وافق البرلمان التركي أمس بأغلبية كبيرة على مشروع قانون تقدمت به الحكومة يسمح للجيش التركي بشن عمليات عسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ولكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكد أن الموافقة على مشروع القانون لا تعني شن عمل عسكري على الفور. وشددت حكومة إقليم كردستان العراق أن أي توغل عسكري تركي في شمال العراق سيشكل "خرقا للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة" ودعت أنقرة إلى "الحوار", وأضافت أنها تشجع كل الجهود السياسية لحل الأزمة بشكل سلمي. ويأتي طلب الحكومة بشن عملية عسكرية للقضاء على المتمردين الأكراد عقب مقتل عشرات الجنود والمدنيين الأتراك في الأسابيع الأخيرة بهجمات لعناصر حزب العمال الكردستاني. وطبقًا لروايات مراسلي وكالات الأنباء فإن هدوءًا مشوبًا بالحذر يسود الحدود التركية العراقية خاصة تلك التي ينشط فيها حزب العمال الكردستاني الذي حذر بشدة الجيش التركي من أي حماقة يمكن أن يقدم عليها متوعدًا بالرد في أسرع وقت. انتظار الدور المصري وتحاول تركيا الآن حشد تأييد القوى الكبرى الإقليمية والعربية وفي مقدمتها مصر التي وصل إليها اليوم وزير الخارجية التركي علي باباجان في زيارة تعد الأولي له منذ توليه المنصب لمحاولة إقناع المسئولين المصريين بوجهة نظر بلاده حول التحرك العسكري المحتمل في شمال العراق في محاولة للحصول على تأييدهم لشن الحرب ضد الأكراد هناك, وتنتظر تركيا بفارغ الصبر النتائج التي ستترتب على تلك المباحثات نظرًا لأهمية التوجه المصري في هذا الأمر.
تأييد سوري وقد أيدت سوريا - على لسان رئيسها بشار الأسد - التوجه التركي, حيث اعتبر الأسد أن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني, وأنها لا تسعى لحرب، وليست لديها أطماع في شمال العراق, مؤكدًا أن القوات الأمريكية لن تتدخل لمساعدة العراقيين في حال عبر الجيش التركي الحدود العراقية! وجاءت تصريحات الأسد خلال زيارته لتركيا ولقاؤه بالرئيس عبد الله جول. .. وتحذير أمريكي ومن جهة أخرى حث الرئيس الامريكي جورج بوش تركيا يوم الاربعاء على عدم القيام بعملية عسكرية كبيرة عبر الحدود داخل العراق, وأعربت وزارة الدفاع الأمريكية بشكل لا يخلو من التهديد عن اعتقادها بأن تركيا ليست مستعدة لحل الأزمة مع حزب العمال الكردستاني بالأسلوب العسكري ولا ترغب في ذلك, مضيفة أن أي تصرف تركي خاطئ سيكون له عواقب هائلة على الأمريكان والأتراك أيضا!! , وفي نفس الوقت أقر "البنتاجون" بحق العراقيين في الدفاع عن أنفسهم – وفقًا لتصريحات الجنرال "كارتر هام" مدير العمليات برئاسة الأركان الأمريكية والذي أكد أن العراق سيدافع عن سيادته في حالة التوغل العسكري التركي شمال العراق!! وتخشى الولاياتالمتحدة أن تؤدي أي عملية عسكرية عبر الحدود إلى زعزعة استقرار المنطقة الكردية وهي أكثر المناطق هدوءا في العراق وفي إطار المساعي العراقية لحل الأزمة أكد الرئيس العراقي ورئيس حكومته نوري المالكي التزام الحكومة العراقية بتهدئة الأجواء مع تركيا عن طريق التزامها بمنع المسلحين الأكراد من استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات على أهداف تركية, وقد حث الرئيس العراقي جلال طالباني حزب العمال الكردستاني بمغادرة العراق وإنهاء نشاطاته العسكرية تجنبًا لأي رد فعل تركي غير مرغوب, ويأتي هذا بالتزامن مع المحادثات التي يجريها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي مع المسئولين الأتراك لمحاولة احتواء الأزمة وحتى لا تتورط الحكومة العراقية في جبهة جديدة بعد انشغالها بمحاولة التصدي لضربات المقاومة العراقية المتتالية ضد الأمريكان وضدهم. وفي أول رد فعل أوروبي, دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) "ياب دي هوب شيفر" الرئيس التركي عبد الله جول إلى أن يحث جميع الأطراف على التحلي بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس، ومحاولة حل الأزمة بالطرق الديبلوماسية. جدير بالذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد يعد أول رئيس عربي يؤيد خطة تركيا في ضرب حزب العمال الكردستاني بشمال العراق, فيما أعرب الرئيس التركي عبد الله جول عن أمله في أن تتفهم الدول العربية موقف تركيا بشأن العملية العسكرية المحتملة في شمال العراق. وأكد أنها تقوم علي حق الدفاع عن النفس في مواجهة إرهاب منظمة حزب العمال الكردستاني.