ذكرت جريدة"واشنطن بوست" ان نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون صادمة لكثير ممن نظموا وقادوا الثورة المصرية ضد نظام مبارك الاستبدادي.وقد اتضح في الجولة الاولى من النتائج الغير رسمية انها ستتوجه لجولة الاعادة الشهر القادم بين محمد مرسي من الاخوان المسلمين وبين احمد شفيق وزير الطيران المدني السابق و الموالي لمبارك والذي يمثل مايسميه المصريون "فلول" النظام القديم. كما انقسمت اصوات الليبراليين بين عدة مرشحين والذي لم يكن منهم علماني او ليبرالي وقد كان الاكثر نجاحا هو اليساري "حمدين صباحي" والذي اتي في المرتبة الثالثة. واضافت الجريدة انه اذا تم التأكيد علي الاعادة بين مرسي وشفيق فلن يكون شيئا مبهجا حيث ان فوز احد من هؤلاء المرشحين من شأنه ان يزيد مخاطر الصراع والفوضي والتي تعاني منها مصر منذ خمسة عشر شهرا. الا ان هذه النتيجة المؤسفة لاتمنع من الاشارة بما حدث الاسبوع الماضي من اول انتخابات رئاسية نزيهة وحرة في التاريخ المصري علي الرغم من تلقي عدة شكاوي من قبل الخاسرين فلا يوجد اي دليل علي وجود عمليات تزوير كبيرة.وفي هذه المعركة المتأرجحة علي مستقبل اكبر دولة عربية من حيث السكان فان هذه الانتخابات تمثل خطوة اخري تجاه الديمقراطية. كما اضافت الجريدة ان النتائج توضح ان المصريين سيتم استقطابهم بين الاسلاميين وبين العسكريين المدعومين من النظام وانه في حال فوز مرسي سيسطر الاسلاميين علي منصب الرئاسة والبرلمان.وقد تعهد الاخوان المسلمون باحترام قواعد الديمقراطية وحقوق المرأة ومواصلة سياسات السوق الحر الاقتصادية والحفاظ علي السلام مع اسرائيل.كما تعهد مرسي - ستون عاما - علي قيادة البلاد نحو الشريعة الاسلامية,في حين كان توجهات شفيق اكثر قلقا حيث سيسعي الي استعادة الحكم الاستبدادي السابق والمدعوم من المجلس العسكري واجهزة المخابرات. ويتحدث المصريون بالفعل عن احتمالية ان تثير الجولة الثانية من الانتخابات الاضطرابات في الشوارع او الي انقلاب عسكري. كما ذكرت الجريدة انه في الحقيقة ان الفرصة الافضل للبلاد هي تنظيم الجولة الثانية من هذه الانتخابات النزيهة والسماح للفائز من ان يتولي منصبه.كما ان صلاحيات وسلطات الرئيس القادم لم تحدد بعد بدستور جديد كما ان وجود ضوابط وتوازنات امر ضروري للتأكيد علي ان الفائز لن يستخدم سلطات مفرطة واذا تم ذلك بالفعل فسيقود الفائز في الانتخابات الرئاسية -حتي لو كان سيئا- البلاد والمنطقة الي عصر جديد تزدهر فيه الديمقراطية