بلغ عدد قتلى الاشتباكات التي تشهدها مدينة اجدابيا شرق ليبيا بين مسلحين من سكان المدينة وعناصر ينتمون الى جماعة انصار الشريعة المتطرفة 11 شخصا، بحسب ما اعلن الجمعة متحدث باسم الهلال الاحمر الليبي. وقال منصور عاطي لوكالة فرانس برس "احصينا 11 قتيلا بينهم مدنيون وطفل منذ بدء القتال وقد نقلت جثثهم الى مستشفى المقريف" المستشفى الوحيد في اجدابيا. واضاف ان هذه الحصيلة "لا تتضمن قتلى الجماعات الاسلامية وحلفاءها الذين لا يقومون بنقل القتلى والجرحى الى المستشفى الوحيد في المدينة". وكان مسؤول في المستشفى اعلن امس الخميس ان العشرات اصيبوا بجروح في هذه الاشتباكات. وتشهد اجدابيا منذ الاربعاء بحسب شهود عيان اشتباكات عنيفة بين عناصر من جماعة انصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة من جهة، ومسلحين من سكان المدينة مؤيدين للقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في الشرق الليبي من جهة ثانية. واندلعت الاشتباكات بعد محاصرة شبان مسلحين منزل قيادي في "مجلس شورى ثوار اجدابيا" الذي يضم جماعة انصار الشريعة وجماعات متطرفة اخرى، يدعى ابريك المصرية، في وسط المدينة. وقال شهود عيان ان اليوم الجمعة شهد اعنف جولات القتال حيث استخدمت الاسلحة المتوسطة والثقيلة. وتخضع اجدابيا لسلطة الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والقوات الموالية لها. لكن المدينة الواقعة بين بنغازي وسرت (450 كلم شرق طرابلس) التي يسيطر عليها تنظيم داعش، تشهد منذ شهر نوفمبر عمليات اغتيال تستهدف عناصر في القوات الحكومية. في موازاة ذلك، يسعى تنظيم داعش الى التمدد نحو اجدابيا انطلاقا من سرت والمناطق المحيطة بها التي يسيطر عليها، الا ان القوات الحكومية تحاول منع تقدمه عبر تنفيذ غارات جوية ضد اهداف له، بحسب مسؤولين عسكريين. واعرب رئيس بعثة الاممالمتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه اليوم عن "القلق من اندلاع اعمال العنف المميت في مدينة اجدابيا منذ يوم الاربعاء"، داعيا الى "احترام المبادئ الانسانية الدولية عند مكافحة الارهاب". وحذر من ان "الهجمات العشوائية والهجمات التي تستهدف المدنيين محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي ويمكن ان تشكل جرائم حرب". ويناشد الهلال الاحمر الليبي منذ مساء الاربعاء الاطراف المتقاتلة وقف اطلاق النار من اجل اخراج عائلات عالقة في مناطق الاشتباكات. وتشهد ليبيا منذ عام ونصف نزاعا مسلحا على السلطة تسبب في انقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة وبرلمان غير معترف بهما يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا". وتسبب النزاع بفوضى امنية في ليبيا، وسمح لجماعات متطرفة بينها تنظيم داعش بان يكون لها موطئ قدم في هذا البلد الغني بالنفط.