ذكرت الأنباء الواردة من لبنان أن معارك ضارية تدور في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الإسلام حيث قتل أربعة جنود لبنانيين وأصيب تسعة آخرون بجروح فيما واصل الجيش قصف مواقع للمسلحين في معظم محاور المخيم. وبدأت المدفعية اللبنانية منذ ساعات الصباح الأولى دك مواقع فتح الإسلام في الجزء الجنوبي من مخيم نهر البارد، حيث سقطت قذائف مدفعية من كل العيارات على المخيم الذي أصبح مدمرا بشكل شبه كامل وترتفع منه أعمدة من الدخان. وفي إشارة إلى بداية الحسم النهائي للمواجهات كان الجيش قد عزز مواقعه العسكرية وأدخل تعزيزات إضافية خلال الساعات الماضية، كما شاركت الزوارق الحربية التابعة للجيش في دك تحصينات المسلحين في مواقع محددة على الجانب الجنوبي للواجهة البحرية للمخيم. هذا، وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها اليوم إنها لم تشر رسمياً إلى بداية الحسم العسكري في المخيم، وإن العمليات العسكرية الجارية حاليا لا تزال في إطار تضييق الخناق على المسلحين لإجبارهم على الاستسلام والرضوخ للعدالة. كما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية وسياسية لبنانية قولها إن الجيش، خشية من أن يستدرج إلى حرب استنزاف، قرر شن هجوم شامل لاقتلاع المتشددين الذين تحدوا مطالب السلطات اللبنانية بالاستسلام. ويأتي هذا التصعيد غداة إجلاء نحو 20 امرأة و140 من عناصر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من مخيم اللاجئين. وقد أكدت مصادر في اللجنة الدولية للصليب الأحمر فشل عملية أخرى كانت تهدف إلى إجلاء 60 سيّدة، وذلك بسبب استئناف المعارك بين قوات الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام. وقبل ذلك الإجلاء كان لا يزال في المخيم المئات من الأشخاص إضافة إلى مقاتلي فتح الإسلام الذين يقدر عددهم بنحو 80 شخصا بالإضافة إلى عائلاتهم. وكان مصدر فلسطيني قد قال الأربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية إن عمليات الإخلاء الجديدة تلك قد تفسح المجال أمام الجيش اللبناني للقيام بعملياته العسكرية بدون أن يعرض المدنيين للأذى. وقد أسفرت المعارك المتواصلة منذ 20 مايو/أيار عن سقوط 177 قتيلا بينهم 89 جنديا وما لا يقل عن 65 من عناصر فتح الإسلام وفق حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام رسمية.