أدار الندوة : منى فوزى شارك فى الاعداد : مى الوزير - هشام الشريف تصوير : شريف الليثى ساعة ونصف الساعة مدة العرض بمركز الإبداع بدار الأوبرا. ثلاث ساعات زمن الندوة التى أقيمت بمجلة «صباح الخير» وثلاثة أيام تفصل ما بين الحفل والندوة.. وساعات طويلة فكرت فيها كيف ستكون مقدمة هذه الاحتفالية هل سأستطيع أن أعبر بالكلمات عن المشاعر التى انتابتنى وانتابت كل من حضر الحفل أو الندوة؟! فى الحفل غنى 80 شابا وفتاة خمس عشرة أغنية وطنية من التراث وأغانى ألهبت حماس أجيال كاملة، هذا باستثناء أغنيتين جديدتين هما: يا بلادي يا بلادى لحن بليغ حمدى وكلمات وغناء عزيز الشافعى ورامى جمال، وأخرى هى «يا مصرى ليه دنياك لخابيط والغلب محيط» كلمات سيد حجاب ولحن ياسر عبدالرحمن. حالة من الشجن والفرح والحزن أحيانا والدموع كثيرا انتابت كل من حضر هذه العروض، أنا عن نفسى حضرت ثلاث مرات، حالة من الدهشة وسؤال راود الجميع وهو يستمع ويتابع.. أين أنتم؟ مادام هناك شىء بهذا الجمال والإبداع والإتقان، لماذا لم تنقذونا من كل ما هو غث وركيك وقبيح؟ لماذا لم تطلوا علينا لتقولوا لنا إن الغد حتما أفضل من الجرائم الغنائية التى ترتكب فى حقنا يوميا؟ خمسة عشر يوما كان من المفترض أن يعرض فيها هذا العرض.. إلا أنه ونتيجة الإقبال الشديد تم تمديده ليصبح خمسين يوما، أما الحفل الواحد والخمسون فكان لبرنامج «العاشرة مساء» إلا أن الخبر انتشر فاكتظت القاعة بالحضور ويومها ظلت المذيعة اللامعة منى الشاذلى تبكى بكاء شديدا من شدة التأثر بالأصوات القوية القديرة والأغانى المؤثرة سواء القديمة أو الحديثة. أما الندوة فقد تحدث فيها ما يقرب من عشرين شابا وفتاة أحاديث مفعمة بالحماس والأمل، كيف جذبهم مركز الإبداع؟ كيف أخذ خالد جلال بأيديهم؟ كيف وجههم؟ كيف أخرج أجمل ما فى كل منهم؟ سواء فى الحفل والغناء للوطن أو الندوة والحديث عن الفن والطموح واليقين بأن هؤلاء الشباب قد وجدوا ضالتهم فى الحياة. كل هذا كان لنا نحن مجموعة صباح الخير سببا لنوع من التفاؤل والنشوة والأمل الحقيقى بأن الغد حتما أفضل من اليوم، وأنه فقط بهذه الكتيبة التى تحمل كل هذه الأحلام، وكل هذا الطموح، وهذا القدر من التفاؤل سيغيرون حتما خريطة ليس الغناء فقط، بل الفن كله فى السنوات المقبلة، المهم أن يلهمهم القدر الاختيارات الصحيحة. جانب من النودة ورشة استوديو الممثل بمركز الإبداع الفنى بقيادة المخرج الفنان خالد جلال وهى من أهم وأكبر المدارس المتخصصة فى صناعة الفنان الشامل، حيث يدرس الطلبة المنتسبون لها المواد المختلفة مثل مادة الغناء تحت قيادة المايسترو عماد الرشيدى ومادة الرقص والتعبير الحركى للاستاذين ضياء شفيق ومحمد مصطفى مادة الإلقاء تحت إشراف د.نجاة على، أما عروض التمثيل والارتجال ويقوم بتدريسها أ.