كثير من الكلام لغو.. لا يستحق التعقيب عليه أو حتى الاستماع إليه.. ولكن إذا كان هذا اللغو يفضح من قاله.. ويكشف كذبه الذي طالما ادعاه.. فيجب ألا يمر هذا الكلام علينا مرور الكرام.. بعد ما أعلنه وزير خارجية قطر خالد العطية من آراء عدائية لمصر، تكشف لأول مرة المواقف الرسمية لإمارة قطر.. التي كثيرا ما أنكرتها بإدعاءات مختلفة. أطلقوا أبواقا إعلامية ضد مصر تبث الكذب والتضليل ليل نهار.. ويقولون "حرية رأي" ولا سيطرة لنا عليها!.. هيئات وشخصيات قطرية وغير قطرية.. ستار لفتح خزائن قطر لتمويل الإرهاب والعنف على أرض مصر.. ويقولون.. مواقف شخصية! تحركات دبلوماسية عدائية لتأليب الدنيا علينا.. مدفوعة الأجر وبالرشاوي.. ولكنهم لا يملكون جرأة ممارستها في العلن. صبرنا.. وصمتنا تجاه هذه الإمارة المنكوبة.. وفي مصر كان الموقف الرسمي.. عدم الرد على مهاترات.. وإعلاء مبدأ وحدة العرب والحفاظ على أواصر الود والإخوة.. مهما أخطأ الأشقاء.. وسوف يتعلم المخطئ من مواقفه.. ويراجع نفسه.. واكتفت مصر فقط باستدعاء سفيرها للتشاور منذ شهور.. وظل هكذا حتى الآن.. لم يعد هذا كافيا.. كلمات لسان خالد العطية اسقطت كل الأقنعة التي تتخفى بها إمارته منذ ثورة الشعب في 30 يونيو 2013.. حديثه اعتراف سافر بممارسة العداء ضد مصر..
في أوج احتفالات مصر والعالم بافتتاح قناة السويس الجديدة.. أصاب الجنون رؤوس نظام حكم الإمارة.. ومن وراءهم.. وتوهم "العطية".. ان ما قد يقوله عن احياء فتنة.. يخفت فرحة المصريين.. أو يخفف الوطأة عليهم بنجاح مصر بخطى ثابتة.. الخطوة تلو الأخرى.. في استعادة مصر لدورها إقليميا وعالميا.. وترسيخ ثمار ثورة 30 يونيو السياسية والاقتصادية وانطلاق مسيرة التنمية والتقدم. استدعى "العطية" فضائية التليفزيون العربي ولاحظوا العقد مع مصر.. باختيار اسم تليفزيون مصر.. الأول في المنطقة.. وقبل وجود قطر على الخريطة بأكثر من عشرة أعوام. وحتى لا يخفى على أحد.. فضائية التليفزيون العربي أطلقتها قطر من لندن.. كبديل لقناة الجزيرة التي انكشف أمرها.. وابتعد المواطن العربي عن مشاهدتها. قال "العطية" في حواره مع هذه القناة.. قطر تعترف بجماعة الإخوان المسلمين وتدعمهم بصفتهم جماعة لها تاريخ.. ولديها رؤية وطنية.. ولا نستطيع ان نقاطع الجماعة ولم نعتبرها يوما جماعة إرهابية.. وزاد العطية في التبجح والتضليل بقوله: "ان العلاقة مع مصر طبيعية، لكن هناك اختلافا في وجهات النظر بسبب وجود خلاف سياسي مع نظام السيسي لإقصاء عنصر سياسي في البلاد وسوف يقف ذلك حائلا دون سير مصر على الطريق الصحيح نحو التقدم".. ولم يتوان "العطية" عن عرض خدماته لمساعدة مصر.. بقوله.. قطر ستكون مستعدة دائما لمساعدة الأشقاء العرب.. إذا كان ذلك سيساعد في تقريب وجهات النظر.. وليس لدينا مبادرة في مصر.. لكن لو طلب من قطر أن تكون وسيطا في كل ما من شأنه خير الأمة ستقوم به.
