رغم إعلان نتيجة الثانوية العامة،وبدء التنسيق للجامعات إلا أن الجدل لايزال مستمرا حول الغش الالكترونى الذى سيطر على الامتحانات هذا العام وتم ضبط العديد من الحالات بالفعل، وخاصة بعد أن أوضحت النتيجة فوز طالبين متجاورين فى احدى اللجان على المركز ضمن أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية. وأكد الطلاب والخبراء والتربويون أن الغش هذا العام ساهم فى ارتفاع نسبة النجاح للثانوية العامة، مؤكدين أنه سيؤدى الى مشكلة فى التنسيق وارتفاع الحد الأدنى للقبول بالجامعات. وفى معامل الحاسب اللكترونى لتسجيل رغبات الطلاب لتنسيق المرحلة الأولى لمس – موقع أخبار مصر – حالة الغضب والإحباط التي أصيب بها معظم طلبة الثانوية العامة وأولياء امورهم وحاولنا استطلاع رأيهم بشأن نتائج الثانوية العامة مؤكدين أنها غير عادلة ومجحفة وقهرت مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب وجعلت طلاب غير متميزين يستطيعون الالتحاق بكليات الطب والهندسة. ورغم المبررات التي أعلنتها وزارة التعليم العالي ومجلس الجامعات الاعلى حول سبب ارتفاع نتيجة تنسيق الثانوية العامة 2015 للألتحاق بكليات القمة،بارتفاع الحد الادنى للقبول في تنسيق المرحلة الاولى بأنه نتيجة لارتفاع المجاميع للعام الحالي إلا أن الطلاب أكدوا أن مجهودهم ذهب هباء أمام طلاب مارسوا الغش وحصلوا على مجاميع أعلى منهم. وأكد الطلاب أن مثل هذه المبررات عن اسباب نتيجة تنسيق الثانوية العامة 2015 المحبطة غير مقنعه بحال من الاحوال وأنه ليس من المعقول ان يتحمل الطلاب المجدين نتيجة الغش الذى حدث. كذلك يرى البعض منهم بأن نتائج التنسيق بهذا الشكل الهدف منها هو تشجيع الجامعات الخاصة التي التي تتطلب مصاريف مرتفعة، وقد عبر الطلاب عن مخاوفهم ألا يكون هناك متسع من الاماكن يسمح بدخولهم لكليات حلموا بها. نتيجة غير حقيقية وقالت الطالبة منة أحمد -الحاصلة على 96% علمى أن نتيجة الثانوية العامة هذا العام تعتبر غير حقيقية بنسبة كبيرة ،مؤكدة أن الامتحانات شهدت العديد من حالات الغش سواء الالكترونى او العادى . وأضافت أن صفحة "شاومينج"ومثيلاتها كانت بالفعل تسرب الامتحان بعد ربع ساعة من بدايته وقالت بعد نهاية الامتحان وعودتى للمنزل كنت ارى أن صفحات الغش تنقل الاجابات للطلبة وكان الطلاب يطلبون اجابات محددة من الصفحة وأكدت أن هناك ساعات جديدة متصلة بالقمر الصناعى لنقل صفحات الفيس بوك . ومن جهتها قالت مى دسوقى 95% أدبى:"حسبى الله ونعم الوكيل فى صفحات الغش"لأنها وازت بين الطالب الذى اجتهد وذاكر وحصل على مجموع كبير وبين الذى يمتلك أجهزة غالية للغش. وأكدت أنها تبشر وزارة التعليم العالى بدفعة من الطلاب سيرسب نصفها على الاقل فى العام الجامعى الاول لان كثير منهم سيدخلون كليات غير مؤهلين لها ولا يستحقونها . وقال عمر حسين أن النتيجة بهذا الشكل تعتبر تشجيع للجامعات الخاصة التي التي تتطلب مصاريف مرتفعة جدا ولايوجد حل غيرها أما طالب اجتهد وحصل على مجموع يزيد عن 90% ولن يستطيع الالتحاق بكليات مثل الصيدلة والهندسة ، رغم أن مستواه أعلى من مستوى الطال الذى حصل على 89 % بالغش. ومن جهته أكد محمد سعد، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى ورئيس عام امتحان الثانوية العامة أن أى حالة غش تم ضبطها داخل لجان الثانوية العامة تؤكد تصدى الوزارة للغش أى كان نوعه ووسيلته وأوضح أن أن كل محاولات الغش بالتليفون المحمول تم ضبطها مؤكدا أنه لم يستفيد اى طالب من حالات الغش و لم تدخل كلمة إلي ورقة الاجابة، ومن يشك فى نتيجته عليه التقدم بتظلم للاطلاع على ورقة اجابته. وأضاف أن عدد الطلاب المتقدمين للاطلاع على أوراق إجاباتهم للتظلمات فى نتيجة الثانوية العامة يزيد عن 12 الف طالبا وطالبة. وأضاف أن لجان النظام والمراقبة على مستوى الجمهورية تستقبل تظلمات طلاب الثانوية العامة المتضررين من نتائجهم وفقًا للإجراءات التى تم إعلانها. وقال الباحث التربوى كمال مغيث إن ارتفاع نسب النجاح ترجع إلى الغش الالكترونى،حيث يتداول الطلاب الأسئلة والاجابات عقب دقائق من بدء اللجان، بالاضافة إلى الغش بالطرق التقليدية فى المناطق الفقيرة فى الصعيد والمناطق الريفية، موضحا أن ارتفاع نسبة النجاح لا تعبر عن أى دلالات تربوية، نظرا لإنها غير حقيقية ولا تعبر عن مستوى الطلاب الحقيقى. وأكد أنه بدون تطوير للمناهج الدراسية، وتطوير للمدراس،ورفع كفاءة المعلم وتطوير مهاراته لن يكون هناك تطور في العملية التعليمية، وأكد أن عملية الغش ساهمت فى ارتفاع النتيجة،ليس فقط الغش الالكترونى ولكن الغش الذى كان سائدا فى معظم لجان الجمهورية. وأوضح أن الغش كان سائدا فى جميع الامتحانات،ولن نستطيع أن نؤكد إنه لم يؤثر على النتيجة، فالنتيجة مرتفعة فى جميع المواد،والدليل على ذلك ارتفاع نسب النجاح فى كل مادة،وأضاف أن الوزارة فشلت فى التصدى للغش للعام الرابع على التوالى. ورأى أن الوسيلة الوحيدة للتغلب على الغش هو تغيير نظام الامتحانات وتغيير المناهج لتواكب المناهج المطورة العالمية، وارجاع دور المدرسة مرة أخرى بأن تكون عامل جذب للطلاب. وقال الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة إن ظاهرة الغش في الامتحانات ليست جديدة ولكن هناك عوامل معينة كانت تغطي على تلك الظاهرة،مشيرا الى أن التكنولوجيا الحدديثة ساهمت فى تفشى هذه الظاهرة. وأضاف،أن الغش لا يقتصر فقط على الامتحانات ولكن هناك أنماط كثيرة من الغش نجدها في التجارة والعمل وفى مجالات عديدة مؤكدا أن إرتفاع نسبة النجاح وإرتفاع مجاميع الطلاب لا تعبر عن مستوى الطلاب الحقيقى بقدر ما هى إلا إعلان عن تفشى الغش الجماعى الذى غيب القياس الحقيقى لمستوى الطلاب وأهدرالهدف من الامتحان ومبدأ تكافؤ الفرص.