الدكتور المنصف المرزوقي- الرئيس التونسي - أمين عام حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" وطبيب وناشط حقوقي ومفكر وكاتب سياسي. انتخب المنصف المرزوقي "66 عامًا" رئيسًا للجمهورية التونسية في "12/12/2011" خلال الفترة الانتقالية التي لم تحدد مدتها، إثر فوزه ب 153 صوتًا من أصل 217، أي بنحو ثلثي أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، وذلك عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي إثر قيام الشعب التونسي بثورته الشهيرة ب "ثورة الياسمين" والتي اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010. والمرزوقي حائز على الدكتوراه في الطب عام 1973 من جامعة "ستراسبورج" الفرنسية، وتخصص في الطب الباطني والطب الوقائي وطب الأعصاب، وحائز على إجازة في علم النفس من كلية العلوم الإنسانية في جامعة "السوربون"، وتولى تدريس الطب في جامعة ستراسبورج، وهو أستاذ سابق في قسم الأعصاب في تونس، وأستاذ للطب الحديث في جامعة باريس. عُرف الدكتور المرزوقي بدفاعه المُستميت عن حقوق الإنسان، وبمُعارضته الشرسة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطلق بشأنه عبارته الشهيرة "لا يصلح ولا يصلح"، حيث انضم في عام 1980 إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، وأصبح رئيسها في عام 1989، وفي عام 1993 أحيل على القضاء إثر تأسيسه جمعية الدفاع عن المساجين السياسيين، وفي عام 1994 خلع من رئاسة الرابطة فرد على ذلك بالترشح لرئاسة الجمهورية. ويرأس المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية "يسار قومي" الذي أسسه في 2001، وحقق هذا الحزب بفضل سُمعة زعيمه وحنكته بشكل خاص، نتيجة لم يتوقعها المحللون، وفاز ب 29 مقعدًا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، ليحل ثانيًا بعد حزب النهضة الاسلامي "89 مقعدًا". ويشيد الكثيرون بمبدئية المرزوقي وروحه النضالية، لكن بعضهم ينتقد اقترابه في الصيف الماضي من الإسلاميين، في حين يرى آخرون في ذلك براعة سياسية كبيرة أتاحت له تحقيق نتيجة جيدة، إذ لم يسع مثل باقي أحزاب اليسار التونسي، التي مُنيت بهزيمة انتخابية، إلى استعداء الإسلاميين، مُركزًا على إزالة آثار النظام الفاسد السابق. السيرة الذاتية: ولد المرزوقي في 7 يوليو/تموز عام 1945 بقرية "قرنبالية" - 30 كيلو متر جنوب شرق العاصمة - لأسرة تنحدر من قبيلة "المرازيق" في الجنوبالتونسي، وترعرع في ظروف صعبة للغاية كانت تمر بها أسرته بسبب مُلاحقة السُلطات لوالده الذي رحل إلى طنجة المغربية هربًا من أجهزة الأمن التي كانت تحكم البلاد أثناء مرحلة الاستقلال. وانتقل المرزوقي عام 1958 ليُكمل تعليمه في مدرسة الصادقية في العاصمة تونس، وبين عام 1961 و1964 انتقل المرزوقي مع والدته وأشقائه للعيش في مدينة طنجة وبداية عهد من الراحة والطمأنينة بعد سنوات الفقر التي عاشها في تونس. وبعد أن تعلم المرزوقي "الفرنسية" في المغرب وتعلق بحُب المغرب حصل المرزوقي على فرصة لدراسة الطب في جامعة سترازبورج بدعم من الحكومة الفرنسية، واستمرت رحلته في فرنسا 15 عامًا تزوج خلالها وأنجب مريم وناديه من طليقته الفرنسية. في عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية "المهاتما غاندي" لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، وفازت مشاركته ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي عام 1973 حصل على شهادة الدكتوراه. عاد المرزوقي إلى تونس عام 1979 وعمل أستاذاً مساعدًا في قسم الأعصاب في جامعة تونس وشارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع. أعتقل في مارس 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في محبس انفرادي، وقد أفرج عنه في يوليو/تموز إثر حملة وطنية ودولية بعد تدخل الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، وفي 1995 مُنع من أي بحث علمي، وفي عام 1997 أسس مع عدد من المُناضلين، بينهم الناشط السوري هيثم مناع، "اللجنة العربية لحقوق الإنسان"، وترأسها حتى عام 2000. قام المرزوقي بتدريس الطب في جامعة سوسة "140 كيلو متر جنوب شرق العاصمة" في الفترة من 1981 إلى 2000، وفي عام 2000 طرد من كلية الطب بسوسة. في عام 2001 أسس المرزوقي مع العديد من المُناضلين والقوى السياسية التونسية "المجلس الوطني للحريات"، وفي عام 2001 أيضًا أسس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، الذي لم ترخص السُلطات له، وأعلن أنه "حزب مقاومة لا حزب معارضة"، وطالب من خلاله بإسقاط نظام بن علي بدلاً من السعي إلى إصلاحه، وذلك لإيمانه بأنه نظام فاسد غير قابل للإصلاح، فصدر بحقه حُكم بالسجن لمدة عام. قوبل هذا الحكم بضغوط دولية على الحكومة التونسية، ليرحل المرزوقي بذلك إلى فرنسا، حيث واصل نضاله في المنفى، وفي عام 2006 عاد إلى تونس من دون موافقة السُلطة للدعوة إلى عصيان مدني بهدف إسقاط نظام بن علي، ولكنه رحل إلى فرنسا بعد 5 أيام تعرّض خلالها إلى الترهيب والتضييق الشديد من قبل البوليس السياسي. واصل المرزوقي رحلة نضاله في المنفى من خلال كتاباته السياسية ونشاطه في المنظمات الحقوقية الدولية وتحريضه المُتواصل على العصيان المدني، وعاد إلى تونس في يناير/كانون الثاني عام 2011 بعد فرار الرئيس السابق بن علي، ليواصل نضاله من موقعه كرئيس لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور سابقًا. وحصل المرزوقي على العديد من الجوائز الحقوقية وكتب العديد من المؤلفات في السياسة والأدب والطب، منها "الإنسان الحرام" و"أنها الثورة يا مولاي" و"الرحلة" و"حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان" و"في سجن العقل".