هل يستطيع العلاج الجيني تحقيق حلم ملايين من فاقدي البصري في العالم؟ ماهي حقيقة التجربة العلمية التي قام بها الأطباء البريطانيون؟ هل ستكون هذه التجربة مفتاحا للاعتماد على الجينات في تجارب طبية أخر ى؟ الجواب في الورقة التالية... - قال مسؤولون إن فريقا من الأطباء البريطانيين أجروا أولى جراحات العين في العالم باستخدام العلاج الجيني، في محاولة لمعالجة مشكلة خطيرة في الإبصار. وأجرت مجموعة أطباء من مستشفى مورفيلدز للعيون ومن الكلية الجامعية في لندن عمليات على عدد صغير من البالغين الشبان المصابين بعمى جزئي خلقي، وهو نوع من العمى الوراثي الذي يصيب الإنسان في الطفولة وسببه جين واحد غير طبيعي. وتحول هذه الحالة دون ان تحس الشبكية بالضوء بطريقة سليمة مما يسبب تدهورا متزايدا ورؤية شديدة السوء. ولا يوجد علاج فعال لهذا الأمر. وتقوم التجربة الجديدة على إدخال نسخ طبيعية من الجين المصاب وهو الجين (آر.بي.إي 65) إلى خلايا الشبكية التي تحس بالضوء باستخدام فيروس غير ضار أو باستخدام ناقل آخر. ويعمل الأطباء البريطانيون بجانب شركة مقرها سياتل بولاية واشنطنالأمريكية تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية. وهي الجهة التي قدمت الناقل في المرحلتين الأولى والثانية من التجارب.وربما تمر شهور عديدة قبل التمكن من تقييم مدى نجاح العملية ولكن أطباء قالوا إنه لم تقع أية مضاعفات حتى الآن. ويأتي الشروع في إجراء التجارب على البشر بعد 15 عاما من التجارب المختبرية على الحيوانات شملت تجارب على كلاب عاد بصرها لدرجة أنه كان بمقدورها الخروج من متاهة بسهولة. وقال روبن علي أستاذ الجينات البشرية الجزئية في الكلية الجامعية في لندن في بيان “إن اختبارها لأول مرة على مرضى شيء مهم وشيق ويمثل خطوة هائلة نحو تأسيس العلاج الجيني لكثير من حالات العيون المختلفة.” وبلغت تكلفة التجربة مليون جنيه استرليني (مليونا دولار أمريكي) قدمتها وزارة الصحة البريطانية التي قالت ان هذا البحث الرائد يشير إلى موقع البلد المتقدم في العلاج بالجينات في أوروبا. وكثيرا ما راودت العلماء فكرة العلاج بالجينات من أجل تصحيح الخلل الذي تسببه المشاكل الجينية. أدى استخدام العلاج بالجينات لمساعدة مرضى، ولكن متطوعة عمرها 18 عاما توفيت خلال تجربة للعلاج بالجينات في عام 1999 وعولج صبيان فرنسيان من مرض نادر في المناعة ولكنهما أصيبا بسرطان الدم (اللوكيميا). كانت نسبة العلاج بالجينات من السرطان أكثر من 70 في المئة حيث إن عملية العلاج معقدة بسبب الحاجة للوصول إلى كثير من المواقع داخل الجسم البشري.وفي المقابل قال أندرو جورج من كلية لندن إن العين أمرها مباشر نوعا ما.وأضاف “إن العين عضو جيد للعلاج بالجينات لأنها عضو بسيط ومن السهل رؤية ما يحدث. وهناك آمل انه بمجرد تطوير العلاج بالجينات في العيون أن ينتقل العلماء للعمل على أعضاء أكثر تعقيدا.”