تحتفل مدينة البندقية الإيطالية بمرور 75 عاماً على تأسيس مهرجانها السينمائى من خلال عرض باقة مُميزة من 75 فيلماً تضم أحدث أعمال كبار المخرجين الذين تركوا بصمات واضحة فى تاريخ السينما العالمية، حيث انطلق " مهرجان البندقية السينمائى الرابع والستون "، أمس الأربعاء 29/8/2007 ، بفيلم " أتونمنت " ( الاستغفار ) الدرامى للمخرج البريطانى " جو رايت – 35 عاماً " والمُقتبس من رواية للكاتب البريطانى إيان ماك إيوان من بطولة الممثلتين كيرا نايتلى وفانيسا ريدجريف، فى دورة سُتعرض خلالها أفلام خاصة بهذه الذكرى ، ويسرد قصة فتاة بريطانية في الثلاثينات تحلم بكتابة رواية تفاجئ شقيقتها الكبرى مع ابن البستانى فتختلط فى ذهنها الوقائع الحقيقية بالمخيلة الروائية وتبتكر قصة اغتصاب تبدل حياة الثلاثة بشكل جذرى . وكانت بطلتا الفيلم اول من وطأ البساط الأحمر المفروش لنجوم مهرجان البندقية قبل حضور عرض الفيلم والمُشاركة فى الحفل الفخم الذى أقيم على شرفة فى فندق اكسلسيور. ويُعد مهرجان البندقية من أهم المهرجانات العالمية للسينما، ويُعد مُقدمة لتوقعات ترشيحات جوائز الأوسكار فى فبرايرالمقبل ، وستُعرض خلال مهرجان البندقية هذه السنة، مجموعة من الأفلام الأمريكية والبريطانية، إلا أن الأفلام الآسيوية لن تغيب عنه، وتسعة من الأفلام المتنافسة ال 22 أمريكية أو بريطانية بينها فيلماً " سلوث " للمخرج " كينيث براناغ " من بطولة " مايكل كاين " و" جود لو " و " ايتس أى فرى وورلد " ( عالم حر ) لكن لوتش، ويختتم المهرجان فى الثامن من سبتمبر بمنح " جائزة الأسد الذهبى " الخاصة للمخرج الإيطالى برناردو برتولوتشى البالغ من العمر 66 عاما . وتُعرض خلال الاحتفالات مجموعة مُميزة من 75 فيلماً وصفها المدير الفنى " ماركو مولر" بأنها "مدهشة ومبتكرة وتضم آخر أفلام بعض كبار المخرجين"، ويتنافس 22 من الأفلام التى ستعرض فى المهرجان للفوز ب " الأسد الذهبى " وتضم المجموعة 11 فيلماً وثائقياً تُعرض فى قسمى "آفاق" المخصصين للأعمال الأكثر ابتكاراً. مهرجان البندقية ومشاهير الفن : تؤدى الممثلتان " سوزان سارندون " و" شارليز ثيرون " أدواراً إلى جانب جونز، حيث يمزج المهرجان بين المواهب الشابة والمخرجين الكبار، أمثال " وودى آلن " الذى يُشارك بفيلمه الأخير " كاساندراز دريم " ( حُلم كساندرا ) و " كلود شابرول " بفيلمه " لا فيى كوبيه آن دوه " ( الفتاة المشطورة ) وكلاهما خارج المسابقة، فضلاً عن بعض الأسماء اللامعة . كما يقدم المخرج الصينى " جيانغ وين " فيلم " تاينج زاو تشانج شينغكى " ( تشرق الشمس أيضاً )، ومن اليابان يقدم المخرج " ميك تاكاشى " فيلم " سوكياكى ويسترن دجانجو " الذى يروى قصة حب وخيانة . مهرجان البندقية وحرب العراق : وتعالج بعض الأفلام موضوع الحرب ومنها فيلم براين دى بالما " ريد اكتد " ، وهو وثائقى يسرد بعض وقائع الحرب على العراق، ومنها حادثة اعتصاب جنود أمريكيين فتاة عراقية وقتلها مع ثلاثة من أفراد عائلتها، وهى قضية أثارت استياءً شديداً فى الولاياتالمتحدة وحوكم فى إطارها أربعة عسكريين . كذلك تحضر الحرب على العراق فى فيلم ثان من إخراج " بول هاغيس " وهو بعنوان " فى وادى ايلاه " ( اين ذى فالى أوف ايلاه )، ويروى قصة عسكرى يجسده الممثل " تومى لى جونز " يحقق فى اختفاء ابنه الذى استدعى إلى الجبهة . الحضور الأمريكى : وتحضر الولاياتالمتحدة فى المنافسة بشكل واسع، إذ يقدم " وس أندرسون " فيلمه " ذى دالجيلينج ليمتد " و " تود هاينز " فيلم " آيم نوت ذير " ( لست هنا ) و " تونى غيلروى " فيلم " مايكل كلايتون " و " آندرو دومينيك " فيلم " الوسترن ذى أساسينايشن أوف جيسى جيمس باى ذى كاورد روبرت فورد " ( مقتل جيسى جيمس بييد روبرت فورد الجبان )، حيث يجسد النجم براد بيت دور جيسى جيمس أحد أشهر الخارجين عن القانون الأميركيين في النصف