واحد من القلائل الذين يؤمنون بقيمة الكلمة وبقيمة الرسالة التي يحملها الفنان ، تعد أغانيه محركا قويا للشعور الوطني ، تماما مثلما كان جده فنان الشعب "سيد درويش " الذي صاغ الشعور الوطني في أروع معانيه ، واليوم يعيد التاريخ نفسه ليقدم لنا الحفيد أروع ما صاغه الجد ، بل ويضيف ويجدد ليخلق لنفسه تواجدا ووجودا أثناء وبعد ثورة 25 يناير وكأن لسان حاله يقول كما قال جده من قبل " مكتوبلي أغنيلك" ، من هذا المنطلق سألناه.. الفنان إيمان البحر درويش : لماذا لم تشهد ثورة يناير مشاركة فنية منك ؟ بالعكس كنت موجودا في ميدان التحرير قبل التنحي ولكني لا أجيد الترويج لما أفعله ، وكنت قد أقمت الأذان في ميدان التحرير قبل ثلاثة أيام من التنحي وهذا ما سجله أحد شباب الثورة وأرسله لي ولكني لا أحب ركوب الموجة كما يمكن أن يقول البعض ، لأنه قبل التنحي لا أحد يستطيع أن يحدد اتجاه الموجه ، ولذلك تجدين كثيرا من الفنانين قالوا رأيا وعادوا ليقولوا عكسه بعد نجاح الثورة ولكني عندما دعيت من قبل شباب الثورة ذهبت لميدان التحرير وقمت بغناء العديد من الأغنيات منها " نفسي "و"قوم يا مصري " و" بلادي بلادي" و"أهو دا اللي صار" ومجموعة من الأغاني ، هذا خلاف للألبوم الغنائي الذي أفتخر أني قمت به -وهو علي وشك أن يكون بالأسواق - واسم الأغنية الرئيسة فيه "ثورة تحدي "والذي يتحدث عما قامت به الثورة ، وما تواجهه من تحديات لمحاولة تشويهها بشكل من الأشكال أري أن كل الأعمال التي قدمت لا ترقي لمستوى هذه الثورة العظيمة لأنها معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالي أن ينتصر السلم دون سلاح علي هذا الظلم البغيض. إذن كان نزولك للميدان تسجيلا لموقف اتخذته منذ البداية ؟ نعم ولدي أيضا "من قلب مصر" كان تسجيلا لموقفي قبل التنحي ، بكيت أثناء تسجيله وعندما قمت بعمل مداخلة مع لميس الحديدي بعد التنحي قالت " دموعك دي هيه اللي جابت النصر" فقلت لها إن ماحدث معجزة والله سبحانه وتعالي أكرمنا بالغ الكرم بانتصارنا علي الظلم ، هذا الظلم الذي وصل إلي حد لا يتصوره العقل وأنا واحد من الذين ظلموا بشكل بالغ وأوذيت في أولادي أيضا (في ابني) ، ولكني كنت أقول حسبي الله ونعم الوكيل ، وأعتقد أن أم خالد سعيد دعت هذه الدعوة أيضا من قلبها ، هذه الأم التي بكت من قلبها علي ابنها الذي قتل أمام أعين الناس ثم حين يتم التحقيق مع من قتلوه يحصلون على براءة ثم يتم فتح التحقيق مرة أخري ويتكرر الأمر ثانية وكأنها سياسة الأمر الواقع وهذا ما ولد الانفجار هل تري أن ماتم من محاكمات حتي اليوم لم يسترد جزءا ولو بسيطا من حقوق هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الثورة ؟ وجهة نظري - مع احترامي الشديد - أن النائب العام فى موقف يحسد عليه لأنه ينتمي للنظام السابق ، فحتي لوكان عادلا سيظن الناس أنه غير عادل ، ويبرر ذلك التأخير الشديد في تحقيق العدل وإن كانوا يريدون إعطاء الانطباع بأن هذا البطئ من مصلحة التحقيق وإقرار العدل، ولكن الصورة تكفي ، قتل الناس يكفي ، ويجب أن تكون هناك هيئة قضائية مستقلة-ولا أشك في القضاء المصري علي الإطلاق - ولكن هيئة قضائية تتفرغ لسرد هذه المستندات ،والتي أري أنها قد احترقت، وحرقها ليس مبررا لإعطاء البراءة لعدم كفاية الأدلة . وهل فكرة أن تكون هناك محكمة للثورة أمرأ يحقق هذه العدالة ؟ لا يوجد مايسمي محكمة للثورة وإلا لن تستطيعي أن تستردي أموالك من الخارج لأن المحكمة التي يعترف بها العالم لا هي محكمة ثورة ولا محكمة عسكرية وأعتقد أن هناك من الشرفاء في القضاء المصري من يستحق أن نرفع لهم القبعة لأنهم لايخافون إلا الله ولكن الوزير السابق الذي تم تنحيته كان لا يمت للعدل بصلة لأنه كان يتدخل في أحكام القضاء أو يجازي القضاة الشرفاء وأعتقد أنه حان الوقت لكي يصحح وزير العدل الحالي هذا الشكل ويزيح كل من له شبهه ، فالقاضي لا يجوز أن يكون لديه شبهه ولابد أن يعود القضاء المصري كما كان في السابق هذا علي جانب محاكمة رموز الفساد ولكن ماتقييمك لأحداث الفترة الماضية في المجتمع المصري؟ كل ما يحدث عبارة عن تشويه للثورة هناك من يدفعون المليارات كي يشوهوا هذه الثورة ، وعلينا ألا نتفرق وأري أن التفرق الذي حدث في الإستفتاء - مع إحترامي الشديد للرأيين وأنا من الذين قالوا "لا "-يجب أن نبعد كل ما يفرقنا ، لابد أن يتحد الشعب مع الجيش مع كل الرموز الموجودة من الأحزاب ، وهذا ليس وقت الأحزاب ولا وقت الرياسة، اليوم وقت عمل وإزالة جميع ذيول النظام الفاسد ثم نبني مصر بكل قوة وبكل سرعة وأثناء هذا البناء يتم ظهور الناس الذين يبذلون أقصي مافي وسعهم لرفعة هذا البلد وهؤلاء هم من يستحقوا أن يكونوا رؤساء لنا . إذن ما رأيك في المليونيات والاعتصامات التي تتكرر من وقت لآخر ؟ المليونيات إذا كانت لتحقيق مطالب الثورة فهي مشروعة ، ولا يجب أن يتفرق الناس عليها أما عن الإعتصامات والإحتجاجات فهذا شيئ خاطئ لكن إذا كانت لتغيير رئيس ينتمي للنظام السابق في أي مكان ما فيجب أن يتم تغييره فورا لأن هذا يندرج تحت ماقلته سابقا من ضرورة البناء بعد التطهير لأن الذي تعود أن يكون فاسدا سيظل فاسدا .