من أهم ملامح إحياء ذكرى حرب اكتوبر بعد ثورة يناير تصحيح التاريخ.. رد الاعتبار الى دور ومكانة الفريق سعد الشاذلي مهندس الحرب وقائدها الحقيقي، مامن قائد في تاريخ مصر ظلم مثله، وربما في تاريخ الحروب. عرفته عن قرب اثناء عمله في قيادة القوات الخاصة، والتي وحد فيها بين الصاعقة والمظلات، وكلاهما فريقان متنافسان في كل شيء، ثم ترددت عليه مرارا اثناء قيادته لمنطقة البحر الاحمر اعتبارا من عام 0791 وأستطاع بخبرته وابداعه العسكري أن يقطع رجل العدو من مواجهة طولها اكثر من الف كيلو متر. وفي طائرته الهيلوكبتر زرت معه مقام سيدي ابو الحسن الشاذلي. وجزيرة شدوان التي دارت فوق صمورها معركة رهيبة صمد فيها رجال الصاعقة ومنعوا العدو من احتلالها. وقد كتبت عدة قصص قصيرة في مجموعة "ارض ارض" عن هذه المعركة. عندما ألقى الرئيس السادات بالفريق اول محمد فوزي في السجن وراح المدعي الاشتراكي يترافع مطالبا بإعدامه بكيت، وعندما حضرت حفل تكريم قادة اكتوبر في عام 4791. ولم يذكر اسم الشاذلي ومرة أخرى تأثرت. هو الرجل الذي أعطى عمره كاملا للعسكرية المصرية. أمضى حياته كلها بعيدا عن المدن، في الصحراء بين التشكيلات المقاتلة الى درجة أنه قال لي عن عدم خبرته بالحياة اليومية المدنية، فلو اراد شراء شيء ما، قميص مثلا لن يعرف المجادلة مع بائع، كان غياب الفريق الشاذلي أو تغيبه عن الذاكرة جريمة أخلاقية وانسانية وتزييفا علنيا للتاريخ، شارك فيها من امر بها ومن صمت. وصل الامر ذروته في بانوراما الحرب حيث وضعت صورة الفريق يوسف صبري ابوطالب مكان الشاذلي وكانت البانوراما قد انشئت خلال ولايته وزارة الدفاع. ماجري للشاذلي نستخلص منه دروسا شتى منها ضرورة التشرد في مراقبة رأس السلطة في مصر الذي يمكنه أن يفعل كل شيء. حتى تزييف التاريخ واختصار حرب كبرى فريدة في تاريخ العسكرية على مستوى العالم في الضربة الجوية التي لم تذكر هذا العام وهذا ايضا غير موضوعي. ولكنه رد فعل للمبالغة التي كانت في غير محلها، يعلمنا الدرس ايضا أن العبث في تاريخ الاوطان مخاطرة، وأنه لايستمر، ومن اصعب الامور ان يعاصر الانسان زمنا وحقائق ثم يراها تتبدل وتزيف ارضاء للحكام ونزعاتهم، لقد أهين الشاذلي وأهدر دوره، ولابد أن يرد الجيش الذي قاده الى النصر اعتباره بمنحه نجمة سيناء التي لم يحصل عليها، لقد تم رد اعتباره شعبيا واعلاميا هذا العام، وينقص تكريم الجيش لواحد من أعظم ابنائه. نقلا عن جريدة الأخبار