ركزت الصحف الألمانية الصادرة اليوم على جولة المستشارة الالمانية في الشرق الأوسط. ورغم أن أنجيلا ميركل قالت أثناء جولتها "إن الأمور بدأت بالتحرك" بعد مشاورتها مع الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن المعلقين السياسيين في الصحف الألمانية يرون دورها متواضعا. في هذا السياق كتبت صحيفة "كولنيشه روند شاو" الصادرة في كولونيا: "في الحقيقة لا يمكن اعتبار مشاورات ميركل في المنطقة بأنها مفاوضات سلام بكل معنى الكلمة. فالمستشارة تبحث عن إمكانيات جديدة، لإعادة الحياة إلى جهود الوساطة الدولية خصوصا بعد أن بقيت اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط ترواح في محلها لفترة طويلة. ميركل عبرت عن تفاؤل كبير بعد مشاوراتها الأولية، والسبب في ذلك يكمن في التوجهات الفلسطينية الجديدة. لكنه لايمكن الحديث عن انطلاقة جديدة في المنطقة فالطريق إلى السلام مازال طويلا". كذلك جاء موقف صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" ناقدا لإبطاء ميركل خطواتها نحو الفلسطينيين حيث كتبت الصحيفة: " تسعى المستشارة ميركل في زيارتها الى الشرق الأوسط الى تحقيق هدفين حسب تعبيرها: أولا الحصول على صورة واقعية للمشهد السياسي في المنطقة. وثانيا إعطاء عملية السلام زخماً جديدا. بيد أن مساعيها من أجل إحياء عملية السلام مهددة بالفشل. ففي الوقت الذي جدد فيه العالم العربي مبادرة السلام الشاملة أبطأت المستشارة خطواتها بشكل ملحوظ تجاه الفلسطينيين. فهي لن تخسر شيئا لو أنها اتخذت خطوة شجاعة وغير مألوفة صوب الجانب الفلسطيني في محاولة منها لاختبار الإمكانيات الجديدة في السياسة الفلسطينية بعد المنعطف الاخير. ولو أن ميركل فعلت ذلك لكانت قد لعبت دورا رياديا على المستوى الأوروبي". صحيفة "برلينر تسايتونغ" ترى أن الولاياتالمتحدة هي الجهة القادرة على تحريك عملية السلام. وتنتقد الصحيفة كذلك الشروط التي تضعها الأطراف المختلفة لبدء المفاوضات: " العاهل السعودي الملك عبدالله يبقى مرتبطا بالولاياتالمتحدة رغم تحفظاته على واشنطن، والشيء ذاته يمكن ان يقال عن إسرائيل وكذلك عن ميركل التي لا تستطيع ان تؤثر بشكل كبير. بيد أن الولاياتالمتحدة اتبعت سياسة كارثية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس جورج بوش مهام عمله في البيت الأبيض. ففي الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين راهنت الولاياتالمتحدة على كسب الوقت فقط وذلك انطلاقا من فهم خاطئ لمصلحة إسرائيل. لكن عقدة الشرق الأوسط لا تحل عن طريق القوة، ومن هنا يبقى طريق المفاوضات في نهاية المطاف الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة. مفاوضات دون شروط من أي جهة، وأيضا ذلك الشرط الذي تلتزم به ميركل والمتعلق بعدم الحديث مع حماس. من هذا المنطلق لابد من القول ان المبادرة يجب ان تنطلق من واشنطن ولهذا لابد من انتظار مرحلة ما بعد جورج بوش". "صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ" دعت كذلك طرفي النزاع إلى تقديم تنازلات وكتبت: " على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يوافقوا على حلول وسط مؤلمة. إن مبدأ الأرض مقابل السلام يبدو معقولا. فإذا اعترف الفلسطينيون بإسرائيل وصنع العرب السلام مع الدولة اليهودية، فينبغي على الجانب الآخر إزالة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والانسحاب من الجولان. واليوم على الإسرائيليين والفلسطينيين ان يثبتوا أمام العالم رغبتهم في السلام".