أحمد أبو الغيط أكد احمد أبو الغيط وزير الخارجية أهمية التشاور والتنسيق بين الرئيسين حسني مبارك ونيكولا ساركوزي فيما تتعلق بجهود السلام في الشرق الأوسط. وقال أبوالغيط في تصريحات صحفية في باريس إن الرئيس مبارك علي اطلاع بالمواقف بالمنطقة ولمصر اتصالات مع مختلف الأطراف وبالتالي من المهم تبادل الرأي والمشورة فيما يتعلق بجهود السلام أو محاولة التوصل إلي تسوية خاصة أن العرب أمامهم حاليا خيارات مختلفة.. وأوضح أن الرئيس مبارك وجد أن من المهم معاودة التنسيق والتفاهم مع الرئيس ساركوزي في عدد من المسائل ذات الأولوية, وفي مقدمتها التسوية في الشرق الأوسط التي تحتاج إلي كثير من التدبر, كما أن الرئيس الفرنسي من جانبه قام بزيارات للولايات المتحدة مؤخرا ومن هنا تأتي أهمية المباحثات بين الرئيسين. وأشار إلي أن الرئيس مبارك زار فرنسا الشهر الماضي والتقي بالرئيس ساركوزي خلال قمة فرنسا-أفريقيا في نيس بجنوب فرنسا وهناك حاجة لمتابعة الجهد المصري والفرنسي إزاء القارة الأفريقية, حيث أن هناك الكثير من المسائل الملحة بالنسبة لأفريقيا التي تحتاج إلي البحث ومن بينها موضوع السودان والعلاقة بين الشمال والجنوب بالإضافة إلي دارفور وكلها موضوعات تحتاج إلي تبادل للرؤي. وأضاف أن المباحثات تتناول أيضا قمة فرنسا أفريقيا القادمة لأن فرنسا حاولت أن تقنع بعض الأطراف الأفريقية ببعض المواقف إلا أن هذه المواقف لم يتم بلورتها بعد. وفيما يتعلق باستمرار عدم إحراز أي تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, قال أبو الغيط إن الاجتماع الوزاري العربي قرر إعطاء فرصة 4 شهور للحكم علي مصداقية الجانب الاسرائيلي, وهل هو راغب فعلا في تسوية بشكل سريع بما يتيح للفلسطينيين الحصول علي دولتهم أم أن الأمر مجرد مناورة ومراوغة وبالتالي فإن القرار العربي هو أن يجتمع وزراء الخارجية العرب مرة أخري في الأسبوع الثاني من سبتمبر القادم لينظروا في الموقف ويقرروا ماذا يفعلون, وهل تحقق بعض التقدم علي مستوي المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو هل تتحول المفاوضات في الأسابيع القادمة من غير مباشرة إلي مباشرة نتيجة للتقدم في عملية السلام. وأضاف أبو الغيط أن الخيارات عندئذ ستكون إما أن يمضي العرب في المسألة مثلما هي الآن أو يتحركون في اتجاه مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة وقال إن هناك خيارات كثيرة أخري. واشار أبوالغيط إلي أن المقترح الفرنسي بعقد مؤتمر دولي للسلام سيكون إحدي النقاط محل البحث خلال مباحثات الرئيسين مبارك وساركوزي اليوم للنظر فيما هو التفكيرالفرنسي وإذا ما تم الاتفاق علي هذا المؤتمر فكيف يمكن تأمين أكبر قدر من التأييد لهذه الفكرة. وأكد أبوالغيط في تصريحاته أن العلاقات المصرية الفرنسية علاقة مستمرة وتمضي دائما إلي الامام حيث يجمع البلدين الكثير من المواقف المتماثلة بالإضافة إلي أن مصر وفرنسا تتوليان الرئاسة المشتركة للاتحاد من اجل المتوسط. وأضاف أبوالغيط ان هناك قمة قادمة للاتحاد من أجل المتوسط, ومن المهم أن يدرس الزعيمان مبارك وساركوزي الخطوط المتعلقة بانعقاد هذه القمة والهدف منها وكيف يمكن تأمين عملية نشطة للاتحاد من اجل المتوسط ولاسيما في ظل تعقد المسائل بعض الشئ في الفترة الأخيرة نتيجة لبعض التناقضات بين إسرائيل والعالم العربي أو علي الأقل الأطراف العربية المشاركة في الاتحاد من اجل المتوسط. وحول أثر تعثر عملية السلام علي الاتحاد من اجل المتوسط, أشار أبو الغيط إلي أن الاتحاد من اجل المتوسط هو اتحاد لإقامة مشروعات في البيئة والمناخ والنقل البحري والطاقة, وكلها مسائل ينبغي ألا تسمح للوضع الحالي أن يستمر كثيرا معربا عن أمله أن تستمر فرنسا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في الضغط علي إسرائيل لكي تعدل من مواقفها بما يتيح للاتحاد من اجل المتوسط أن يستمر. وفيما يتعلق بالزيارة التي قام بها الرئيس مبارك إلي الجزائر, ومباحثاته مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أعرب أبو الغيط عن قناعته أنها أعادت العلاقات المصرية الجزائرية إلي الطريق الصحيح, وكانت زيارة مليئة بالمجاملات والاهتمام بل كانت زيارة علي مستوي الدولة وزيارة رسمية بها حرس شرف وكل ما تميزه زيارات الدولة، رغم قصرها.