تزايدت بوادر الأمل في حدوث انفراجة سياسية في الأزمة اللبنانية في أعقاب الجلسة الثانية للحوار بين رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة تيار المستقبل التي يتزعمها سعد الحريري أول أمس الجمعة في المقر الخاص بالرئاسة الثانية في عين التينة. وأفادت مصادر لبنانية – بحسب الحياة اللندنية – أن ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب التفاؤل يمكن أن يتصاعد مع استمرار الجلسات التي ستستأنف بعد عودة الحريري من أبو ظبي قبل عقد القمة العربية في الرياض أواخر الشهر الجاري. وأصدر الطرفان بيانا مشتركا في اختتام الجولة الثانية قالا خلاله إن البحث استكمل في الأجواء الإيجابية ذاتها التي سادت اللقاء الأول وأنها تعززت بالسعي الجدي لإيجاد مخارج عملية للأزمة. هذا وقد توقعت أوساط مقربة من حركة «أمل» و«تيار المستقبل» أن تؤدي الجلسات المتلاحقة إلى التقريب في وجهات النظر وصولاً إلى التفاهم على قواسم مشتركة تشكل ركيزة للحل المدعوم من السعودية وإيران. وأوضحت المصادر اللبنانية أن حالة من الحرص المتبادل عبر عنها كل من بري والحريري على أن يواكب حلفاؤهما عن كثب مداولات جلسات الحوار ليكونوا على بيّنة من التقدم الحاصل. واعتبرت هذه المصادر أن القوى الأساسية باتت محكومة بمعادلة تقوم على عدم معارضة التوجه السعودي – الإيراني الداعم للمساعي اللبنانية – اللبنانية المندفعة باتجاه البحث الجدي عن الحل متوقعة أن يبقى الموقف السوري في حدود الاعتراض من دون أن يتطور إلى التعطيل في حال انتهت الجلسات الحوارية إلى نتائج مثمرة. وقالت المصادر إن إصرار بري والحريري على عدم تسليطهما الأضواء على طبيعة المداولات رغبة منهما في حمايتها لا يمنعهما من إبداء ارتياحهما الشديد إلى سير البحث الذي يفترض أن يكون بلغ مرحلة متقدمة. وأعربت عن أملها في أن لا تتعرض المداولات لانتكاسة من شأنها أن تعيد الأمور إلى وراء خصوصاً أنها تتعامل مع الموقف الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليل أول من أمس من تمسكه بحكومة وحدة وطنية على أساس 19 وزيراً للأكثرية و11 للمعارضة وباستمرار الاعتصام في ساحة رياض الصلح في الوسط التجاري لبيروت. من جانبه أبدى سعد الحريري ارتياحه إلى الأجواء التي سادت الجلسة الثانية من الحوار مع بري وقال إن هذه الأجواء كانت قائمة في الجلسة الأولى لكننا دخلنا في بحث جدي لإيجاد قواسم مشتركة. ولم يستبعد الحريري إمكان التوصل إلى حل يسبق عقد القمة العربية مبدياً أيضاً ارتياحه إلى المفاعيل الإيجابية للقمة السعودية – الإيرانية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس محمود أحمدي نجاد وهي مفاعيل ما زالت حاضرة في اللقاءات مع بري. وكان الأمين العام لحزب الله قد أشاد بحالة الانفراج التي عرفها لبنان عقب لقاءات الجولة الأولى من الحوار بين بري والحريري. وقال نصر الله إن كلا من المعارضة والأغلبية في لبنان مستعدان لصيغة لا غالب ولا مغلوب. وأضاف نصر الله في الاحتفال بذكرى أربعينية الحسين أن مطلب المعارضة مند البداية كان تشكيل حكومة وطنية والدخول في حوار مع الأغلبية على أساس جدي ووفق نتائج ملموسة. وأكد نصر الله أن الاعتصام الذي تنظمه المعارضة منذ غرة ديسمبر الماضي قرب مقر الحكومة وسط بيروت سيستمر حتى تلبية مطالبها قائلا إنه يرفض الانجرار إلى مواجهات أو حرب أهلية.