رفضت وزيرة الخطيط والتعاون الدولى فايزة أبو النجا الاتهامات التى وردت على لسان بعض أعضاء مجلس الشورى الثلاثاء للحكومة بخيانة الوطن. وقالت أبو النجا في تعقيب لها على كلمات أعضاء المجلس فى موضوع رفع الحظر عن سفر المتهين الأمريكيين والأجانب فى قضية التمويل غير الشرعى لبعض منظمات المجتمع المدنى "إننى أربأ بأى عضو فى المجلس الموقر أن يتهم الحكومة بخيانة الوطن". وأضافت انه من حق كل عضو أن يطالب ببقاء وزير فى منصبه أو يغادره فى إشارة إلى مطالبة العديد من الأعضاء بإقالتها من منصبها.. وقالت إننى لم أسع فى حياتى العملية التى استمرت لمدة 35 سنة إلى منصب ولكنى اعتقد أن هناك أسلوبا فى التعامل بين المجلس والحكومة. وتابعت "أنا فخورة بالسنوات العشر التى قضيتها فى الحكومة وأديت واجبى بما يمليه على القسم الذى أقسمته أمام الله والسلطات العليا فى البلاد، وإننى بالفعل كنت أأتى إلى هذا المجلس لادافع عن اتفاقيات القروض لأن هذا جزء من عملى لتوفير التمويلات المدرجة فى خطة التنمية الاقتصادية للدولة. وأكدت أن الكل فى وزارة التعاون الدولى بذل جهدا كبيرا لكى تحصل مصر على أفضل شروط ممكنة للقروض لأنها عقد تكامل بين الأجيال ونحن نسدد حاليا قروضا حصلت عليها حكومات سابقة لمشروعات مختلفة لو لم تكن موجودة لكننا تساءلنا عن الوضع السيىء الذى نعيشه بدونها. وشددت على أن كل "مليم" حصلت عليه مصر من الخارج معروف من أين جاء وفيما أنفق وأنه لايمكن أن توجد أي مخالفات فى هذه القروض أو أى فساد لأن جهات الاقتراض تتابع تنفيذ المشروعات معنا. وانتقد نواب مجلس الشورى في مناقشاتهم استمرار صمت الحكومات المصرية على عمل منظمات المعهد الجمهوري والمعهد الديمقراطي وبيت الحرية الأمريكية التابعة للمخابرات الأمريكية بدون اتخاذ أي إجراءات تردعها، وأكدوا أن التمويل الأجنبي يمول الثورة المضادة ويجب منعه. وطالب النواب، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتوضيح هل ما حدث بمباركة منه أو بأوامره أم لا.. وأكدوا أن ماحدث قرار سيادي ولا يستطيع أحد من الحكومة أن يتخذ هذا القرار. وشدد النواب على تشكيل لجنة تقصي حقائق حول هذا الموضوع وتحديد مسئولية صاحب قرار رفع حظر سفر المتهمين ومن سمح لهذه المنظمات بالعمل بصورة غير شرعية طوال هذه المدة. وأكد المستشار محمد عطية وزير شئون مجلسي الشعب والشورى في بداية الجلسة احترام الحكومة الكامل لمجلس الشورى وحرصها على حضور جلساته للرد على كل ما يتناول النواب من تساؤلات. وقال إن الحكومة كان من المقرر أن تحضر منذ بداية الجلسة ولكن دعا رئيس مجلس الوزراء إلى اجتماع طارىء فطلبت من رئيس المجلس حضور الوزراء المختصين لمدة ساعة وبالفعل وصلنا قبل الموعد بعشر دقائق. وعقب الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى على هذا الكلام، قائلا إنه تلقى بالفعل إخطارا من الحكومة بذلك وقد حضر الوزراء في موعدهم. كما شهدت جلسة مجلس الشورى عند بدء مناقشة الموضوع احتجاجا من قبل نواب المجلس على على حديث فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في الجلسة التي خصصت لمناقشة موضوع التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني. فقد أسهبت الوزيرة في دورها والوزارة في الحصول على قروض ومساعدات لمشروعات التنمية بمصر وعندما نبهها النواب إلى أن هذا الكلام خارج عن الموضوع فردت قائلة "إن الدعوة التي وجهت لها كانت للرد على سياسة الوزارة في تعظيم القروض والمنح المخصصة لمشروعات التنمية وإذا كان النواب يريدون التحدث في هذا الموضوع فسوف ترد". وعندما تحدث المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني قاطعه النواب واستفسر عن أشياء فقام بالإجابة عليها وتحول الأمر إلى مناقشة وتدخل الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى. وقال إن ما حدث يعد سابقة برلمانية لم تحدث في المجالس النيابية قبل ذلك وطلب أن تكون الأسئلة والمناقشات بعد انتهاء الوزراء من حديثهم. وأحال رئيس المجلس المناقشات إلى لجنة من لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي، وكانت لجان الشئون الدستورية والنقل لإعداد تقرير يعرض على المجلس.