البابا شنودة هو "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر إفريقيا وبلاد المهجر وإثيوبيا وليبيا والنوبة والسودان والخمس مُدن الغربية".. وهو رجل دين بارز، يجمع بين شجاعة الفكر وصلابة الرأي وبين الهدوء والتسامح، وله العديد من المواقف الوطنية من القضايا العربية والعالمية، خاصة مُساندته للقضية الفلسطينية ونبذ الصراع والعُنف والإساءة إلى المُعتقدات، وشارك في العديد من المحافل الدولية، وحصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية العالمية، إلى جانب المكانة الرفيعة التي يحتلها لدى قلوب المصريين والعرب. وصف البابا شنودة الثالث بالإنسان والراهب والشاعر والمُفكر والصحفي والموسوعة التي لا تنضب، والوطني الذي لا يبخل بوقته على قضايا وطنه وأمته العربية، وصاحب الرأي الذي يتحدث في كل النواحي الاجتماعية والروحية والعقائدية والفكرية. وهو شخصية فذة بين البطاركة الذين تولوا كرسي الكرازة المرقسية منذ أن تولى البطريرك الأول مارمرقس الرسول عام 61م الذي أدخل المسيحية إلى مصر، ليُصبح "البابا شنودة الثالث البطريرك ال 117" فمكانته في نفوس المسلمين قبل المسيحيين في مصر والعالم تؤكد ذلك، والذي من خلاله امتد دور الكنيسة القبطية من الصعيد الوطني إلى الإقليمي ثم العالمي. شهدت فترة رئاسته للكنيسة الأرثوذكسية ولاتزال نهضة رعوية غير مسبوقة في تاريخ البطاركة، وحفلت بالعديد من المواقف الروحية والاجتماعية والسياسية على مختلف الأصعدة محلياً وإقليمياً بل ودولياً، ساهمت في إخراج الكنيسة القبطية التي تقوقعت في مصر وانفتاحها على العالم.