ترهات "العطية" وأكاذيبه لم تكن تستحق إعادة قولها.. وإنما ليتيقن القارئ المصري والعربي.. من انفصام الشخصية الذي أصاب مسئولين قطريين.. وتناقض ما يقولونه.. وما يعيشه المواطن العربي ويكتوي بناره كل يوم بسبب سلوك وأفعال القطريين.. لا.. لشيء سوى وهم الفأر إنه يمكن أن يصبح يوما أسدا.. حتى لو ناطح السحاب واقفا على الدولارات والريالات، ليخلد "العطية" في نومه دون انتظار طلب مصر لوساطة من إمارة راعية للإرهاب.. للتصالح مع جماعة إرهابية.. أما إذا طلبت ردا من الشعوب العربية.. بعيدا عن الحكومات فنحن نقوله.. نعم.. نحن نريد منك طالما تتشدق بالعمل لخير الأمة.. ان تكف قطر عن تيسير شحنات الأسلحة للمتطرفين والإرهابيين في ليبيا.. ان توقف امارتك تدفق الأموال والسلاح على شتى جماعات الإرهاب في سوريا.. ان تطرد كل أعضاء الجماعات الإرهابية وليس الإخوان فقط عن أراضيها.. ان تنهي لعبتها القذرة مع تركيا.. في تحالف المصالح بأيدي أمريكا، على حساب أمن واستقرار الدول العربية.. ومخطط إضعافها وتفتيتها إلى دويلات.. "توقف فمهما حدث.. ستكون أصغر دويلة عربية أكبر من الإمارة القطرية.. وسوف تظل عقدتكم قائمة تحتاج إلى أطباء نفسيين.. لا.. إلى إسراف في انفاق أموال لدعم الإرهاب.. والإسراف في الباقي مع شركات علاقات عامة دولية لتحسين صورتكم في العالم". أوقفوا بعثرة أموالكم على صنع موالاة لكم.. وإذكاء الفتنة بين شعوب الدول العربية.. في فلسطين.. واليمن.. ومصر.. وسوريا.. والعراق.. والسودان.. أنقذوا المواطن العربي من القتل والتخريب بأموال الشعب القطري. الشعب المصري لا يريد منكم وساطة مع الجماعة الإرهابية.. فما يجمع قطر مع الإخوان.. لا.. لأنهم جماعة لها تاريخ وتملك رؤية وطنية كما تدعي.. ولكن لأن ما يجمع قطر والإخوان.. تاريخ من التآمر والعمالة ودعم القتل والتخريب.. هذا ما قام به الإخوان طوال تاريخهم.. وهو بالضبط ما تقوم به إمارة قطر اليوم.. "اتلم المتعوس على خايب الرجا". يا معالي وزير الخارجية.. ووجد الاثنان ضالتهما في أحضان بعضهما.. قطر داعمة الإرهاب.. وشتات جماعته الباحثين عن مأوى.. وكما قال مسئولون دوليون "قطر توفر بيئة داعمة وممولة للإرهاب".. فأغلق مقر طالبان في الدوحة.. وقل لنا.. لماذا الصمت الأمريكي عن أكبر ممولين قطريين للإرهاب "وهما واجهة بالطبع".. خليفة محمد تركي السبيعي وعبدالرحمن بن عمير النعيمي.. كلاهما يصول ويجول بالدوحة أصدقاء للأسرة الحاكمة والنخبة القطرية. وهما من أكبر ممولي تنظيم القاعدة وعصابة الإخوان ومدرجان على قائمة المطلوبين في أمريكا والأمم المتحدة.. وطبعا الصمت عنهما.. لأن هذا الدور المنوط بكم المساعدة فيه.. في الحفاظ واستمرار القلاقل والنار مشتعلة في الأمة العربية التي تتشدق انك تريد لها الخير.
