مع الحر الشديد وانقضاء ساعات صيام شهر رمضان ينتظر طلاب الثانوية العامة بلهفة، نتيجة نهاية العام، المقرر الإعلان عنها منتصف يوليو الجاري, وسط توقعات بارتفاع نسب النجاح، خاصة بعد مسلسل التسريبات للامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعى. وعجزت الحكومة عن مواجهة تلك الظاهرة, حيث يقوم الطلاب من داخل اللجان بتصوير ورقة الأسئلة ورفعها على موقع التواصل، بينما يتولى عدد من المدرسين الإجابة على الأسئلة وإعادة رفعها مرة أخرى، ثم يتلقاها الطلاب داخل لجان الامتحان عبر هواتفهم المحمولة التي يخفونها عن أعين المراقبين. وقام عدد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بإنشاء مجموعة من الصفحات التي تسهل الغش في الامتحانات، وتنشر الإجابات، منها صفحة "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة", وتدشين هاشتاج لتداول الإجابات ك "غشاشون فدائيون, وغششني شكرا". كما انتشرت الكوميكسات الساخرة, والتى تناولت تسريب الامتحانات, ومعاناة طلاب الثانوية فى المذاكرة, ومدى خروج بعض الاسئلة عن المنهج, والشد والجذب بين الطلاب والمراقبين, وأخيرا حال الطلاب عند ظهور النتيجة. ورأى بعض النشطاء أن هذه الامتحان لم ترق إلى مستوى الثانوية العامة بمفهموها السائد، بل إنها أشبه بامتحانات الحضانة, متعجبين من موقف الحكومة إزاء هذا الغش, متسائلين "لماذا لم تقم الحكومة بغلق مواقع التواصل خلال ساعات الامتحان؟". ومن جانبهم أكد بعض المسئولين على ضرورة تشديد العقوبة على الطلاب المضبوطين في وقائع الغش، وتوقيع عقوبات على المراقب المتواجد في اللجان التي شهدت الغش, معتبرين مسلسل تسريب الامتحانات "حربا الكترونية". ولم تأتي توقعات بعض المراقبين بالاطاحة بوزير التعليم محمود أبوالنصر في محلها، بعد تثبيته في منصبه بالتعديل الوزارى، حيث توقع الجميع إقالته بعد فشله فى أزمة تسريب امتحانات الثانوية. وتوقع مراقبون أن يكون التنسيق هذه السنة مرتفع للغاية, ودخول بعض الطلاب غير الأكفاء كليات القمة, وبذلك سوف يحتلون مقاعد فى كليات كانت لهم فى وقت من الأوقات حلمًا بعيد المنال. يذكر أن التسريبات لم تقتصر فقط على امتحانات الثانوية العامة بل امتدت إلى الثانوية الازهرية, وهو ما دفع الازهر لإلغاء بعض المواد على مستوى الجمهورية، وإعادتها في وقت لاحق مع إجراء تحقيق شامل وتشديد الرقابة على مراكز توزيع الأسئلة.