سأدافع بكل طاقتي عن حق الفلسطينيين في دولتهم وسأدافع بنفس القوة عن أمن إسرائيل أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, أن زيارة الرئيس حسني مبارك التي يبدأها اليوم إلي فرنسا, ستكون فرصة لتأكيد تقارب وجهات النظر بين البلدين حول جميع الملفات الكبري بالمنطقة, وقال ساركوزي في حديث أدلي به لرئيس تحرير الأهرام الأستاذ أسامة سرايا: إن الرئيس مبارك شريك مهم له لا يمكن تجاهله نظرا لتمتعه بالخبرة والحكمة في فهم قضايا الشرق الأوسط وإفريقيا.. وأوضح أن المشاركة بين مصر وفرنسا تسهم في تغليب روح الاعتدال والحداثة بين شعوب المنطقة. وأضاف الرئيس الفرنسي أن لمصر دورا مهما وحاسما في مشروعه الرامي إلي إقامة اتحاد أوروبي متوسطي, وأكد ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية إلي جوار إسرائيل, وطالب إسرائيل بالتخلي عن المستوطنات, كما دعا الفلسطينيين إلي التخلي عن العنف.. وفيما يلي نص الحوار: - سيادة الرئيس أشكرك علي موافقتكم الإجابة علي أسئلتنا واسمح لي أن أهنئك باسم جريدة الأهرام وقرائه علي انتخابك رئيسا للجمهورية. سيادة الرئيس, لقد قابلت الرئيس المصري حسني مبارك, من قبل بصفتكم مرشحا للانتخابات الرئاسية واليوم تستقبله بصفتك رئيسا للجمهورية, فهل الحوار الذي بدأته معه سوف يستمر بنفس الإيقاع مثلما كان الوضع من قبل؟ ساركوزي: في البداية أود أن أنوه, فيما يتعلق بالإيقاع في اللقاءات الفرنسية المصرية, أن هذا الإيقاع كثيف في الوقت الحالي بالذات: وقد كان وزير الخارجية السيد برنار كوشنير في زيارة لمصر في29 يوليو الماضي; كما استقبلت فرنسا وزير الاستثمار المصري في11 يوليو, وكذلك وزير الصناعة والتجارة الخارجية في30 يوليو. وأود أيضا أن اعبر عن سعادتي الكبيرة لاستقبال الرئيس حسني مبارك. وأشعر باهتمام كبير لأبحث مع هذا الرجل الذي يتمتع بالخبرة والحكمة, مشاكل المنطقة, والعلاقات الثنائية بوجه خاص, والمشاكل الدولية بوجه عام. فالرئيس حسني مبارك شريك لا يمكن تجاهله, فهو مهموم بالمسئوليات تجاه مصر والشرق الأوسط بلا شك, وأيضا بالمسئوليات تجاه أفريقيا والبحر المتوسط. وإننا كلينا علي ثقة بان الشراكة التي تربط بين بلدينا يمكنها أن تسهم في تغليب روح الاعتدال في الحوار وفي الاتفاق وفي الوفاق وفي الحداثة التي تحتاجها شعوب تلك المنطقة بشدة من اجل استعادة السلام والاستقرار والتنمية. وفي الظروف الدولية الحالية, حيث تتزايد التوترات في المنطقة والدوافع التي تؤدي الي الاحتكاكات أو سوء الفهم بين الشرق والغرب, فإنه من المهم دائما أن تقوم دولتان, مثل فرنسا ومصر, بالتحاور بشكل مستديم. وستكون زيارة الرئيس مبارك فرصة لتأكيد تقارب وجهات النظر بين بلدينا حول ملفات الساعة الكبري, وتحديد الموضوعات التي يمكن أن يسهم الحوار السياسي بيننا, في إحراز تقدم فيها. - لقد كانت العلاقات المصرية الفرنسية دوما علاقات متميزة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. فكيف تري العلاقات بين البلدين في المستقبل, من خلال سياستك الجديدة التي وصفتها بال' القطيعة الهادئة'؟ ساركوزي: إن قوة الصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا هي من حسن حظ بلدينا. أن تلك العلاقة المتميزة تعود الي جذورنا التاريخية. ولكنها أيضا وبالأخص, تبشر بالخير للمستقبل. وعلينا الاستمرار في إثراء تلك العلاقة وتنميتها. وقد تمكنت الجامعة الفرنسية في مصر والتي تعمل منذ أربع سنوات من توطيد الجودة التعليمية فيها جذب الطلاب. فقد استقبلت ما يقرب من400 طالب في العام الدراسي2006-.2007 ويجب أن تظل عاملا أساسيا في التعاون بيننا, لأنها تساهم في تكوين صفوة المصريين للمستقبل. هذه الجامعة, يجب أن تسارع في دمج هؤلاء الشباب في العولمة الاقتصادية, وبالأخص في الشركات الفرنسية التي تقوم بتشغيل كما أذكركم أكثر من36 ألف شخص في مصر في قطاعات المستقبل مثل قطاع التكنولوجيا المتقدمة, أو البيئة أو الخدمات المصرفية أو السياحة. إن ذلك يعد عاملا أساسيا في دولة يمثل فيها الشباب نسبة كبيرة من السكان, وفي وقت, نلاحظ بشكل متزايد, كل يوم ضرورة مد جسور جديدة بين شاطئ البحر المتوسط. أن شركاتنا تأمل, بالطبع, أن تستفيد بشكل تام من الفرص التي تتاح لها من تنمية الاقتصاد المصري, ولكنها تأمل أيضا أن يكون هذا الشباب مواطنين صالحين, ويساهمون في خدمة تنمية مصر من خلال ما يتمتعون به من مواهب وإبداع وعلم. وانني علي يقين بان الشركات الفرنسية سوف تشارك بشكل كامل في تحقيق هذه الأولوية الأساسية من اجل مستقبل مصر: بذل الجهد لايجاد فرص عمل من اجل الشباب المصري. ونحن نعمل يدا بيد, مثلما كنا نفعل دائما, مع الشركاء العديدين الذين نتعامل معهم في مصر, من اجل تحديد معا أولويات التعاون في كافة المجالات. تقوم فرنسا بالعديد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات في مصر, فهل تنوي الاستمرار في تلك المشاريع؟ وهل هناك مشاريع جديدة سوف تبحثها مع الرئيس مبارك؟ ساركوزي: أتمني أن ترتفع علاقاتنا الاقتصادية لتكون علي نفس مستوي العلاقات السياسية التي تربط مصر وفرنسا بشكل وثيق. ونحن بالفعل نتابع, ومنذ ثلاث سنوات, النمو الرائع في مجال التبادل التجاري الثنائي, كما نتابع بشكل اكبر, تزايد إنشاء الشركات الفرنسية في مصر. وأنه لمن دواعي سروري الكبير أن أري الشركات الفرنسية وقد استطاعت العمل بكل قدراتها وطاقاتها الرائعة والتي سمح بها الاقتصاد المصري. إن فتح الأسواق بالنسبة للمرحلة الاولي من بناء الخط الثالث لمترو الإنفاق في القاهرة, كان ناجحا بالنسبة لشركاتنا. إننا نشعر بالامتنان لمصر للثقة التي وضعتها في التكنولوجيا الفرنسية, وجعلت من الممكن استمرار بناء الخطين1 و2 أن فرنسا تعتبر خامس مورد عالمي لمصر. ومنذ عام2006, تضاعفت المبيعات المصرية لفرنسا, وهو ما سمح بإعادة التوازن للمبادلات الثنائية. ولقد أمكن تحقيق ذلك بعد ارتفاع مبيعات الغاز الطبيعي المسييل لفرنسا, ارتفاعا كبيرا. ولكن هناك توقعات قوية لتنمية المبادلات بين بلدينا, أيضا في قطاعات رئيسية خاصة بالتنمية الاقتصادية المصرية علي المدي