خالد جلال فقدمت حتى الآن ثلاث دفعات، الدفعة الأولى قدم فيها خريجو الورشة أغانى من التراث والدفعة الثانية كان عرض «هانغنى» وعرض «قهوة سادة»، أما الدفعة الأخيرة فمواكبة للأحداث اختار لها خالد جلال ومجموعة من الشباب خريجى الورشة اسم (غنا للوطن» ليستطيعوا من خلالها التواصل مع الجمهور فى أشد محنة مر بها الوطن وكان الجمهور بحاجة فيها لسماع أغانيه الوطنية التى تمس قلبه وتقدم فنا راقيا من تراثنا الوطنى، ذلك التراث الذى ظل طوال السنوات الماضية باقيا محاربا لكل عوامل الفساد الذى طال كل جوانب الحياة طوال ثلاثين عاما. وفى الندوة حضر ما يقرب من عشرين شابا وفتاة من أعمار مختلفة وكذلك تخصصات أكثر اختلافا.. إلا أنه ورغم هذا الاختلاف جمعهم شيئان حب الوطن وحب الفن ليصنعا مزيجا غاية فى الروعة والحماس والتفاؤل.. فقد كانت الندوة فرصة لنا نحن مجموعة مجلة صباح الخير أن نطل على طاقة نور وسط فساد وتلوث وقتامة سادت حياتنا ولاتزال فلن تمحى بجرة قلم، لكن مجموعة مركز الإبداع أعطتنا جميعا شحنة من المشاعر شديدة التفاؤل والنضارة والسطور القادمة نتركها ليعرف كل منهم نفسه وكيف جذبهم المغناطيس الذى يطلق عليه مركز الإبداع. «وطنى حبيبى» كريم شهدى - طب أسنان - يقول: من صغرى وأحب الغناء وعندما التحقت بالجامعة تدربت تحت إشراف أساتذه متخصصين وكنا نغنى أغانى غربية، وقبل التحاقى بمركز الإبداع كنت أستمع كثيرا إلى الأغانى الوطنية ولكنى تعرفت عليها أكثر من خلال الورشة وتأثرت بها أثناء البروفات والحفلات التى قدمناها والتى بلغت خمسين ليلة. أحمد سعيد خريج الأكاديمية البريطانية يقول: كنا جميعا كشباب نبحث عن شخص يأخذ بأيدينا ويأخذنا إلى بر الأمان فتقدمنا إلى ورشة خالد جلال وجميعنا لم نكن نتوقع أننا سنقدم فى النهاية هذا الأداء الجميل خاصة أن عددا كبيرا منا لم يكن لديه موهبة الغناء من الأساس ولكن بعد تدريب متواصل ومجهود كبير من الأستاذ عماد الرشيدى استطعنا جميعا أن نقدم عرضا رائعا. عمرو مسعد خريج حاسب آلى كلية الدراسات المتخصصة يقول: أنا سعيد وفخور بوجودى كواحد من خريجى الدفعة الثالثة بمركز الإبداع فأنا سمعت وغنيت أغانى وطنية كثيرا، ولكن غنائى أغانى وطنية أمام الجمهور وفى هذا التوقيت له شكل ومذاق مختلف، فالأغانى الوطنية تحتاج إلى تدريب مكثف وهذا هو ما فعلناه خلال فترة التدريب وقدمنا من خلاله هذا العرض الذى شاهدتموه ولقى إعجاب الكثيرين. أشرف إسماعيل خريج كلية الحاسب الآلى يقول: علاقتى بالغناء بدأت منذ فترة طويلة فأنا كنت أغنى فى حفلات فى ساقية الصاوى وبعد أن سمعت عن المركز التحقت بقسم التمثيل والغناء فى الدفعة الثالثة وشاركت فى أوبريت «يا أغلى اسم فى الوجود». سلمولى على مصر أشرف وليد خريج الحقوق عين شمس: غنيت فى الجامعة ولم أكن أعلم شيئا عن مركز الإبداع ثم سمعت عنه عن طريق صديقى شادى عبدالسلام الذى شجعنى على التقديم فيه وقبل التقديم ذهبت إلى مشاهدتهم وأعجبت جدا بما يقدمونه فقررت بشكل جدى أن ألتحق به لأنه يعد واحدا من أفضل الأماكن التى استفاد منها العديد من الأشخاص وخرجت مواهب عديدة فهذا المركز يقوم بشحن المواهب ووضعها على الطريق الصحيح والوصول بها إلى هدفها المطلوب. شادى عبدالسلام: أنا حاصل على ليسانس الحقوق جامعة عين شمس ومنذ أن التحقت بالجامعة وأنا أقوم بالتمثيل ولم أكن أعلم عن المركز إلا عن طريق إحدى زميلاتى وذهبت وملأت أستمارة التقديم وبعد فترة فوجئت بهم يتصلون بى