علي الرغم من المشكلات التي واجهت ولا تزال تواجه المحروسة، اقتصادية كانت أو تحديات أمنية، إلا أن المتابع للمشهد الداخلي بتعمق بدأ يلحظ جوانب ايجابية كثيرة بدأت تظهر علي السطح بعد مرور عام من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي لمصرنا الحبيبة؛ يبقي الكثير في الملفات الأمنية والإقتصادية والسياسية الداخلية منها والخارجية يجب تحقيقها من أجل الوصول من مرحلة الإستقرار الي مرحلة الرخاء … موقع "اخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الكاتب الصحفي بالأهرام باسل يسري للتعرف منه عن رؤياه في التحديات السياسية والإقتصادية المستقبلية لمصر، فضلا عن تعليقه علي الأوضاع الأمنية والحركة الدبلوماسية الأخيرة التي أصدرها الرئيس السيسي للسفراء … نص الحوار. *** كيف ترى السياسة الخارجية لمصر خلال العام المنصرم من حكم الرئيس؟ العلاقات تحسنت بنسبة أكثر من 85% ولكن نحتاج المزيد من منطلق حرص الدول الأخرى على فتح قنوات تعاون بينها وبين القاهرة إعمالاً بمبدأ المصالح تتصالح وتتلاقى ولاشك أن العلاقات مع القارة الإفريقية أصبحت طبيعية وفي إنتظار الكثير من التعاون الإيجابي بيننا وبين القارة السمراء لكن يبقى التوجه ناحية الشرق الأقصى ضعيفاً على عكس التوجه إلى القارة الأوروبية والتى مواقفها تتباين من حين إلى آخر ولا يمكن الإعتماد عليها حتى تصل دولها إلى مستوى الحلفاء. فسرعان ما يتغير موقف الاتحاد الأوروبي مكتملاً بفعل ما يحدث داخل إحدى اللجان الصغيرة داخل أورقة الاتحاد الاوروبي والتي طالما تنتقد الشئون الداخلية لمصر، ظاهرها الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات وباطنها ضمانة عدم انقلاب تيار الإسلام السياسي عليهم داخليا، واتعجب من أن بعض الدول يغضوا الطرف عن ممارسات الإخوان الإرهابية. *** وماذا عن علاقات مصر بالدول الغربية والعربية خلال الفترة الماضية؟ فتوراً في العلاقات الغربية وتناغم في العلاقات العربية بين مؤيد لمصر في حربها ضد الإرهاب وبين واقف يتغنى على أنغام حقوق الإنسان فعلى الرغم من العلاقات القوية مع الغرب بحكم الجغرافيا والتاريخ إلا أن مواقفها تجاه ما يحدث في الوطن العربي كاملة غير معلومة فالمخطط أكبر بكثير ومصر وحدها تحارب الإرهاب نيابة عن الأشقاء العرب حتى دخلت المملكة العربية على المعادلة في عاصفة الحزم كل ذلك يحتاج المزيد من الدعم اللوجستي الغربي ولكن أتصور أن الدول الغربية لن تقدم على خطوة تسليح الجيوش العربية حتى تظل المنطقة في صراعات سياسية وعسكرية لا يعلم عقباها إلا الله. *** كيف ترى اهم التحديدات أمام الرئيس في عامه الثاني على المستوى الداخلي والخارجي؟ على المستوى الداخلي أرى أن أهم التحديدات هي مكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص مع ضرورة وضع اسس وضوابط في إختيار القيادات بالإضافة عن مواجهة المشاكل الحقيقية التى يعاني منها المواطن المصري مثل البطالة والتضخم ومتابعة أداء المسئولين خاصة المحافظين الذين يتعاملون يومياً مع المواطنين. كما أرى أن العام الثاني سيشهد مزيد من المشروعات الإقتصادية تماشياً مع ما يتم حالياً من مشروعات عملاقة تتدفع قاطرة الإقتصاد المصري إلى الأمام فمصر بعد 30 يونيو غيرت المبدأ المعروف في السياسة الدولية لقيام أي دولة على أساس سليم يجب أن تسبق خطواتها السياسية خطواتها الإقتصادية فما يتم حالياً إنما يعكس تطور دراماتيكي في مبادئ السياسة الدولية وهو مزج الأثنين رغم مواجهة تحديدات أمنية جمه. *** متى يتحسن الإقتصاد المصري بما يحقق طموحات المواطنين؟ حينما تكتمل المرحلة الثالثة من خارطة الطريق بإنتخابات مجلس النواب يكون المحفز الرئيسي لدى المسثمر الأجنبي لجذب الأموال من الداخل إلى الخارج مع التأكيد على ضرورة ازالة كافة العوائق البيروقراطية أمام الأجانب، من قوانين منظمة للعمل، حتي تكون هناك محفزات ليس لها مثيل في الدول المجاورة. *** برأيك لماذا نلحظ تراجعات حاده في البورصة المصرية خلال الأسابيع الماضية ؟ يعاني سوق المال من ضعف في السيولة المالية كبير جدا، بفعل عدة عوامل أولها فكرة فرض ضرائب في الوقت الذي تشجع فيه اسواق المال في الدول المجاورة على افستثمار فيها دون فرض ضرائب الأمر الذي ساهم في تهريب رؤوس الأموال الأجنبية من السوق الداخلية إلى الأسواق المنافسة. الأمر الثاني هو غياب الرؤية بشأن التعامل مع العملات الأجنبية وفكرة دخولها وخروجها للبلاد بما يمثل عائقاً أمام المسثمرين الأجانب والمصريين. أيضاً عدم الترويج الصحيح للبورصة المصرية على أنها الممول الأول للمشاريع القومية المصرية يدفع بها إلى التراجع اليومي ناهيك عن فتح السوق إلى ما يعرف بالإكتتاب في الشركات الكبرى في الوقت الذي يعاني منه سوق المال من السيولة كل هذه العوامل وأكثر تدفع للتراجع الأمر الذي يستلزم من الدولة مكتملة النظر بعين الإعتبار لسوق المال المصري الذي هو المرآه العاكسة للإقتصاد المصري. *** كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الروسية في هذا التوقيت وهل هذه العلاقة سوف تؤثر على علاقتنا مع الأمريكان؟ وإذا أردنا الحديث عن طبيعة العلاقات المصرية الروسية أو الأمريكية يجب أن نقيم قبل الخوض في طبيعة العلاقات الروسية الأمريكية فمصر لا تبدل حلفاء ولكن تنوع المصادر فمصر أبداً لم تذهب إلى دولة بعينها على حساب دولة اخرى بل المصالح المشتركة هي التى تفرض طبيعة العلاقة فهناك دول تسمى بالحليفة وآخرى تسمى بالصديقة وثالثة يجمع شعبيها علاقات طبيعية. *** ما حقيقة وثائق ويكيليكس التى نسمع ونقرأ عنها يوماً بعد يوم ولماذا في هذا التوقيت تريد ضرب المملكة العربية السعودية حيث نشرت أكثر من 70 الف وثيقة هامة عن المملكة؟ هذه أكبر عملية إختراق للأجهزة الأمنية الأمريكية ولكن مع الآسف الشديد استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية استغلال هذه العملية لتكون ضربة مضادة لها وبالتالي لم أتعجب من نشر ويكيليكس هذه الوثائق ضد المملكة في هذا التوقيت الذي تتولى فيه قيادة جديدة إدارة شئون المملكة وعلى راسها الملك سالمان بن عبد العزيز ملك السعودية وبدأت تتخذ مواقف عربية عربية دون التشاور مع الولاياتالمتحدة فضلاً أيضاً عن تعيين وزير خارجية جديد عادل الجبير والذي سفيراً للملكة لدى واشنطن ويعلم جيداً الأساليب الأمريكية المراوغة للمواقف العربية وبالتالي يجيد التعامل معهم. *** كيف ترى ردود الأفعال الأجنبية حول اعدام قيادات الجماعة الإرهابية؟ بلاشك هو عدم إدراك حقيقي لطبيعة الجرائم التى إرتكبتها الجماعة الإرهابية في حق الشعب فضلاً عن تقصير سفرائهم في القاهرة لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض ولن أتبنى نظرية المؤامرة بأنهم يريدوا التدخل في الشئون الداخلية من أجل فرض إملاءات وهم يعلموا أن الشعب المصري مثل الجرانيت لا ينكسر. *** البعض يتهم هيئة الإستعلامات بالتقاعس وعدم القيام بالأدوار المطلوبه منها؟ قد أتفق مع هذا الطرح في ظل عدم توافر الإمكانيات المالية لتلك الهيئة المنوط بها القيام بمهام كثيرة داخل وخارج البلاد على الرغم من وجود كفاءات بشرية على مستويات متميزة بداخلها ومن وجهة نظري يجب أيضاً على الدولة النظر بعين الإعتبار للمكاسب السياسية التى يمكن أن تحققها من وراء الهيئة.