الطويل, مثل البنية التحتية, والصناعات الغذائية, والاتصالات, والصحة والسياحة والبيئة. أن المجلس الرئاسي فرنسا مصر للأعمال, والذي نشأ في العام الماضي, والذي عقد أول اجتماع موسع في9 نوفمبر في باريس, سوف يساعدنا علي تقوية هذه الديناميكية الايجابية. وأخيرا, فإن إنشاء( الوكالة الفرنسية للتنمية)AFD في مصر منذ يناير عام2007 فتح آفاقا جديدة للتدخل وسيسمح بإيجاد, فرص إجراءات تحددها الوكالة في القطاع الاقتصادي والتنمية العمرانية. تعمل فرنسا, مثل مصر, علي إجراء تعديلات دستورية في علاقة ودور المؤسسات السياسية, فكيف تري دور رئيس الجمهورية في إطار الإصلاحات التي سوف تناقشها اللجنة الجديدة, بالمقارنة بدوره الذي حدده دستور1958 ؟ ساركوزي: في رأيي, فإن رئيس الجمهورية انتخب لكي يحكم, وليس لكي يتأمل. ولأنه انتخب, فهو يملك الشرعية لكي يتحرك. ولكن لان الرئيس يحكم, فيجب أن يقدم كشف حساب, لأنه لا يمكن أن يكون هناك سلطة بدون مسئولية. هذا التطور في المهام الرئاسية يجب أن يدرج في ذهن الجميع. لذا فان الأمر ليس في تغيير الدستور ولكن في تطوير ممارسته. ومع ذلك, فان بعض التغييرات سوف تتطلب تطوير النص الدستوري. وأنا أأمل, علي سبيل المثال, الحد من عدد الفترات الرئاسية المتتالية الي فترتين, لان الطاقة التي يضعها المرء من اجل الاستمرارية لا يستطيع أن يضعها في العمل. وأأمل أيضا أن يقوم البرلمان بتحديد بشكل أفضل سلطة التعيين المخولة للرئيس, وذلك لضمان أن تسود الكفاءة. وأخيرا أأمل أن يكون للمعارضة هيكلة حقيقية من اجل أن تقوم بدورها بشكل أفضل ولكنني أصر علي أن يأتي التغيير أولا من الممارسة, ومن أسلوبنا في بث الحياة في مؤسساتنا. سيادة الرئيس, لقد بدأت سياسة انفتاح علي أحزاب المعارضة, وقمتم بالفعل باختيار شخصيات من الوسط ومن اليسار في حكومة فرانسوا فييون. كيف يمكن لحكومة يمينية أن تحقق التجانس السياسي الضروري بين المجالات المختلفة الداخلية والخارجية مع وزراء ذوي اتجاهات سياسية مختلفة؟ ساركوزي: أن الانفتاح بالنسبة لي هو اولا قناعة: القناعة بأن الرئيس يجب أن يكون رئيسا لكل الفرنسيين, وانه لا يمكن أن يكون رجل حزب واحد فقط, مجموعة واحدة فقط. هذا الانفتاح, قمت به بشكل سهل, ولم أحتج الي تحديد عدد ما. ولكن دور رئيس الجمهورية هو' التجمع', والتحدث مع الجميع, بث الحياة في التعددية الفرنسية. إن علي أن أعمل من اجل جميع الفرنسيين: هؤلاء الذين أختاروني, وأيضا هؤلاء الذين لم يعطوني صوتهم. فليس من حقي أن أهمل جزءا من فرنسا لأنه لم يخترن رئيسا. أنت تطرح علي سؤالا حول التنسيق في العمل الحكومي, ولكن طرح المسألة خطأ, لأنه تم انتخابي علي أساس برنامج واضح, وهذا البرنامج, أنا أقوم بتطبيقه. والشخصيات التي انضمت الي الحكومة من الوسط ومن اليسار, انضمت إليها وهي علي علم تماما بهذا البرنامج, ولقد وافقوا علي الانضمام الي من اجل تطبيق هذا المشروع الرئاسي. ولكني لا أري لماذا علي أن استغني عن كفاءاتهم وطاقتهم, لسبب واحد فقط وهو أنهم لا ينتمون الي الفكر السياسي