فسعدت جدا، وأنا فعلا استفدت بشكل كبير من مشاركتى فى الورشة لأن المركز اهتم بنا كثيرا وعرفنا الجمهور من خلاله ومن خلال عرض غنا للوطن. أما نجوى حمدى فهى طالبة فى الفرقة الرابعة بكلية الآداب قسم اللغة الإسبانية فتقول: شاركت فى العرض فى أوبريت «يا أغلى اسم فى الوجود» وأنا أغنى منذ فترة ولكن كنت بحاجة لمن يوجهنى وهذا ما وجدته فى مركز الإبداع الذى غرس فينا روح الجماعة التى نفتقدها هذه الأيام. مى حمدى حاصلة على ليسانس الآداب جامعة القاهرة تقول: لا أستطيع وصف إحساسى سوى بأننى كنت تائهة وأبحث عن من يدلنى على الطريق فالتحقت بمركز الإبداع الذى يعتبر حلما لأى شاب أو فتاة موهوبين والحمد لله نجحت فى الاختبارات التى كانت على مدار يومين ويوم علمت بقبولى كان أسعد أيام حياتى فعلا وفى المركز تدربت على الغناء والتمثيل واستفدت بكل المقاييس، أما بالنسبة لعرض غناء للوطن وهو نتاج الورشة وأفضل ما فيه أنه نتيجة مشاورات كثيرة ومفاضلات بيننا وبين الأستاذ خالد جلال وعماد الرشيدى لتقديم الأغانى التى تناسبنا جميعا حتى الصولوهات كان رأى الجماعة هو الذى يسود. إبراهيم الشريف - خريج فنون تطبيقية: أنا تقدمت فى الدفعة الثانية وكانت مرحلتين تمثيلا وغناء ولم أوفق فى الاختبارات ولكن أبهرنى عرض الدفعة الثانية وقتها وكانت مسرحية (قهوة سادة) وهذا شجعنى ودفعنى للتقديم فى الدفعة الثالثة ولم أصدق نفسى عندما تم قبولى لأن الاختبارات كانت صعبة جدا ولم أتخيل نفسى وأنا أقف على المسرح وأغنى أغنية يا بلادى خاصة أنها تركت تأثيرا كبيرا على قلوب المصريين. أحمد طارق يحيى - طالب بكلية الإعلام فى الفرقة الرابعة: أنا وصلت إلى مركز الإبداع بعد عدة محطات محاولا من خلالها تحقيق حلمى، فقد مارست أكثر من نشاط حتى كرة القدم لعبتها لفترة ثم التحقت بعد ذلك بورشة خالد جلال، والجديد فى هذه الورشة أن معظمنا دخلوا كممثلين فقط ولم تكن لدينا موهبة فى الغناء ولكننا تعلمنا الغناء فى الورشة وبفضل التشجيع والتدريب استطعنا أن نقدم شيئا جيدا نفخر به ويحسب لنا. الاختيار يتم على ثلاث مراحل الأولى تقدم فيها الموهبة ما تشاء من غناء أو تمثيل أو رقصة، ثم المرحلة الثانية نطلب منهم أن يختاروا بين مشاهد من كلاسيكيات السينما والمسرح أو الغناء والمرحلة الثالثة هى الورشة التى تظل يومين وهى من أصعب المراحل وهى خاصة بقسم التمثيل.. «يا حبايب مصر» أحمد كمال - خريج كلية الهندسة جامعة حلوان قسم ميكانيكا حكى لنا عن طريقه إلى مركز الإبداع فيقول: مركز الإبداع هو المكان الوحيد فى مصر أو الوطن العربى كله الذى يستوعب كثيرا من الفنانين ليخرجوا منه مبدعين بالفعل لأنه يستخلص طاقة الإبداع داخل الشباب وعلق جمال بخيت أنه لاحظ أن الانطباعات على الوجوه أثناء تأدية الأغانى تتوافق مع ما تقوله الأغنية وهنا تكمن عبقرية خالد جلال من خلال تدريباته لهؤلاء الشباب. والمشاهد لعرض «غنا للوطن» سيكتشف أن تغيرات الوجوه تختلف من أغنية إلى أخرى ما بين الابتسامة، أو الحزن، وهذا ما يحدده مسبقا المخرج خالد جلال ويلتزم به الجميع. على الألفى خريج كلية الهندسة جامعة قناة السويس قدم