والرجل الذي لقي حتفه الجمعة الماضي اثر سقوطه من الدور الخامس في البناية التي يقطنها يعمل فى صحيفة كومر سانت الروسية واكدت مصادر الصحيفة ان سافرونوف كان يعد مقالا عن التعاون العسكري بين روسيا من جهة وسورية وايران من جهة أخرى. لفتت الاوساط الروسية الانظار الى مسارعة وسائل اعلام غربية الى اتهام الاجهزة الأمنية بتصفية الصحفى وكان تقرير سافرونوف يتضمن معلومات مفادها، بحسب زملائه، ان موسكو وقعت مع دمشق عقدا لتصدير مقاتلات محدثة من طراز «سوخوي 30» وانظمة صاروخية من طرازي «بانتسير اس واحد» وصواريخ «اسكندر اي» التكتيكية. اما ايران فستحصل، بحسب التحقيق الذي لم ينشر، على صواريخ «اس 300». وتبدو هذه التفاصيل كافية لاثارة ازمة كبرى بين روسيا والولايات المتحدة واسرائيل اللتين تعارضان بشدة تسليح دمشق وطهران، لكن المؤسسة العسكرية الروسية سعت الى الالتفاف على الضجة المتوقعة عبر «تهريب» السلاح الروسي ليصل الى وجهته عبر الاراضي البيلاروسية، كما نقلت «كومرسانت» امس. واعلن زملاء سافرونوف انه تلقى تهديدات بالملاحقة بتهمة افشاء اسرار الدولة في حال نشر هذه المعلومات. وفي تلميح الى ان الضجة الكبرى التي اثيرت حول موت الرجل «مفتعلة»، لفتت مصادر روسية الى ان الحديث عن صفقات السلاح الى سورية وايران جاء بعد مرور ايام قليلة على قيام صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية بنشر تفاصيل عن صفقة سورية - روسية لم تتأكد صحة المعلومات في شأنها. و اضاف «لا يمكن تسييس المسألة لأن الراحل لم يمارس نشاطا سياسيا طوال فترة عمله في الصحافة». وعزز نائب رئيس تحرير صحيفة «كومرسانت» نفسها ايليا بولافينوف هذا الرأي، معتبرا ان الصحافي «لم يكن يوما ضد نظام الرئيس فلاديمير بوتين».