كشفت بعثة مصرية للتنقيب عن الآثار في شبه جزيرة سيناء، شرق مصر، عن بقايا قلعة عسكرية ضخمة، ذات أسوار مشيدة من الطوب اللبن. ويبلغ سمك جدرانها 13 مترا، ومزودة بمدخل جنوبي عرضه 12 مترا. وتزامن إعلان هذا الكشف مع ذكرى ثورة يوليو 1952، التي تحل اليوم ليعكس العمق الاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء التي كانت مسرحا للحروب المصرية مع إسرائيل فضلا عن تأكيده للتحصينات العسكرية التي شيدها الفراعنة. وقال الدكتور محمد عبد المقصود، رئيس البعثة الأثرية، التي اكتشفت القلعة: «تم العثور على مجرى مائي كان يحيط بالقلعة، لحمايتها من تسلل الأعداء». وأشار إلى أن نقوش الملك «تي تي» الأول الموجودة بمعبد الكرنك تصور المانع المائي المقام حول القلعة الحربية، والجسر الخشبي المتحرك، الذي استخدمه الجنود كممر من وإلى أسوار القلعة. وأوضح عبد المقصود أن أهمية الكشف، الذي أنجزه أثريون مصريون، من دون الاستعانة بالبعثات الأجنبية، يؤكد أهمية الحصن العسكري (القلعة) لمدينة ثارو المصرية القديمة بسيناء، التي تقع في تل حبوة شرق قناة السويس، وهو الكشف الذي يعود إلى عصر الدولة الحديثة الفرعونية (1569 1081 ق. م ). وهذا الكشف يشير إلى حدود مصر الشرقية، التي أقامها الملك رمسيس الثاني بموقع قنطير الحالية بمحافظة الشرقية، شمال شرقي القاهرة. وعثرت البعثة أيضا حول أسوار القلعة على بقايا عظام خيول وأخرى آدمية. وأكد عبد المقصود أهمية هذه القلعة، معتبرا أنها «توضح استراتيجية الدفاع المصري عن سيناء عبر العصور القديمة»، وقال «إنها تعتبر بانوراما واضحة لتاريخ مصر العسكري، وكذلك تؤكد تاريخ العمارة العسكرية المصرية القديمة، كما توضح صدق المصري القديم بخصوص النقوش العسكرية التي يحاكي بعضها الواقع». وأضاف «أهم ما يظهره هذا الاكتشاف هو تأكيد حدود مصر الشرقية من القنطرة شرقا وحتى رفح المصرية بشمال سيناء»، مشيرا إلى أن ذلك يعكس ضخامة التحصينات العسكرية خلال الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة الفرعونيتين لتأمين شرق الدلتا ومدينة «برعمسسو»، التي أقامها رمسيس الثاني بموقع مدينة قنطير الحالية بمحافظة الشرقية. وكان قد سبق الكشف عن ثلاث قلاع حربية، تعد من معالم طريق حورس الحربي، وهو الطريق الذي كان يربط قديما بين مصر وفلسطين بشمال سيناء.