أغنية «يا حبايب مصر» روى لنا مشواره من بورسعيد إلى مركز الإبداع فقال: أنا من مدينة بورسعيد وبدأت فى الغناء مع الفرق الشبابية فى ساقية الصاوى ودار الأوبرا المصرية وعرفت بالمركز عن طريق أصدقائى وشاهدت بعض العروض وانبهرت بجودة عمل هذه الورشة ولكن هناك فرقا شاسعا بين مشاهدة العمل عن بعد والاستمتاع به كمتفرج وبين المشاركة فيه وأن تساهم فى صناعته وخروجه للنور فمن خلال هذه الورشة استطعنا أن نقدم الأغانى التى غناها كبار مطربى الوطن العربى. نديم هشام - طالب بكلية الهندسة المعمارية جامعة المستقبل: أنا كنت أعزف قبل دخولى المركز ولكنى مقتنع بأن الفن عملية شاملة بمعنى أن من يعزف ومن يمثل يستطيع أن يغنى، فقد دخلت المركز كعازف والذى شجعنى صديقى شادى عبدالسلام الذى قال لى «لو عايز تنجح وتوصل فى الفن اشترك فى مركز الإبداع». «صوت الجماهير» شريف عبدالمنعم: أنا حاصل على بكالوريوس التجارة جامعة القاهرة كنت طالبا فى مركز الإبداع بصفة غير رسمية إلا أننى التحقت بعد ذلك بالدفعة الثالثة والشىء الجميل فى الورشة وأكثر ما علقنى بها هو أن المخرج خالد جلال كان يزرع فينا الحب والإخلاص لدرجة أننى استفدت بكل شىء فى هذه الورشة حتى من علاقتى بزملائى وصداقتنا وتخرجت منها كممثل ومطرب وكل هذا من خلال الإعداد النفسى الجيد. إيمان محمد صابر: تخرجت فى كلية التجارة جامعة عين شمس وتقدمت للورشة منذ عام وكنت وقتها أمر بظروف غاية فى الصعوبة، حيث توفت أعز صديقة لى وفى هذه الأثناء وجدتهم يتصلون بى ليخبرونى بقبولى فى المركز فشعرت أن ربنا بيعوضنى و«أخذ منى حاجة وعوضنى بحاجة تانية» وأحب أن أوضح شيئا بخصوص مركز الإبداع فأنت فور دخولك المركز تشعر بارتياح نفسى فأنا أصف المخرج خالد جلال بأنه دكتور نفسى لأنه يخرج كل ما بداخلك من مواهب وأنا حتى الآن لا أصدق النجاح الذى حققته وأحيانا أسأل نفسى هل ما يحدث حقيقة فعلا أم أننى أحلم. ماهر محمود - خريج كلية التجارة جامعة القاهرة يقول: درست إخراجاً مسرحياً وتعرفت على خالد جلال عندما تقابلنا فى مسرح الجامعة ثم مر عام وذهبت إليه وكان وقتها يخرج عرضا مسرحيا فى المسرح القومى وتذكرنى وقتها وشاركت معه بمشهد واحد ثم تقدمت بعدها لمركز الإبداع وأنا على يقين من الاستفادة التى سأحصل عليها لمعرفتى بخالد جلال وأنه من أفضل الأشخاص الذين لديهم رؤية فى اكتشاف المواهب وتوظيفها بشكل صحيح، وأنا أميل للغناء والطرب لأن والدى منشد دينى لم يكن مشهورا، ولكنه من أجمل الأصوات التى سمعتها فى حياتى وقد اعترض على مجال الغناء لأنه كان يتمنى أن أكون مقرئا لأن أسرتى معظمهم أزهريون، ولكن عندما دخلت مركز إبداع شعرت أننى فى مرحلة إعادة صياغة لحياتى ومرحلة جديدة ولعل هذا بسبب روح المكان التى تجعلك تشعر بسحر يجذبك إليه. رباب ناجى: حصلت على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة وكنت أغنى فى حفلات الجامعة وقبل التحاقى بالمركز كنت أذهب إليه مع أصدقائى المشتركين فيه وكنت أشاهدهم أثناء البروفات والطريف فى قصتى أننى تقدمت للفرقة عن طريق صديقة لى وأنا نجحت فى الاختبارات وهى رسبت ومنذ أن بدأت