لا تعتبر المخططات الإسرائيلية إزاء الحرم الإبراهيمي الشريف اقل خطورة من المخططات اليهودية لتهويد المسجد الأقصى. حيث تحدق بالحرم الإبراهيمي مخاطر جمة في مقدمتها مساع لتحويله لكنيس يهودي خلال السنوات القليلة المقبلة،وهي عملية تتواصل بشكل حثيث،من خلال الإغلاق المتكرر للحرم والتضييق على المصلين ومنعهم من أداء الصلاة ومنع رفع الاذان. وقبل أسابيع فقط قررت سلطات الاحتلال سقف الصحن الواقع وسط الحرم في خطوة اعتبرها المعنيون والمتابعون، محاولة إسرائيلية جديدة في إطار مسلسل التهويد للحرم الإبراهيمي الذي انتهك المستوطنون أيضا حرمته وقاموا بوضع خزانة بداخله تتضمن بعض الكتب الدينية اليهودية. وكذلك لافتات على أضرحة الأنبياء الكرام باللغة العبرية حتى يتراءى للزائر أن هذا المسجد الإسلامي هو كنيس يهودي. ومع بداية شهر رمضان أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بإغلاق الحرم ومنع المصلين من الوصول إليه، وهو ما استنكره الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تهدف لتهويد الحرم. وأضاف إن القرار الإسرائيلي ينص على إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين المسلمين في شهر رمضان المبارك ايام الخميس 13/9/ والأربعاء 19/9 والسبت 22/9 والأحد 30/9 والاثنين 1/10 بحجة الأعياد اليهودية. وقال قاضي القضاة في بيان له امس الأربعاء: «إن هذا الإغلاق ليس الأول للحرم الإبراهيمي بل يأتي ضمن مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الحرم الإبراهيمي الشريف، هذا علاوة على استمرار منع رفع الأذان من على مآذنه والسماح للمستوطنين اليهود باستباحته، منوها إلى أن الاحتلال يسعى لفرض الهيمنة الإسرائيلية عليه وتحويله إلى كنيس يهودي». وأكد التميمي على إسلامية الحرم الإبراهيمي الشريف وأنه مسجد إسلامي خالص لا يجوز انتهاك حرمته أو مساسه وإن جميع الإجراءات المتخذة بحقه باطلة. على مستوى آخر، أدان الدكتور التميمي ما قام به مستوطنو البؤرة الاستيطانية المسماة «ابرهام ابينو» الواقعة في البلدة القديمة من مدينة الخليل، حيث استولوا على سطح مسجد «الأقطاب» المغلق بموجب أمر عسكري إسرائيلي منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994. وشروعهم بعمليات بناء استيطانية على سطحه في خطوة تستهدف توسيع المستوطنة القائمة مبينا أن مسجد الأقطاب هو مسجد عمري قديم. واعتبر ما يقوم به الاحتلال من اعتداءات على المساجد اعتداء على حرية العبادة التي كفلتها الشرائع السماوية وانتهاكا صارخا لمواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية, داعيا الأمتين العربية والإسلامية إلى التحرك فورا وبأقصى سرعة ممكنة لإنقاذ مساجد فلسطين من التهويد، والمجتمع الدولي إلى الالتزام بمسؤولياته والضغط على إسرائيل للتوقف عما تمارسه من انتهاكات واعتداءات بحق المقدسات الإسلامية.