غادر الوفد العربى المكلف بمساعدة لبنان على حل الازمة الداخلية ، بيروت مساء الجمعة اثر زيارة استغرقت اربعة ايام فشل خلالها في اطلاق الحوار مجددا بين الاكثرية النيابية المناهضة لدمشق والمعارضة التي يقودها حزب الله حليف سوريا. لكن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي رئس الوفد شدد على ان الجامعة العربية لن تتخلى عن لبنان وانهى مؤتمره الصحفي بالتأكيد على ان ذلك لا يعني فشلا في المهمة لافتا الى وجود "ايجابيات يمكن ان يؤسس عليها"لاستكمال الدفع نحو الحوار. وقال قبيل مغادرته بيروت "ظهرت عقبات كنا نتمنى ان لا تحدث وارجو ان تسمح الظروف بعودتنا عندما تكون كل الاطراف جاهزة للموافقة".واضاف "ثمة افكار وصياغات طرحت الجمعة ما أخر الوصول الى اتفاق رسمي بشأن استئناف الحوار". وكان موسى قد اقترح الخميس استئناف الحوار الوطني بين الاكثرية التي تريد ان يشمل كل المسائل الخلافية والمعارضة المتمسكة باسبقية حكومة وحدة وطنية توفر لها الثلث المعطل وتتم فيها مناقشة نقاط الخلاف. ويذكر بان 14 من القادة اللبنانيين المناهضين لسوريا والموالين لها شاركوا في حوار انطلق في اذار/مارس عام 2006 بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري (معارضة).وتوقف الحوار بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في تموز/يوليو الماضي. وقال الامين العام الذي مدد مهمة الوفد يوما اضافيا بسبب ظهور بوادر مشجعة تلاشت لاحقا "كنا نود ان ننهي الاتفاق اليوم (...) وسنظل على استعداد للعودة عندما يكون الكل مستعدا للتعامل بايجابية" رافضا تحديد الطرف الذي حالت مواقفه دون انجاز الاتفاق لافتا الى ان واوضح موسى ان الوفد جاء الى لبنان بتفويض من وزراء الخارجية العرب وبناء على اجندة واضحة "تتضمن ثلاثة امور رئيسية: تشكيل حكومة وحدة وطنية انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري الحفاظ على امن واستقرار لبنان بكل ما تعنيه هذه الكلمة"وقال "بناء على المشاورات التي اجريناها مع كل الاطراف وبناء على ما عرضناه وما استمعنا اليه قدم الوفد عدة مقترحات مرتكزة على استئناف الحوار عبر ممثلين مفوضين (من الفرقاء) في ظرف مهلة محددة وتاريخ معين للتباحث في الامور الرئيسية الثلاثة".ورغم عدم نجاح الوفد في دفع اللبنانيين الى استئناف الحوار قال موسى "بقدر الاسف لعدم اكتمال المهمة ففي الوضع جوانب ايجابية ستشجع الاطراف على الاستمرار"لافتا الى انه لا يمكن اسقاط اي من بنود الاجندة. وفي عرض لما جرى خلال مهمة الوفد قال موسى "تقدمت المباحثات على اساس اوراق عناصرها واضحة وكانت موافقة مبدئية على الاقل ثم موافقة تقرب من انجاز اتفاق" قبل ان تطرأ متغيرات الجمعة. واعرب موسى عن امله "ان يعمل اللبنانيون للتغلب باسرع ما يمكن على العقبات وقريبا حتى يستانف الوفد نشاطه ودوره في لبنان"واضاف "اشعر بالاسف. كنا افضل ان ننتهي الى نتيجة لكن الوصول اليها ما زال مطروحا" مؤكدا "ان العرب لن يتراجعوا" عن دعم لبنان. وقال "ما لم يتم التوصل اليه اليوم سنواصل عملنا ليتم قريبا". وشدد موسى على ان عدم التوصل الى الاتفاق في هذه الزيارة لا يعني تغير موقف الجامعة العربية وقال "ظروف لبنان ازعجت العالم العربي. وضع لبنان من مسؤولية الجامعة التي ستظل متابعة في اتصالاتها اللبنانية والعربية والاقليمية والدولية لاخراج لبنان من المحنة". وجدد القول ان المرحلة "تستدعي حوارا مع سوريا ايضا" بدون ان يحدد موعدا لزيارتها. وكان وزراء الخارجية العرب قرروا السبت ارسال وفد برئاسة موسى وعضوية السعودية وتونس وقطر ومصر سعيا لحماية لبنان وتوفير الاجواء المناسبة لاستئناف الحوار وذلك تلبية لطلب الحكومة.وقد طلب لبنان المساعدة العربية بعد اغتيال النائب في الاكثرية وليد عيدو ومع المواجهات بين الجيش ومقاتلي "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. وتتهم الغالبية النيابية دمشق بالوقوف وراء اغتيال عيدو وتؤكد ان فتح الاسلام تتحرك بايعاز من الاستخبارات السورية.