وجدت أن المكان به سحر غريب لدرجة أننى أتمنى أن استمر فيه تعلمت أشياء كثيرة لم أجدها فى مكان آخر شاركت فى العرض بأغنية «سلمولى على مصر» صولو وكذلك أوبريت الجيل الصاعد. عمرو بدير: أنا خريج كلية التجارة وشاركت فى كثير من عروض الورشة وانبهرت بها منذ اللحظة الأولى فقررت أن أتقدم وألتحق بمركز الإبداع واختبرت فى الغناء ونجحت ولكن كان لدى رغبة فى التمثيل وأخبرت خالد جلال بهذا فقال لى لقد حجزت لنفسك حجرة فى المكان وفعلا فى الورشة تعلمنا الغناء والتمثيل والرقص ونستطيع أن نقوم بكل شىء. «يابلادى» سارة مجدى طالبة بالفرقة الثالثة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تقول: بدأت من الجامعة من خلال الدكتور طارق مهران وكنت ماهرة فى الغناء الغربى وكنت أود تأديته إلا أن الورشة وجهتنى إلى الغناء العربى الشرقى وكان صعبا جدا بالنسبة لى ولكن الحمد لله قدمت أداء جيدا ووفقت فيه. إسراء محمد خريجة الأكاديمية البحرية: كنت أبحث على من يدلنى لتنمية موهبتى فسمعت عن مركز الإبداع وتقدمت للاختبارات خاصة التمثيل لاننى أحبه كثيرا ونجحت فى الاختبارات ومن المواهب التى أضيفت لى فى المركز وتعلمتها هى الغناء فأنا لم أكن أتخيل أننى قد أغنى فى يوم من الأيام وكان هذا من الأشياء الجديدة علىّ. سارة أحمد سلامة طالبة بمعهد الباليه الفرقة الثانية: أحب التمثيل منذ صغرى وذلك عن طريق والدى الفنان أحمد سلامة فهو الذى شجعنى وبخلاف ذلك فأنا كنت مع خالد جلال من البداية وانشغلت بالدراسة ولم أكن أعلم بالمركز إلا عن طريق والدى فهو الذى طلب منى الالتحاق بمركز الإبداع ونجحت فى كل الاختبارات. ثائر الصيرفى: أنا طالب فى كلية فنون قسم التمثيل وأعزف على آلة التشيللو دخلت المركز عن طريق اختبارات التمثيل وكان أمامنا عدة مشاهد نختار منها وقمت بتأدية أحدها أما اختبار الغناء فكنت أشعر بالخوف منه لأننى لم أغن من قبل فقررت أن يكون هناك عزف تشيللو فى الأغنية التى عزفتها وهى يا بلادى. وفى الورشة تجد فريق أطفال وفريقا للكبار وهناك كذلك من يصعد من الفريق الأول إلى الثانى أو الكبار. ألحان المهدى وهى تعد أصغر عضو فى الورشة تقول: أنا طالبة فى الصف الأول الثانوى وتقدمت للمركز لأنى مقتعنة جدا بالموهبة التى بداخلى ورغم أنه أحيانا تكون هناك أصوات جيدة ولكن الناس لا تتقبلها إلا أننى كنت أشعر أننى سأقدم شيئا جميلا ومختلفا وسيعجب الجمهور. قال معظم من سبقوا أن الورشة النهائية هى من أصعب المراحل وتستمر ليومين وعن ماذا يحدث بها جاءت إجابة المخرج خالد جلال: المرحلة العملية وهى أصعب مرحلة وخلالها يتم التدريب تحت إشراف مجموعة من أساتذة المواد مثل محمد شفيق، محمد مصطفى ودكتورة نجاة على. إما الدعوة الأولى للآختيار فكانت فى الدفعة الأولى فقط من خلال الملصقات فى الكثير من المؤسسات كالجامعات والمدارس والأوبرا وغيرها من المراكز الثقافية وبعد النجاح الكبير الذى حققته الورشة على مدار الدفعتين السابقتين أصبح الشباب هو من يبحث عنا وذلك ظهر من خلال كثرة أعداد المتقدمين الذين يتدفقون على المركز وهذا يثبت أن النجاح والتميز هو خير إعلان عن