الذي انتمي إليه. وأضيف هنا, أن هذا الانفتاح كان ضروريا بقدر ما كان مشروعي من اجل فرنسا طموحا, ومن اجل تحقيق إصلاحات كبري, يجب أن يكون لدينا أغلبية كبري. في خطابكم الذي القيته بمناسبة انتخابكم في6 مايو الماضي, ذكرت من بين اهتمامكم, منطقة المتوسط, كأولوية سياسية. ولقد قمتم بالفعل بزيارة كل من الجزائر وتونس في أول زيارة لكم خارج الاتحاد الأوروبي, من اجل مناقشة مسألة' الاتحاد المتوسطي'. هل هناك محاولة لإحياء مبادرة برشلونة؟ وكيف ترون منطقة المتوسط خلال السنوات العشر المقبلة؟ ساركوزي: بالنسبة لفرنسا, المتوسط هو المجال الثاني للتضامن بعد أوروبا, والاثنان يتقاطعان بشكل واسع. إننا نأمل إعطاء تلك المنطقة دفعة سياسية جديدة, تلك المنطقة التي وجودها علي الاجندة الأوروبية ليس بنفس الأهمية مثل التحديات التي يجب علينا أن نواجهها مع تلك الدول, تحديات اقتصادية أو بيئية أو استراتيجية أو ثقافية. أن مشروع الاتحاد المتوسطي يلبي هذا الطموح. انه مشروع يستهدف كل الدول التي تقع علي شاطئ المتوسط, والتي لن تتنافس علي الهياكل الموجودة ولكن سوف تكون مكملة لها, وسوف نهتم بتحقيق تلك المشاريع الملموسة في المجالات حيث الاحتياج أكثر وضوحا, علي سبيل المثال, الماء والتنمية المستديمة والاندماج في الطاقة. أننا نقوم بتقييم جيد لكل الخبرات الموجودة في هذا المجال, وخاصة في إطار الشراكة ال' يوروميد'. إن الأمر لا يتعلق بان نعيد عمل, أو نلغي عمل ما تم بالفعل, ولكن أن نعيد بث الحياة فيما وجد بالفعل, وان نتخذ قرارات في بعض المبادرات الواضحة والملموسة. لقد تم استقبال مشروع الاتحاد المتوسطي بشكل جيد, سواء من جانب شركائنا في المتوسط من أعضاء الاتحاد, أو من جانب دول جنوب المتوسط. وبالنسبة لمصر, فإنها, ليس فقط بناء علي موضعها الذي تحتله في المتوسط, ولكن أيضا لأنها شاركت بالكثير من الديناميكية في المرجعيات المتوسطية, فإن لها دورا حاسما لكي تلعبه. أن بلدينا يتقاسمان هذا الطموح نفسه, أن يقوم المتوسط بتوحيد وليس بتفريق, ويفضل التقاسم أكثر مما يعمل علي توسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء. احتلت لبنان دائما مكانة خاصة في سياسة وقلب فرنسا. ولقد قامت فرنسا بمحاولة لإعادة الحوار بين الإطراف اللبنانية المتنازعة, في لقاء مغلق بالقرب من باريس. ولكن فرنسا مازالت ترفض الحوار مع حزب الله وتعتبره' حزبا ارهابيا'. كيف يمكن إقامة حوار بين الإطراف اللبنانية بدون حزب له مكانة في الحياة السياسية اللبنانية مثل حزب الله؟ وما هي الشروط التي تضعها فرنسا لكي تقبل التعامل معه كحزب سياسي؟ ساركوزي: الوضع في لبنان مثير للقلق. والمباحثات الأخيرة التي قام بها وزير الشئون الخارجية والأوروبية, برنار كوشنير, في القاهرة سمحت بالتأكيد مرة أخري, وفي هذا الشأن, علي التقارب الكبير في وجهات النظر بين فرنسا ومصر, ورغبة بلدينا في العمل معا من اجل مصلحة لبنان. أن لبنان واجهت في الفترة الأخيرة هجمات دموية جديدة وكان علي جيشها أن يدير منذ20 مايو الماضي معارك صعبة في الشمال ضد الجهاديين من أعضاء فتح الإسلام. وفي نفس الوقت, مازالت الأزمة السياسية والمؤسسية مستمرة منذ شهور طويلة. إن قرب موعد الاستحقاق الأساسي الممثل في الانتخابات الرئاسية, يجعل من الضروري الوصول الي حل وسط للخروج من تلك ألازمة, وهذه مسألة ملحة. انه من الواضح, أن لبنان هذه, منقسمة بشدة, ولا تستطيع كتلة أن تسود علي كتلة أخري. من هنا تأتي ضرورة العودة الي الحوار بين اللبنانيين اولا, حتي ولو تطلب ذلك تدخل في الوقت نفسه, بعض الأطراف الإقليمية المعنية, والمجتمع الدولي. وهذا الإلحاح علي عودة الحوار بين اللبنانيين كان هو السبب في تنظيم اللقاء في سيل سان كلو. هذا اللقاء حقق هدفه وسمح, ليس فقط ب' كسر الثلوج' ولكن أيضا بطرح افكار مفيدة علي المائدة. ومن خلال زيارته الأخيرة, أكد وزير الشئون الخارجية والاوروبية رغبتنا في مساندة الحركة التي تشكلت في تلك المناسبة بين الأطراف, ومن الواضح, انه من اجل النجاح, يجب أن يضم الحوار بين اللبنانيين جميع القوي الكبري في البلاد. وأيضا حزب الله, بصفته الممثل الرئيسي لواحدة من أول المجتمعات اللبنانية, يجب أن يكون له مكانه فيه, بنفس المستوي مثل سائر التشكيلات. إن حزب الله تشكيل لبناني, ارتبط بلاعبين اقليميين, إيران وسوريا; ومنذ نهاية الحرب الاهلية, أصبح حزبا سياسيا مؤثرا, يملك ارضية اجتماعية قوية, وهو ممثل في البرلمان اللبناني; وحتي استقالة وزرائه, كان أيضا في الحكومة التي تشكلت في عام.2005 وفي الوقت نفسه هو يحتفظ بتشكيل ميليشي كبير ومسلح تسليحا قويا, واستخدامه يثير العديد من التساؤلات من المخاوف- في لبنان اولا. ومن وجهة نظرنا, من المهم أن نفعل كل ما بوسعنا من اجل تفضيل ارساء حزب الله ليصبح تشكيلا لبنانيا حقا وسياسيا فقط. ولقد أكد المجتمع الدولي مرة أخري, من خلال قرار الأممالمتحدة رقمي1559 و1701 علي ضرورة نزع السلاح من جميع المليشيات الموجودة في لبنان. كما نص القرار رقم1701 بالإضافة الي ذلك, وفي حالة عدم نزع السلاح, علي حظر الأسلحة علي أن تطبق علي جميع الدول. أن حزب الله الذي كان في حكومة السنيورة, عندما وافقت علي خطة النقاط السبع ثم علي القرار رقم1701, أصبح ملزما بما اتفق عليه. أننا ليس لدينا موقف متعصب حياله, ليس أكثر من أي طرف لبناني أخر; أننا سنظل نقيم موقفنا من حزب الله حسب ما تمثله تلك المنظمة والطريقة التي تعمل بها. فيما يتعلق بالشرق الأوسط, ما هو موقف فرنسا من دور رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير, كمبعوث خاص للرباعية في الشرق الأوسط؟ ساركوزي: انني سعيد بتعيين توني بلير ممثلا خاصا للرباعية من اجل الشرق الأوسط. لقد وجهت له فرنسا تمنياتها بالنجاح في تلك المهمة الصعبة. إن كفاءته كرجل دولة وتحركه التعبوي سيكونان عاملين حاسمين يسمحان بإعادة طرح عملية السلام. يجب أن يكون الطموح قويا من اجل الوصول بسرعة الي اتفاق حول الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية. منذ انتخابكم رئيسا, وحتي اليوم, لم تنتهج فرنسا سياسة نشطة في الشرق الأوسط. ؟ ساركوزي: إنني أقول بالعكس, إن فرنسا انتهجت سياسة نشطة في الشرق الأوسط. فبجانب جهودها التي لا تتوقف من اجل الوصول الي استقرار في المنطقة في لبنان, تقوم فرنسا بالبحث بكل الطرق من اجل إعادة الثقة بين الأطراف حتي يمكن إعادة تنشيط عملية السلام. لقد لعبت فرنسا دورا محركا من اجل اقناع شركائها الاوروبيين بضرورة إعادة المساعدات المالية المباشرة الي السلطة الفلسطينية, وهو ما تم بالفعل. ولقد استقبلت في باريس الرئيس الفلسطيني عباس يوم29 يونيو, واكدت له مساندتنا السياسية والمالية( خاصة مساعدة مالية فرنسية تصل الي15 مليون يورو من اجل دعم المؤسسات الفلسطينية). كما استقبلت مدام ليفيني, وزيرة الخارجية الإسرائيلية, يوم4 يوليو في باريس من اجل بحث بشكل مباشر امكانات تفعيل عملية السلام. هل المنطقة لم تعد تمثل أولوية بالنسبة لفرنسا؟ وكيف تري دور فرنسا في تلك المنطقة في المستقبل؟ ساركوزي: إن فرنسا, بالاتفاق مع شركائها الاوروبيين, ستستمر في لعب دورها كوسيط, وتقديم مقترحات من اجل الوصول بسرعة الي حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. الهدف, كما أكد عليه مجلس الأمن بالامم المتحدة, عدة مرات, هو' دولتان تعيشان جنبا الي جنب في سلام وأمن'. وذلك يعني أن كلا من الخصوم يجب أن يعترف بحق الآخر. ولا يجب أن يتجاهل احد منهما حقائق أساسية: من ناحية أن الإرهاب, الذي كان ضحيته المواطنين الإسرائيليين, مسألة غير مقبولة, ومن ناحية أخري, شعب محتل لن يتنازل أبدا, مهما تعرض من آلام. لذلك فإن علي الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف وعلي إسرائيل أن تتخلي عن سياستها الاستيطانية التي ترهن المستقبل. لهذا السبب, من المهم اتخاذ موقف متوازن. لذا فسوف ادافع بنفس الطاقة, من ناحية عن حق الفلسطينيين في أن يكون لهم دولة, ومن ناحية أخري, عن أمن إسرائيل. وعلي أية حال, فإنه ليس هناك امكانية تحقيق أي تقدم حقيقي بدون اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليت. إن فرنسا اكدت دوما استعدادها لاستقبال مباحثات متعمقة حول الوضع النهائي. وفرنسا سوف تستمر في جهودها من اجل دعم الثقة بين الإطراف, وهو مفتاح النجاح لتلك المفاوضات. ما هو الدور الذي تلعبه فرنسا في ازمة دارفور في السودان, والوضع المتدهور في الصومال؟ ساركوزي: في دارفور, المهمة العاجلة هي إنسانية وأمنية, ولكن حل الأزمة لا يمكن أن يكون إلا سياسيا. وعلي أية حال, يجب التسريع في نشر عملية نشر القوات المشتركة للاتحاد الافريقي والأممالمتحدة في دارفور, والعمل علي تنفيذ نشر قوات دولية من اجل تأمين المنطقة في شرق تشاد وشمال شرق أفريقيا الوسطي. لقد أرادت فرنسا إعطاء دفعة جديدة للتعبئة الدولية من اجل دارفور حول جهود الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي. ولم تدخر جهدا منذ مؤتمر باريس الذي عقد في25 يونيو. وفي مؤتمر طرابلس الذي عقد في15 و16 يوليو, قمنا بالدعوة من اجل عقد مفاوضات سياسية جديدة ابتداء من شهر سبتمبر, ومن