الثانى من القرن التاسع عشر. المُشاركات الأوروبية فى المهرجان : ومن المخرجين الأوروبيين المشاركين البريطانيان كينيث براناه، وكن لوتش فيما يُشارك من إيطاليا أندريا بوربوراتى وباولو فرانتشى . ويعرض المخرج الفرنسى إريك رومير البالغ من العمر 87 عاما فيلم "حب إستريه وسيلادون" المقتبس من رواية "لاستريه" للكاتب أونوريه دورفيه من القرن السابع عشر. المُشاركات الآسيوية فى المهرجان : وتحضر القارة الآسيوية من خلال الياباني تاكاشى ميكى والتايوانى لى كانغ شنغ والصينى جيانغ ون فيما يعود التايوانى آنغ لى بعد أن فاز بالأسد الذهبي عام 2005 عن فيلمه "جبال بروكباك". وسيقدم المخرج " من ويلز بيتر جريناواى " فيلم " نايتو وتشينج " ( حارس ليلى ) الذى تدور قصته حول أبرز أعمال رمبرنت الفنية، فى حين يؤدى " كوينتين ترانتينو " دوراً فى فيلم المخرج اليابانى تاكاشى ميك " سوكياكى ويسترن دجانجو " . المُشاركات العربية فى المهرجان : يُشارك المغرب إلى جانب عدد من البُلدان العربية فى فعاليات الدورة 64 لمهرجان البندقية السينمائى الدولى بإيطاليا، حيث اختارت اللجنة التنظيمية للدورة عدة أفلام مغربية قصيرة لعرضها ضمن بانوراما خاصة بالسينما المغربية، من بينها فيلم " المرحوم " للمخرج رشيد الوالى، و" مكان تحت الشمس " لرشيد بوتونس، و" دم المرساة " للمخرجة ليلى التريكى، ويرجع اختيار بانوراما عن السينما المغربية في هذا المهرجان الدولى إلى النهضة التى شهدها الفن السابع في المملكة خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن خصوبة إنتاج الأفلام المغربية وحضورها فى العديد من المهرجانات الدولية البارزة وتتويجها ببعض الجوائز. مصر ومهرجان البندقية : يُشارك الفيلم السينمائى المصرى "هى فوضى" للمخرج العالمى " يوسف شاهين " بفعاليات المهرجان، ويقوم ببطولته الفنان خالد صالح، والممثلة الشابة منة شلبى، وهالة فاخر، ويوسف الشريف، وهالة صدقى، و رولا محمود، وصفوة، وتدور أحداثه حول أمين شرطة بقسم شبرا يظلم الناس ويتورط فى أحد القضايا ويدخل السجن، ومن المعروف أن شاهين قد إختار منطقة شبرا ليصور فيها الفيلم لما تحمله من دلالة اجتماعية، وفكرية، ووطنية حيث يوجد بها الفقراء، وأصحاب النقود والنفوذ ، والمساجد، والكنائس فهى من أكثر المناطق تعبيراً عن النسيج الوطنى الراسخ، كما تم الاستعانة بأكثر من 3 آلاف كومبارس للمُشاركة بالفيلم، وتشكل مُشاركة شاهين عودة الفيلم المصرى الى المُنافسة فى مهرجان البندقية بعد 25 عاماً من اشتراكه فى هذا المهرجان بفيلم "حدوتة مصرية " وهو أيضا من إخراجه، ويتنافس "هى فوضى" مع 9 أفلام أمريكية من بينها 3 أفلام تشترك فيها مع كل من دول المغرب والصين وبريطانيا . لجنة التحكيم : وتتألف لجنة التحكيم لهذا المهرجان الخاص هذه السنة من مُخرجين وتضم " كاترين برايا " و " إيمانويلى كرياليزى " و " اليخاندرو غونزالس ايناريتو " و " بول فرهوفن "، برئاسة " تشانغ ييمو " الفائز بأسدين ذهبيين عن فيلمى " ذى ستورى أوف كيو جو " قصة " كيو جو " فى 1992 و " نوت وان ليس " ( ولا واحد أقل ) فى 1999 . مدينة البندقية : البندقية أو Venice عاصمة إقليم فينيتو الواقع فى شمال شرق إيطاليا، يُقدر عدد سكانها 271 الف نسمة، وهى عاصمة مقاطعة فينيسيا المدينة عبارة عن عدة جُزر مُتصلة ببعضها عن طريق جسور، تعتبر المدينة من أهم المُدن الإيطالية ومن أكثر المُدن جمالاً فى إيطاليا لما تتمتع به من مبانى تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة فى إيطاليا، وقنواتها المائية المُتعددة مما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم، كانت تتمتع البندقية بحُكم ذاتى أثناء العصور الوسطى وما بعد ذلك و كانت تسمى جمهورية البندقية او Republic Of Venice و تعتبر من أهم مرافئ أوروبا تجارياً و تتمتع بقوة بحرية هائلة .