أما عن شر "البلية" الذي يضحك.. فهو حديث خالد العطية عن خلاف سياسي مع نظام السيسي بسبب اقصاء عنصر سياسي ونحن نطلب منك أيضا ان تفهم الفارق يا وزير خارجية.. وهي طبعا مهنة لا علاقة لك بها.. باعتبارك حاصلا على دكتوراه في القانون.. وللاسف من جامعة القاهرة.. ولم تمارس العمل الدبلوماسي من قبل.. مغزى التلاعب باستخدام مصطلح "نظام".. والسيسي رئيس اختاره الشعب في انتخابات حرة.. وبعد ثورة شعبية حرة.. فخلافكم ليس مع السيسي كرئيس ولكن مع شعب مصر الذي ثار على جماعة إرهابية شعارها التشبث بالحكم أو قتل الشعب المصري.. وهو الدور الذي تقومون به اليوم وتتمسكون به بالدعم المالي والسلاح للجماعة.. وفتح منابر إعلامكم لتحريضهم.. ومنابر مساجدكم لنشر الضلال والفتنة.. ومن الغريب أن تتحدث عن جماعة إرهابية وتعتبرها اقصاء لفصيل سياسي.. فلماذا لا تنصح أميرك بإشراك قبيلة "مُرة" التي نفاها وأسقط الجنسية عن أبنائها "حمد" والد ولي نعمتك "تميم".. لمجرد انهم رفضوا الانصياع له في انقلابه على أبيه.. وطبعا انت تفهم جيدا الفارق في المقارنة.. بين ثورة شعب وانقلاب ابن على والده.. وبين قبيلة أبناء وطن مسالمة.. وجماعة تعيث في مصر قتلا وتدميرا. ولم يسجن واحد منها إلا بحكم قضائي.. وطبعا عذرك انك تتخيل القضاء المصري "ملاكي" كما الحال في الإمارة القطرية. حيث يعين الأمير القاضي ويعزله.. ويصدر الأحكام كما يشاء بتوجيهاته.. وتوجيه أصغر أبناء الأسرة المالكة.. وغيرهم من "علية القوم". معالي وزير الخارجية.. تتحدثون عن قضايا الأمن القومي العربي.. يا للبجاحة.. هل يتحقق هذا باحتضان امارتك لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية لضرب كل الدول العربية في محيطكم من العراق.. إلى ليبيا.. إلى سوريا.. أم باستخدام رجالكم وأموالكم في الجامعة العربية لخروج أي وضع عربي داخلي إلى المحافل الدولية للتيسير على أمريكا اتخاذ ما تراه من قرارات.. أم بتقديم أميرك فروض الطاعة والولاء لأمريكا وإسرائيل وطلبه فور توليه الحكم.. إلغاء المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل والعمل على اندماجها في المنطقة.
الدكتور العطية.. اخطأت الطريق.. فأنتم المشكلة فكيف تتوهم ان تكون جزءا من الحل.. وما بيننا وبينكم حكم القضاء المصري في قضية تخابر الإخوان معكم.. اقصد استخدامكم للحصول على معلومات تمس الأمن القومي المصري.. وتمريرها إلى أسيادكم الذين تهمهم هذه المعلومات أو يعرفون كيفية استخدامها والاستفادة منها.. وهذه القضية ما هي إلا تطوع منكم أو أوامر إليكم لضمان الرضاء واستمرار الرعاية والحماية.
لا.. لوم على "العطية".. المغلوب على أمره.. هو وبلاده.. فهو لا يملك غير ذلك.. رهينة بين فكي الرحى.. ما بين عمالتهم لأمريكا حامية حماهم.. وما بين رعبهم من عصابات الإرهاب.. من الإخوان وغيرهم.. ولم يجد "العطية" وغيره في الإمارة سوى دعم الإرهاب.. و"التلوك" بالشعارات والمبادىء. أما نحن.. فقطر لم تعد تكذب ولا تتجمل.. وانما تتبجح.. ولم يعد أمامنا الحرص على "شعرة معاوية".. أغلقوا سفارتهم "بالضبة والمفتاح".. فهي لم تعد سفارة بقدر ما هي بؤرة لرعاية الإرهاب والإرهابيين.. اقطعوا ما بيننا وبينهم.. وبلا حديث عن الود والأشقاء العرب.. أو الخوف على استثمارات أو حقوق مصريين على أرضها.. أهلا بهم في بلدهم.. كما عاد قبلهم 2 مليون مصري من العراق.. ومليون من ليبيا. نقلا عن جريدة أخبار اليوم