اجل توجيه رسالة حازمة الي جميع الإطراف المتحاربة. في اديس ابابا, قام كل من برنار كوشنير وزير الشئون الخارجية والاوروبية, وألفا عمر كوناري رئيس لجنة الاتحاد الافريقي, بدراسة كافة التطورات في الموقف منذ لقاء باريس, وخاصة تنشيط العملية السياسية ومسألة تحويل القوة التابعة للاتحاد الافريقي الي عملية التهجين. وأخيرا, وبناء علي اقتراح لنا, سوف يعقد اجتماع جديد علي مستوي الوزراء لمجموعة الاتصال الموسعة, في نيويورك في نهاية شهر سبتمبر, علي هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. وسوف يقوم بتنظيمها معا كل من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي. أننا نعمل بنشاط في الملف الصومالي, وتتابعه البعثة الدبلوماسية لدينا في نيروبي. إن موقفنا المميز في جيبوتي( لدينا قاعدة عسكرية تضم2700 جندي) يعطينا بعض الخبرة في المسائل الإقليمية في منطقة القرن الافريقي, ويمثل ركيزة مؤثرة. أننا ندعو من اجل التعامل بشكل متوازن مع الأزمة الصومالية ولقد رفضنا إدانة المحاكم الإسلامية. هذا الموقف المتوازن, تقدره جميع الإطراف الصومالية( الحكومة والمعارضة); أننا في النهاية, واحدة من الدول النادرة التي قدمت مساعدات الي(AMISOM تدريب وتمويل للانتقال الاستراتيجيي للفرقة من بوروندي) سيادة الرئيس, لقد كان لكم الفضل في إنهاء أزمة الممرضات البلغاريات والطبيب من اصل فلسطيني مع ليبيا, عن طريق, كما قلت, اتخاذ حلول غير تقليدية لأزمة غير تقليدية. هل تري أن ليبيا أصبحت اليوم علي استعداد للاندماج مرة أخري في المجتمع الدولي؟ ساركوزي: إن التوصل الي حل لتلك الأزمة رفع الرهان الأخير علي عودة ليبيا الحقيقية الي المجتمع الدولي. وخلال الزيارة التي قمت بها الي ليبيا في25 يوليو, تم توقيع اتفاق ضمني طموح من اجل تنشيط التعاون الثنائي. هذه المشاركة الاستراتيجية تقوم علي مبادرات ديناميكية وقابلة للتنفيذ في جميع المجالات, سواء في مجال الطاقة النووية المدنية أو الدفاع أو محاربة الإرهاب أو الحوار السياسي. وانني سعيد أيضا بشأن إعادة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا. وأخيرا, فإنني وزوجتي سيسيليا, التي قامت بعمل رائع, لن ننسي تضامننا مع الأطفال المصابين بالمرض في بنغازي ومع عائلاتهم, والذين نتمني أن نستطيع أن نخفف من معاناتهم. إن التعاون علي مستوي الطب والمستشفيات سوف يستمر وسيدعم. اشكرك سيادة الرئيس, للاجابة علي أسئلتنا, وفي النهاية أود أن اطرح آخر سؤال حول موعد زيارتكم المرتقبة لمصر؟ ما هي مشاريعكم من اجل زيادة التعاون بين بلدينا؟ ساركوزي: يسعدني بالطبع أن أتمكن من زيارة مصر قريبا. وأتمني, في نهاية الحديث, أن أؤكد أن الفرنسيين والمصريين يتشاركون في نفس الرؤية للعالم, إنها رؤية تقوم علي ضرورة الحوار والاحترام المتبادل. إن لبلدينا دورا محركا تقومان به علي جانبي المتوسط. إن علي مصر وفرنسا, أكثر من أي وقت مضي, الاستمرار في العمل معا من اجل حل صراعات المنطقة ومن اجل تعريف ما يمكن أن يكون' الاتحاد المتوسطي'.