على كرسيه المتحرك وصل جمال قشطة (50 عاما) من سكان رفح، الى معبر بيت حانون شمال القطاع قادما من مصر بعد رحلة علاج استمرت شهرين.لم يصدق قشطة انه عاد الى غزة بعد ان علق في الجانب المصري عندما سيطرت حماس على قطاع غزة. فالرجل وان بدا متعبا من رحلة طويلة قادته من العريش الى معبر العوجا الاسرائيلي (75 كيلو مترا عن معبر رفح البري) ثم الى معبر بيت حانون، الا انه بدا سعيدا بنهاية معاناته.ويقول 'صدقني يا اخي، انا مش مصدق اني رجعت الى بيتنا، رحلة تعب في تعب والله الواحد شفنا الويل بكل الوانه'. قشطة لم يكن وحده الذي حالفه الحظ بأن يجد له مكانا في كشوفات العالقين الكثيرة للقدوم الى غزة. فمشاهد مختلفة كانت حاضرة على معبر بيت حانون، القناة الرئيسية لهم للقدوم الى غزة بعد طريق متعرج داخل الاراضي الاسرائيلية، واجراءات مرهقة وفريدة من نوعها. من جميع الأعماروالمأساة واحدة امرأة تسابق اشعة الشمس ولهيب الارض لتصل الى احضان طفلتها التي كانت بانتظارها، ورجل خرج عن وقاره وبات يقبل زوجته امام آلاف المواطنين المنتظرين لأحبائهم، واطفال يسرعون الى امهاتهم او آبائهم عند المدخل الفلسطيني من المعبر.. مظاهر مجتمعة تشكل صورا متناقضة ما بين الفرح بالقدوم والحزن على ما بعده! ميساء رزق (25 عاما) اضطرت للانتظار شهرين كاملين مع آلام العالقين ترقب فتح المعبر للوصول الى غزة بعد ان انهت دراستها العليا في القاهرة. وتقول 'كنا نعد اللحظات، فالامر لا يتعلق لا بشراب او طعام انها الحرية وتراب الوطن ولقاء الاحبة، وغزة التي تعودنا عليها رغم ما يعيشه اهلها من حصار'. تفتيش مرهق تضيف ميساء ان الاسرائيليين عند معبر العوجا يقومون بأعمال تفتيش دقيقة للمارين وان آلافا من العالقين قد لا يجدون مفرا ازاء الضغط الاسرائيلي، الا البقاء هنالك في انتظار فتح معبر رفح بالذات.عند المعبر في بيت حانون اطفال وذووهم ومرضى وشيوخ ونساء وفتيات وفتيان.. كل كان في مقصد ولغاية وهدف. وامر العالقين لن ينتهي بعودتهم الى غزة، فهنالك آلاف آخرون بانتظار فتح المعبر ليسافروا الى العالم الخارجي. فهذا يريد العلاج، وطالب يسعى لاستكمال تحصيله الدراسي، وسيدة لتلحق بخطيبها، ورجل اعمال له وجهته الى آفاق العالم الخارجي. انطلاق قافلة الثلاثمائة ووعد بالسماح للآخرين وكانت قد غادرت مدينتي رفح والعريش صباح امس دفعة ثانية هي عبارة عن ثلاثمائة من العالقين، وذلك في ثماني حافلات متوجهة الى قطاع غزة عبر معبري العوجة وبيت حانون الاسرائيلي، فيما اشارت مصادر فلسطينية الى قيام عناصر ينتمون لحركة حماس بتوقيف 18 شخصا من العائدين ضمن الفوج الاول الذي انطلق الاحد، عند دخولهم الى قطاع غزة واصطحابهم للتحقيق معهم ولم تشر المصادر الى سبب توقيفهم او تقرير مصيرهم.واشار مسؤول الارتباط الفلسطيني وسكرتير اول السفارة في القاهرة الى التنسيق مع الجانب الاسرائيلي لعودة المصابين الفلسطينيين المتواجدين في مستشفى العريش الى قطاع غزة، والى وصول كشف من السفارة بموافقة اسرائيل على دخول الف فلسطيني آخرين بالاضافة الى 627 تقرر عبورهم. وبشأن تخفيض اسرائيل اعداد المقرر دخولهم لقطاع غزة الى 300 فقط بعد الموافقة على دخول 527 قال انه تم تأجيل ذهاب باقي الفوج الى صباح اليوم الثلاثاء. ومن جانبها ناشدت سفارة فلسطين في القاهرة العالقين الى الاسراع في تسجيل الاسماء في قوائم الدخول عن طريق التوجه الى السفارة او خلال ارسال فاكس بالبيانات.