دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى اجتماع استثنائي لخلية الازمات المنبثقة عن حكومته، وذلك لبحث التهديدات التركية بشن عملية عسكرية داخل الاراضي العراقي بقصد سحق متمردي حزب العمال الكردستاني الانفصالي. وتتزامن دعوة المالكي مع سعي الحكومة التركية لاستحصال تفويض من البرلمان في انقرة يخول الجيش التركي القيام بعمليات عسكرية ضد حزب العمال خارج الحدود التركية كما تتزامن مع زيارة يقوم بها الى انقره الثلاثاء نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من المقرر ان يناقش خلالها مع المسؤولين الاتراك كل جوانب العلاقات الثنائية. وجاء في بيان اصدره مكتب المالكي ان اجتماع اليوم سيكرس لمناقشة ما وصفه بالت "تطورات على الحدود العراقية التركية وان رئيس الحكومة العراقية يرفض اعتماد منطق الحلول العسكرية كسبيل للتعامل مع القضايا الخلافية بين البلدين، رغم تفهمه لقلق اصدقائنا الاتراك. واضاف البيان ان المالكي اكد على اهمية تطبيق الاتفاق الذي وقعه الجانبان العراقي والتركي في الشهر الماضي حول محاربة حزب العمال. و ياتى الاجتماع بعد فشل الجانبين فى التوصل الى اتفاق يتيح للقوات التركية باجتياز الحدود لتعقب مقاتلي حزب العمال كما كان الحال في الماضي حيث كان مسموحا للقوات التركية - بموجب اتفاق ابرم بين حكومتي بغداد وانقره اوائل الثمانينيات - بدخول الاراضي العراقية لمسافة 30 كيلومترا لتعقب مسلحي الحزب. وقال البيان "إن الحكومة العراقية ستبذل قصارى جهودها لنزع فتيل الازمة الراهنة مع الجارة تركيا، وهي مهتمة جدا بضمان الامن والاستقرار في المنطقة الحدودية.ويطالب الاجتماع اجراء محادثات طارئة مع كبار المسؤولين الاتراك لحل كل القضايا العالقة، ونحن مستعدون ايضا لمنح الضمانات اللازمة لتطوير العلاقات بين البلدين الجارين." و كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد اعلن إن الحصول على موافقة البرلمان على شن هجوم على الانفصاليين الاكراد بشمال العراق لا تعني بالضرورة أن هناك توغلا عسكريا وشيكا. وقال اردوغان أمام حزب العدالة والتنمية "أتمنى ألا يطبق أبدا هذا الاقتراح. ان اقرار هذا الاقتراح لا يعني أن يتبعه توغل فوري لكننا سنتخذ اجراء في الوقت المناسب وفي الاحوال المناسبة، والهدف الوحيد لغارة محتملة هو المنظمة الارهابية"وفي مواجهة تصعيد في اعمال العنف الانفصالية طلبت حكومة تركيا من البرلمان السماح بشن هجمات عبر الحدود. و عن الوضع الميدانى بالعراق لقي ستة أشخاص مصارعهم وأصيب نحو 25 آخرين بانفجار مفخخة استهدفت دورية للجيش وسط بغداد صباح اليوم الثلاثاء. وقالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن من بين القتلى جنديين عراقيين، مشيرة إلى وجود نساء وأطفال بين الجرحى.وأوضحت المصادر ذاتها أن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق في شارع السعدون وسط العاصمة العراقية. وكان خمسة أشخاص قتلوا أمس وأصيب نحو عشرين بينهم جنديان بولنديان في اشتباكات بين مليشيا جيش المهدي والقوات العراقية المدعومة من القوتين الأميركية والبولندية المتمركزتين بمدينة الديوانية أمس.