على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى، وباللغة الفرنسية، كتب الرئيس التونسي الجديد اليوم الأربعاء يقول:" في الواقع أنا رجل أنتمى إلى الجنوب, ولدينا أن الرجل الذي لا يلتزم بكلامه هو رجل بلا كرامة؛ والرجل دون كرامته يُعد أقل من أي شيء". تلك هى كلمات المرزوقي السابقة التى تنبئ بعفوية شديدة عن طبيعة شخصيته، وملامحه التى تشبه إلى حد بعيد المصري " الصعيدي"، معبراً عن افتخاره بإحدى سمات سكان الجنوب الأصيلة التى تنحدر منها أصول عائلته، وهو الذى طالما عبّر عن ذلك فكرياً، وسياسيا من قبل عندما لم يهادن حكومة بلده السابقة، ولا أى حكومات عربية أخرى، مفضلاً الاعتقال والتعذيب ومن ثم النفي على ذلك. وللدكتور منصف المرزوقي حكايته الخاصة مع العالم الافتراضي، حيث ظل ولسنوات طويلة متواصلا مع قرائه وأصدقائه عبر موقعه الإلكترونى، الذى كتب فيه يقول:" لسنوات طويلة شكل هذا الموقع وسيلة التواصل الأساسية مع الأصدقاء والقراء والمكان الذي أستودعه كتبا كانت ممنوعة في تونس وفي أغلب البلدان العربية . هكذا شكّل الفضاء الافتراضي المهرب من الرقابة الغبية ومن الحصار الذي ضربه حولي استبداد أحقر ما فيه تنكيله بالثقافة واضطهاده للمثقفين، وفي آخر المطاف وكما كان متوقعا منذ البداية انهارت الدكتاتورية وانتصرت القيم التي حاولت عبثا تحويل وجهتها أو التعرض لها، والآن وقد انتهت سنوات الجمر يجب أن نعلن جميعا بداية سنوات الخلق والابداع لتدارك كل هذا الزمان الضائع"، واستكمل مضيفاً:" تجدون في هذا الموقع عصارة ربع قرن من نضال الفكر وفكر النضال . أرجو أن تجدوا في كتبه ومقالاته وأشرطته معطيات تساعدكم على بلورة رؤاكم الخاصة وإعانتكم على أخذ أصوب القرارات كما أتمنى أن تجدوا في كتاب الرحلة شيئا من ذاتكم وقد أردته في التفاصيل سيرة ذات وفي الثوابت سيرة كل ذات" . وهكذا دخل المرزوقي الجنوبي قصر قرطاج أمس، بعد أن كان حزبه " المؤتمر من أجل الجمهورية" محروما من الترخيص القانونيّ وكان هو " رئيسه "منفيا في باريس، وكوادره تعاني التعذيب والسجون في الداخل، حتى هروب زين العابدين بن علي وتحرّر تونس من الاستبداد. يذكر أن المنصف المرزوقي هو من مواليد عام 1945، لعائلة تنحدر من الجنوب التونسي، أما والده فهو محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بن كريم، له أربعة أشقاء وسبع أخوات. نشأ في تونس والتحق من 1957 عام حتى 1961 بالمدرسة الصادقية في العاصمة تونس. غادر المرزوقي تونس للالتحاق بوالده سنة1961، وعاش مع عائلته في مدينة طنجة المغربيّة حتى عام 1964، حيث سافر إلى فرنسا وتزوج هناك، فأنجب مريم ونادية، وأقام في فرنسا 15 سنة. في عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، فازت مشاركته ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي عام 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب في الصين، ومنها عاد إلى تونس عام 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس، مشاركا في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع. اعتقل المرزوقي في مارس 1994 ثم أطلق سراحه بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، على خلفية حملة دولية وتدخل شخصيّ من نيلسون مانديلا، وأسس مع عدد من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 ديسمبر من عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000، ثم غادر إلى المنفى في ديسمبر2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس، حيث بقي هناك حتى أعلن عن عزمه العودة من دون أخذ الإذن من السلطات التونسية. عرف المرزوقي بدعواته الشهيرة ل"العصيان المدني" لإزاحة حكم بن علي، وعاد إلى وطنه تونس يوم 18 يناير 2011، أي بعد 4 أيام من هروب زين العابدين. شاهد المرزوقي يدخل قصر قرطاج شاهد لمحة عن حياة المرزوقي ;feature=youtu.be شاهد لمحة عن الجنوب التونسي