصادر قريطم على كلام صدر في بعض وسائل الاعلام عن "انجاز" المحكمة: "ان هذا الكلام غير واقعي ولا يفيد فرص الحل". وأضافت: "ان النائب سعد الحريري يعمل بنية صادقة وبكل ايجابية من أجل التوصل الى حل مع الرئيس بري، وواقع الامر ان الحوار لا يزال يدور حول المحكمة والحكومة". واستقبل الحريري وزير العدل شارل رزق الذي لم يصرح لدى انصرافه. ومن المقرر ان يزور الحريري باريس في عطلة نهاية الاسبوع ليقلده الرئيس الفرنسي جاك شيراك وساما، على أن تعاود جلسات الحوار في عين التينة بعد رجوعه. السعودي والايراني وسجلت امس حركة لسفيري المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجه في اتجاه السرايا، والايراني محمد رضا شيباني في اتجاه قريطم. ووصف شيباني اجتماعه بالنائب الحريري بأنه "ايجابي جدا" معربا عن امله في "التوصل الى حل للأزمة اللبنانية قبل القمة العربية". وعلم من اوساط متابعة ان حركة السفيرين "لم تنطو على جديد" وهي تندرج في اطار "الاستطلاع الديبلوماسي المعتاد". السنيورة واجرى الرئيس فؤاد السنيورة مساء امس اتصالا هاتفيا بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وافاد المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة ان الاتصال تضمن "عرضا لمختلف الاوضاع المحيطة بلبنان والمنطقة والتحضيرات لانعقاد مؤتمر القمة العربية في الرياض" في 28 آذار. الحكومة من جهة اخرى، ابلغت مصادر ديبلوماسية الى "النهار" ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا سمع من محاوريه السوريين في زيارته الاخيرة لدمشق انه يجب اعتماد صيغة 19 – 11 لحل الازمة الحكومية وهي الصيغة التي ترفضها الاكثرية باعتبار انها تعطي المعارضة القدرة على التعطيل وتتناقض مع جوهر المبادرة العربية التي طرحها الامين العام للجامعة والتي تقضي باعتماد صيغة 19 – 10 – 1. وفي هذا السياق، اعلن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون مساء امس في حديث الى قناة "المنار" التابعة ل"حزب الله" ان "لا امكان لأي تفاهم من دون الاقرار بمبدأ 19 – 11 في الحكومة". في المقابل، وصف وزير الاتصالات مروان حماده في حديث الى "تلفزيون لبنان" صيغة 19 – 11 بأنها "الثلث القاتل" الذي ترفض الاكثرية اعطاءه "لأي فريق كان". برامرتس وأثار التقرير الجديد الذي سلمه رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس أول من أمس الى الأمين العام للأمم المتحدة، اهتماماً داخلياً واسعاً. وقالت مصادر متابعة ان التقرير تخطى حدود "الوصف الاجرائي والتقني" ودخل في تفاصيل جديدة مثل "الدافع" وراء قتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري المتصلة بالظروف السياسية التي سبقت اغتياله، موضحة "احدى فرضيات العمل هي ان القرار الأول بقتل الحريري اتخذ قبل محاولات التقارب الاخيرة (مع دمشق)، وعلى الارجح قبل مطلع كانون الثاني 2005. وهذا يقود الى احتمال ان مسارين غير مترابطين بالضرورة كانا يتحركات بالتوازي في الاسابيع الاخيرة التي سبقت اغتياله. في المشار الأول، كان الحريري يشارك في مبادرات من أجل التقارب، وفي المسار الآخر كانت الاستعدادات جارية لاغتياله". باريس في باريس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية جان – باتيست ماتيي بان فرنسا تحبذ تمديد فترة عمل لجنة التحقيق الدولية، مشيراً الى ان القرار يعود الى مجلس الأمن. الى ذلك، اعتبر ماتيي اقتراح بان كي – مون ارسال بعثة لتقويم اجراءات المراقبة على الحدود اللبنانية – السورية فكرة "مثيرة للاهتمام". دمشق وفي دمشق، نقلت صحيفة "الثورة" الرسمية عن مندوب سوريا الدائم لدى الاممالمتحدةبشار الجعفري ان تقرير برامرتس "مهني وفني واجرائي ولا يستبق نتائج التحقيق ولا يزال غير حاسم في استنتاجاته النهائية". وفي لندن، قال أمس السفير السوري سامي خيمي في حوار عبر قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان اللبنانيين "بأكثريتهم الساحقة يؤيدون المحكمة لكنهم يختلفون على اسلوبها وتوقيتها".