من المقرر ان يصدر تقرير للامم المتحدة فى باريس فى الثانى من فبراير القادم أقوى تحذير حتى الأن بأن البشر يتسببون فى زيادة الاحتباس الحرارى مما قد يسبب ضررا هائلا للبيئة فى المستقبل اذا تجاهلوا ارتفاع دراجات الحرارة . تقرير الاممالمتحدة المتوقع صدوره الشهر القادم شارك فيه حوالى 2500 عالم ويحذر التقرير من ان هناك احتمالات بنسبة 90 فى المائة على الاقل بان الانشطة البشرية وعلى راسها حرق الوقود الاحفورى هى السبب الرئيسى فى الاحتباس الحرارى فى الاعوام الخمسين الاخيرة . بل ان الاحتباس الحرارى قد يؤدى الى مزيد من الفيضانات والموجات الحارة وارتفاع مستويات المياه فى البحار بحلول عام 2100 . التقرير الذى يعزز استنتاجات توصل اليها تقرير اخر فى عام 2001 أنحى بالائمة على الإنسان فى ظاهرة الإحتباس الحرارى سيكون مرشدا للحكومات التى تسعى الى تمديد بروتوكول كيوتو لمكافحة الإحتباس الحرارى الى مابعد 2012 . تأتى تحذيرات ذلك التقرير فى الوقت الذى حذر فيه كثير من العلماء من مخاطر ثانى اكسيد الكربون دون ان تلقى اهتماما ، فقد كان العالم السويدى سافنتى ارهينيوس الحاصل على جائزة نوبل فى الكمياء اول من يشير الى صلة محتملة بين ارتفاع الحرارة وانباعثات غاز ثانى اكسيد الكربون بسبب الصناعة منذ قرن مضى . التقرير المرتقب يأتى بعد شهر من تقرير الأممالمتحدة الذى حذر من من أن أجزاء كبيرة من المدن الإفريقية قد تختفي تماما تحت مياه البحر التي ترتفع باضطراد وذلك خلال المؤتمر الدولى الذى استضافته العاصمة الكينينة نيروبي عن تغير المناخ. وقد جاء مؤتمر نيروبي وهو الجولة الثانية عشرة من مباحثات الأممالمتحدة بشأن تغير المناخ وذلك منذ انعقاد قمة الأرض في ريو دو جانيرو في البرازيل عام 1992. كما أعلنت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أن تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو قد إرتفعت نسبة نصف بالمائة خلال عام 2005، ولن تبدأ بالهبوط ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أقوى من بروتوكول كيوتو. كان الرئيس الامريكى جورج بوش الذى يعترف بوجود صلة بين ارتفاع دراجات الحرارة وزيادة نسبة ثانى اكسيد الكربون فى الجو قد رفض التوقيع على بروتوكول كيوتو عام 2001 وهو البروتوكول الذى حدت معظم الدول الصناعية بموجبه من انبعاثاتها من غاز ثانى اكسيد الكربون وذلك رغم أن الولاياتالمتحدة تسبب نحو ربع اجمالى انباعاثات غازات الاحتباس الحراراى الناجمة عن الصناعة ،ويلزم بروتوكول كيتو 35 دولة متقدمة بخفض انباعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى من المصانع ومحطات الطقة والسيارات بنسبة خمسة فى المائة من مستوياتها عام 1990 بحلول عام 2008 الى عام 2012 . هيرفيه لو تروت الخبير الفرنسى فى الشئون المناخية يؤكد ان التقرير المتوقع صدوره والذى يجرى اعداه منذ سنتين من المحتمل الا يحمل اى خبر سار بل سيحمل تاكيدا لكل ما قيل منذ زمن طويل لكن مع مخاطر اضافية مشيرا الى ان ذوبان الجليد البحرى والتربات المجمدة وتراجع جبال الجليد واتساع المحيطات الساخنة ظواهر تأتى كلها نتيجة ارتفاع حرارة الارض التىيمكن ايضا من خلالها "مفعول رجعى" ان تلعب دورا مسرعا لها، تلك المخاطر تأتى فى وقت يخشى فيه علماء المناخ من ان تؤدى تلك الظواهر الى اتساع سخونة الجو من دون التمكن فى الوقت الحاضر من تحديد الحاجز الذى لايجوز تخطيه ..