افتتح السلطان قابوس بن سعيد في العاصمة العمانية مسقط مساء الاربعاء 12 أكتوبر/ تشرين أول، دار الأوبرا الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي. وافتتحت الدار التي تشكل تحفة معمارية تربط بين الثقافة الإسلامية والموسيقا العالمية، مساء الأربعاء برائعة جاكومو بوتشيني الأوبرالية "توراندو" التي قدمت بإخراج جديد وضعه خصوصاً لأوبرا مسقط المخرج الإيطالي الشهير فرانكو زيفيريلي، بحضور السلطان قابوس و500 شخصية رفيعة المستوى . وقال مراقبون وموسيقيون كبار حضروا حفل افتتاح الدار إنها "بداية مرحلة جديدة من الجهود المتواصلة لتعزيز مجال الفنون التراثية العمانية والتفاعل مع الثقافة والفنون العالمية، إضافة إلى انصهار التراث المحلي مع الحداثة" . وستتوالى في الموسم فعاليات ضخمة تشمل حفلاً خاصاً للتينور العالمي بلاسيدو دومينغو الذي سيقدم عملاً بعنوان "دومينغو يغني لعمان" في 18 أكتوبر/ تشرين الأول . ويشمل برنامج الفعاليات أيضاً حفلات للسوبرانو رينيه فليمينغ ولفرقة المسرح الأمريكي للباليه التي ستقدم "دون كيشوت"، وللتينور الإيطالي اندريا بوتشيلي، ولعازف التشيلو الصيني الأمريكي يويو الذي سترافقه أوركسترا لندن الفلهارمونية . كما تشارك في الموسم المغنية اللبنانية ماجدة الرومي، وأوركسترا لينكولن سنتر التي تقدم موسيقا الجاز . وترتفع دار الأوبرا التي بدأ بناؤها عام 2001 بلونها الأبيض كقلعة تجمع بين الضخامة والرقة، مقابل مبنى وزارة الخارجية العمانية على الشارع الرئيسي في مسقط . وصممت الدار حسب نمط العمارة العربية والإسلامية، كما أن شكلها الخارجي مستوحى من نمط القلاع العمانية . وأقيم الصرح على مساحة 80 ألف متر مربع وتشغل الأشجار والمسطحات الخضراء نصف المساحة، ما سيوفر أماكن فسيحة للتنزه والجلوس . وتعتمد دار الأوبرا العمانية أعلى المعايير العالمية في مجال تقنيات الصوت، كما أن مقاعد الجلوس في قاعة المسرح ستكون قابلة للتعديل وفقاً لنوعية العرض سواء كان أوبرا أو عرضاً مسرحياً أو حفلاً موسيقياً . ويمكن تحريك خشبة المسرح وفقاً لعدد أفراد الأوركسترا، وفي حال تقديم عروض موسيقية يتم تعديل المقاعد ليتسع المسرح لنحو 1100 شخص كحد أقصى ، أما بالنسبة إلى عروض الأوبرا التي تتطلب توسيع الخشبة، فبالإمكان تخفيض سعة المقاعد إلى 850 فيزود المسرح بالتالي ببرج علوي بارتفاع 32 متراً لتسهيل التشكيلات المسرحية. ومن المتوقع أن تكون الأوبرا السلطانية معلم جذب سياحياً بارزاً، إذ يضم المشروع سوقاً لعرض الفنون التشكيلية والمنتجات اليدوية والحرفية التراثية، إضافة إلى المطاعم والمقاهي ومحال التسوق ومواقف للسيارات والساحات الخضراء .