العمل الجيد. وعن الأسس التى يتم بناء عليها اختيار المواهب المشاركة فى العرض يقول خالد جلال: عدد الطلاب الموجودين فى قسم التمثيل 160 طالبا وطالبة مقسمين إلى قسمين 80 منهم أساسيون يتدربون بشكل يومى مكثف والقسم الثانى يتدرب مرة واحدة أسبوعيا ونستعين بهم فى العروض ونصعد المتميزين منهم للفريق الأساسى والعكس صحيح إذا كان هناك عدم التزام من أعضاء الفرقة الأساسيين نستبعدهم، أما عن أسلوب ونظام العمل فى الورشة فنحن نتدرب على كل شىء فى الورشة سواء التمثيل أو الغناء وما يميز أداءنا وطريقة عملنا التفكير الجماعى من خلال أقتراحات كل الأشخاص المشاركين، وفى العرض «غنا للوطن» كنا فى حاجة لحشد حب الناس وخاصة بعد بعض الأحداث التى ولدت حالات للفتن وإراقة الدماء فقررنا أن نحشد الناس تحت علم واحد حتى يبتعدوا عن الانقسامات والفتن واخترنا الأغانى الوطنية لأننا نعلم أنها الأقرب إليهم. إذن من الذى قام باختيار الأغانى؟ - خالد جلال: الأولاد هم الذين اختاروا الأغنيات خاصة أنها ستقربهم إلى المواطن العادى والميزة أننا جميعا من مجتمعات ومستويات مختلفة سواء فكريا أو ثقافيا وهذا ما جعلنا نأخذ وقتا طويلا فى اختيار الأغانى الوطنية التى لها تاريخها المعروف لدى الشعب المصرى وتعددت الاختيارات إلى 30 أغنية وتم اختصارها إلى15 أغنية تم التدريب عليهما لتقديم أفضل ما لدينا والمشاهد لحفل «غنا للوطن» سيكتشف المجهود الكبير بهذا العرض سواء فى تدريب الصولوهات أو الغناء الجماعى. متى بدأتم البروفات فى ظل الظروف الصعبة التى كانت تمر بها البلاد؟ - خالد جلال: بدأنا البروفات بعد انتهاء حظر التجوال بيوم واحد حيث وجدت الشباب يتصلون بى ويقولون إنهم يريدون استكمال البروفات خاصة أننا أجلناها طوال فترة الثورة بسبب حظر التجول وصعوبة التنقل وبسبب أن معظم الشباب كان يشارك فى الميدان فكان من الصعب أن نلتقى بشكل يومى وبعد العودة بدأنا فى التجهيز لحفل (غنا للوطن). تدرسون الغناء والتمثيل والآداء الحركى، ماذا عن اللغة العربية؟ - خالد جلال: داخل المركز يتعلم الشباب كل شىء حتى اللغة العربية فالدكتورة نجاة على تقوم بتدريبهم على اللغة العربية والإلقاء، وأنا أذكر فى الدفعة الأولى كانت لدينا موهبة اسمها «سها القاسمى» وكانت لاتتحدث كلمة واحدة بالعربية حتى فى المنزل، ولكنها لديها مهارات فى الغناء الغربى ولكنها تعلمت العربية على يد د.نجاة وحصلت بعدها على أفضل موهبة فى قصيدة بوردة البوصيرى، ولم نكن نتوقع هذا لأنها من أصعب القصائد وذلك يرجع إلى أن لدينا ورشة للطفل تهيئ الموهبة، فمنذ ثلاث سنوات كانت لدينا ورشة للطفل وتم تصعيد مجموعة منهم لاستديو أكبر لأننا شعرنا أن لديهم موهبة ومهارة فتم تصعيدهم. لماذا لم يسافر هذا العرض لمحافظات مصر ليستمتع به الجمهور فى جميع المحافظات؟ - خالد جلال: بالفعل هناك خطة فى المرحلة القادمة لتصدير العرض لأكثر من محافظة بعد أن تلقينا عدة دعوات لتقديم العرض فى مكتبة الإسكندرية ودار الأوبرا مثلا. هل هناك تشابه بين ثورة يناير وثورة يوليو؟ - خالد جلال: التشابه ليس فى أحداث كل منهما ولكن فى كل منهما المحبوبة واحدة وهى - مصر - وطننا وفى الحالتين الحب كان الدافع وراء الثورتين حب نقى، ودائما ما كنا نسعى إلى شىء يلم شملنا ويجمعنا على حبها ولم يكن يحدث هذا إلا فى مباريات كرة القدم ولكننا اجتمعنا فى النهاية وتكاتفنا لنقدم لها أفضل ما لدينا. كيف يستطيع المستمع العادى التفرقة بين الأغانى الجيدة والأغانى الرديئة حيث إن عرض «غنا للوطن» أثبت أن الجمهور لم يتلون رغم الهجمات الشرسة من القبح التى مر بها. - قال د.عماد الرشيدى: ثورة 23 يوليو كانت أغانيها أصلية نابعة من القلب مثل أغنية يا بلادى فى ثورة25 يناير فهى من أروع ما غنى عن ثورة يناير وهذا ما أكده كل المستمعين وهذا ما يؤكد أن الجيد فقط هو الذى يستمر عبر السنين ولا يموت. متى تعتقد الوقت الذى يمكن أن يسود فيه الفن الجيد؟ مازال الحديث للمايسترو عماد الرشيدى: على مدار الثلاثين عاما المقبلة سيكون مركز الإبداع أحد أهم الأماكن التى يقدم فيها الفن الجميل سواء فى ظل الثورة أو بعدها. وهنا يتدخل أحد الشباب وهو أشرف إسماعيل قائلا: طوال الوقت كان هناك فساد سياسى واجتماعى كذلك كان هناك فساد فنى ومحاولات لإفساد أذواق الناس وذلك لمصلحة أشخاص بعينهم، ولكن الوقت قد حان لكى يقوم الفنانون الحقيقيون بتغيير هذا النمط من خلال التزامهم بتقديم الفن الجيد. للزميلة كاميليا عتريس تجربة مع خالد جلال عندما عاد من أمريكا وكاد أن يصيبه الإحباط قالت: نريد أن نعرف تجربة خالد جلال منذ رجوعه من أمريكا؟ - خالد جلال: أنا قضيت عامين فى إيطاليا وتوليت مسرح الشباب وكان عمرى وقتها 29 عاما وكنت أصغر من تولى المسرح ولم يكن هناك دار عرض ولا جمهور وكان يقدم مسرحيات شبه تجارية، وبدأت عام 1997 فى مركز رياضة الموهوبين. وكان يسمى مسرح الشباب وبعد سنتين حصلنا على الجائزة الأولى فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح وسط مشاركة38 دولة، رغم أن شبابنا كانوا هواة، حيث قدموا عرضا مع المخرج الشاب محمد شفيق الذى كان يعمل فى مجال الرقص الحديث وكان سببا كبيرا فى الحصول على الجائزة الأولى وبعد هذه الجائزة كان لدى شعور أن المشاريع فى المرحلةالقادمة ستكون أفضل لأنى سأستمر فى البحث عن المواهب والكشف عنها، وهذا ما حدث معى وأنا فى الجامعة عندما احتضنتنى الأستاذة نهاد صليحة وكان لها دور كبير فى إقناع أسرتى أن أكمل فى مهنة الإخراج لأنهم كانوا يتمنون أن أعمل كمهندس أو محاسب، وكان هذا حافزا لى فيما بعد لأحاول الكشف عن المواهب. ويبقي قضية غاية في الأهمية وهي من هم المؤلفين والملحنين الأساسيين لتلك الأغانى وخاصة أن بعض الحضور من الشباب استمع إلي أغاني قديمة وكأنها صنعت خصيصا لثورة 25 يناير، وقد أثار هذه القضية المهمة الشاعر جمال بخيت لذلك وجب التنويه عن أسماء مؤلفي وملحني بعض الأغانى، من الجدول المرفق . انتهت الندوة وتركنا فريق مركز ابداع لينتشروا فى أرجاء مصر منهم من يغنى فقط للفريق ومنهم من كون فريقا خاصا به مثل على الالفى وشادى عبدالسلام ومنهم من يغنى ضمن فرق أخرى إلا أنه لا شك أن أثرهم باقى بداخلنا لفترة طويلة وسيبقى عرض غنا للوطن من علامات الثورة ومركز إبداع.