تحت هذا العنوان ذكرت الصحيفة ان الصمت الغامض الذي يلتزمه كبار القادة فى اسرائيل بصورة غير مسبوقة حول الغرض من الغارة الجوية الاخيرة التى قامت بها اسرائيل ضد سوريا اثارت الصحافة بشدة. وقد دفعت الرقابة المفروضة على هذا الموضوع وسائل الاعلام الي اللجؤ الي الصحف الغربية في محاولة لايجاد تفسير لهذه القضية ويبدو ان اللغز في طريقه للحل قبل صدور التفسير الرسمي من جانب المسئولين. حيث يري كل المعلقين تقريبا ان كوريا الشمالية تلعب دورا كبيرا فى هذا اللغز حيث قامت سرا بارسال سفينة الى سوريا محملة بمعدات نووية قبل الهجوم بثلاثة ايام. وقد تم اخفاء هذه المعدات فى مركز ابحاث زراعي استطاعت الطائرات الاسرائلية ان تدمره فى الغارة الاخيرة. ووفقا لهؤلاء المراقبين فان كوريا كانت تسعي لاخفاء هذه المعدات بعيدا عن المفتشين الدوليين الذين يعملون حاليا فى البلاد. هذا وقد نفت دمشق وبيونج يانج هذه الادعاءات تماما. الا ان المعلقين يرون ان هذا السيناريو هو الوحيد الذي يفسر الحرج الذي وقع فيه السوريين الذين ادانوا الهجوم الاسرائيلي الا انهم رفضوا الافصاح عن الاهداف التي تم اصابتها. ان تأكيد هذه الرواية يعنى الاعتراف بوجود تعاون نووي بين البلدين مما يضع سوريا في موقف حساس حيث ان هذا السلوك يتنافي مع بنود اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية الذى وقعت عليه سوريا. امر واحد فقط مؤكد الا وهو ان اسرائيل لن تقبل ابدا ان تحصل سوريا علي سلاح نووي فهي تعتبر دمشق دولة معادية لعدة اسباب: فالرئيس بشار الاسد اقام تحالفا مع ايران التي تمتلك سلاحا نوويا يهدد الدولة العبرية، كما ان سوريا تساند المنظمات التي توصف بالارهابية مثل ميلشيات حزب الله وحماس. ووفقا لعسكريين اسرائيليين فان سوريا تمتلك صواريخ قادرة على حمل رؤوس كيماوية يصل مداها الى اسرائيل. ويري معلق عسكري اسرائيلي ان العملية الجوية الاخيرة التي قامت بها اسرائيل ضد سوريا تعني العودة الى "عقيدة بيجن" فى اشارة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مناحم بيجن الذي اصدر امرا عام 1981 بتدمير المفاعل النووي العراقي فى بغداد وسط ادانة العالم باسره. الا ان بيجن صرح وقتها ان من حق اسرائيل اتخاذ كافة الاجراءات الازمة بغض النظر عن موقف المجتمع الدولي اذا كان هناك تهديد لوجودها. ولكن يبقي السؤال الحقيقي هل تمثل سوريا بالفعل خطرا حقيقيا يدفع المسئولين الاسرائيلين الي المخاطرة بمثل هذه العملية التي قد تؤدي الي اندلاع حرب. ومن اجل تقليل حجم الخسائر المتوقعة من هذه العملية ومن اجل تقليل التوتر التزم قادة اسرائيل الصمت فأي تمجيد لهذه العملية سوف يضع سوريا في موقف مهين لن تطيقه. ولكن يبقي ان نعرف ان كان هذا الصمت سوف يمنع سوريا من الانتقام حيث يري العديد من الخبراء ان سوريا لن تدخل في مواجهة عسكرية مباشرة ولكنها تستطيع فى المقابل دفع حزب الله او حماس للقيام بعمليات داخل اسرائيل او فى الخارج.