قالت نشطة بارزة في مجال حقوق الانسان ان القوات السورية قتلت 11 مدنيا على الاقل وأصابت عشرات اخرين اليوم الاحد في حملة عسكرية اخذة في الاتساع في وسط سوريا لاخماد احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وقال سكان ان دبابات تدعمها قوات اطلقت نيران البنادق الالية في بلدتي تلبيسة والرستن وعدة قرى قرب مدينة حمص. وتلك احدث مراكز سكنية تتعرض لهجوم من الجيش منذ بدء حملة عسكرية لسحق المعارضة لحكم الاسد في نهاية الشهر الماضي في جنوب سوريا مهد الانتفاضة التي بدأت قبل عشرة اسابيع. وقالت المحامية في مجال حقوق الانسان رزان زيتوني بالتليفون من دمشق ان عمليات القتل تلك وقعت في بلدتي تلبيسة والرستن في ريف حمص وحولهما. وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان لديه اسماء ثمانية مدنيين من القتلى. وقال احد سكان مدينة تلبيسةالتي يقطنها60 ألف نسمة عبر الهاتف ان الجنود الان في كل مكان في تلبيسة.انهم يقتحمون المنازل ويعتقلون الناس. وسمع صوت اطلاق النار في الخلفية. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ان اربعة من افراد قوات الامن قتلوا في تلبيسة اثناء مطاردة جماعات ارهابية مسلحة لاعتقالها وتقديمها الى العدالة. وتقع تلبيسة على بعد عشرة كيلومترات شمالي حمص ثالث اكبر مدن سوريا حيث قصفت دبابات حيا رئيسيا في وقت سابق من الشهر الجاري. وبدأت قوات الجيش في احتلال الميدان الرئيسي في حمص لمنع تكرار مشاهد مشابهة لما حدث في مصر وتونس واليمن عندما تظاهر عشرات الالاف للمطالبة بالاصلاح. ويصعب التأكد بشكل مستقل من روايات الشهود عن العنف في سوريا بالاضافة الى الروايات الرسمية لان الحكومة منعت معظم وسائل الاعلام الدولية من دخول البلاد قبل فترة غير طويلة من بدء القلاقل في مارس اذار. وقال شاهد اخر في الرستن الى الشمال ان المركز الطبي الرئيسي للرستن مكتظ بالجرحى وما من سبيل لنقلهم الى مستشفى بسبب اطلاق الدبابات النار بكثافة. واضاف الشاهد وهو محام امتنع عن ذكر اسمه خشية التعرض لانتقام هذا محض انتقام. وتقع الرستن في منطقة زراعية على الطريق الرئيسي السريع في الشمال الممتد بين دمشق وحلب ثاني اكبر المدن السورية. وقال المحامي ان الانترنت وامدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الارضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قطعت في خطوة يستخدمها الجيش في العادة قبل اقتحام المدن. واستمرت الاحتجاجات في سوريا رغم القوة المتزايدة المستخدمة للقضاء على المظاهرات التي بدأت بالمطالبة باصلاحات سياسية وانهاء الفساد لكنها تطالب الان بالاطاحة بالاسد. ورد الرئيس على الاحتجاجات المتزايدة والتي تمثل اكبر تحد لحكمه بتكثيف حملة القمع العسكرية التي أسفرت عن مقتل المئات. كما أن الاسد 45عاما رفع حالة الطواريء ووعد باجراء اصلاحات تقول المعارضة انها لم تغير من طبيعة سوريا التي يحظر فيها حزب البعث الحاكم كل أشكال المعارضة والحريات السياسية منذ عام 1963. وتقدر جماعات لحقوق الانسان أن قوات الامن والجيش ومسلحين موالين للاسد قتلوا ألف مدني على الاقل خلال الاسابيع العشرة المنصرمة. وتقول ان عشرة الاف شخص ألقي القبض عليهم وكانت ممارسات مثل الضرب والتعذيب منتشرة. وتلقي السلطات باللوم على عصابات مسلحة واسلاميين وعملاء أجانب في العنف وتقول ان 120 فردا من الجيش والشرطة على الاقل قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار. ويقول نشطاء ان الشرطة السرية قتلت العشرات من الجنود لرفضهم اطلاق النار على المدنيين. وفي بلدة دير الزور بشرق البلاد قال شاهد ان رجلا واحدا على الاقل أصيب امس السبت عندما فتحت قوات الامن السورية النار لتفرقة مظاهرات ليلية. وقال الشاهد وهو من سكان المدينة في مكالمة هاتفية كنت أسمع أصوات الاعيرة النارية والمحتجين وهم يتهفون الشعب يريد اسقاط النظام في الوقت ذاته. ونظمت مظاهرات كل ليلة في دير الزور ومدن وبلدات أخرى للتحايل على الاجراءات الامنية التي تم تشديدها في الاسابيع القليلة الماضية بعد أن زاد المتظاهرون من أعدادهم ونشرت الدبابات داخل المدن وحولها. وقال مدافعون عن حقوق الانسان ان تجمعا حاشدا ليليا نظم أمس في بلدة بنش بمحافظة ادلب بشمال شرق البلاد احتجاجا على اعتقالات تمت يوم الجمعة. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان قوات الامن قتلت بالرصاص 12 متظاهرا يوم الجمعة خلال احتجاجات في 91 موقعا في أنحاء سوريا. وقالت المنظمة في بيان ان السلطات السورية تستمر في استعمال القوة المفرطة والعنف لتفريق التجمعات السلمية لمواطنين سوريين عزل في عدد من المحافظات والمدن السورية مما أدى لوقوع عدد من الضحايا قتلى وجرحى في عدة مناطق ومدن سورية خلال اليومين الماضيين رغم الاعلان عن الغاء حالة الطوارئ.