بدأت الاثنين فى ولاية جنوب كردفان - أرض الجبال - انتخابات تكميلية ، يتنافس على منصب الوالى فيها ثلاثة مرشحين هم والى الولاية الحالى أحمد محمد هارون عن (المؤتمر الوطنى) ونائبه عن (الحركة الشعبية) الفريق عبد العزيز آدم الحلو إضافة للمرشح المستقل والمحتجز رهن الإقامة الجبرية بجوبا عاصمة جنوب السودان اللواء تلفون كوكو. كما يتنافس 126 مرشحا على مقاعد الدوائر الجغرافية للمجلس التشريعى بالولاية إلى جانب 70 مقعدا للمرأة و56 اخرين لقوائم الأحزاب وثلاثة مستقلين. وقد سيطرت قضية أبيى والمشورة الشعبية على البرامج الانتخابية للمتنافسين على منصب الوالى (أحمد هارون وعبدالعزيز الحلو) مع اختلاف الوسيلة وآلية التنفيذ ، بجانب إرساء الأمن والاستقرار فى ولاية جنوب كردفان. فى المقابل ، استخدم مرشح الوطنى لذات المنصب أحمد هارون موقف المسيرية من أزمة أبيى مدخلا ووعد بوقوفه خلف قضاياهم, قبل أن يسبقه الرئيس السودانى عمر البشير بالوعد بإعادة ولاية غرب كردفان بعد انتهاء الأسباب التى أدت إلى دمجها مع ولاية جنوب كردفان. ومن المقرر ان تستمر مرحلة الاقتراع لهذه الانتخابات - التى يبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم ممارسة عملية الاقتراع فيها 642 ألفا و330 ناخبا - الى الأربعاء المقبل لتبدأ مرحلة فرز وعد الأصوات الخميس التالى مباشرة لآخر أيام التصويت ، بحيث يتم إعلان النتائج النهائية الأحد الثامن من مايو الجارى بعد اعتمادها بصفة نهائية من قبل المفوضية القومية للانتخابات. وتعتبرانتخابات ولاية جنوب كردفان - وكما هو الحال فى ولاية النيل الأزرق أيضا مصيرية ومفصلية بالنسبة لهما لما يترتب عليها من ممارسة استحقاق ما يعرف ب "المشورة الشعبية" والتى تعتبر المحطة الأخيرة فى مجال تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. و"المشورة الشعبية" للولايتين هى إحدى القضايا العالقة بين شريكى السلام ، ويفترض أن يتم حلها خلال الفترة الانتقالية التى تنتهى فى 9 يوليو المقبل. ولا يعنى قانون المشورة استفتاء مواطنى الولايتين لتقرير مصيرهم كما هو الحال بالنسبة لمنطقة أبيى بل أخذ رأى التشريعيين حول مدى تنفيذ البروتوكلات الخاصة بهما ، وهى بهذا المفهوم تمكن من مراجعة اتفاقية السلام وتكملة النقص فيها متى ما قدر أن هناك نقصا. وتعتبر الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى من أكثر الأحزاب التى نالت قدرا كبيرا من الحشد والتعبئة السياسية بمحليات الولاية المختلفة ، وذلك من خلال الاهتمام الكبير من القيادة العليا للحزبين دعما وإسنادا لمرشحيهما على المستويات المختلفة. ويقول رئيس اللجنة العليا للانتخابات بجنوب كردفان محمد إدريس "إن عدد المراقبين الدوليين للانتخابات التكميلية بالولاية بلغ 77 مراقبا ، منهم 37 من مركز كارتر و40 لسفارات الدول المختلفة ، بجانب مجموعة كبيرة من المراقبين المحليين. وتعهدت اللجنة بتقديم التسهيلات للمراقبين للقيام بمهامهم على أكمل وجه ، مؤكدة حرصها على إجراء انتخابات حرة ونزيهة بدون عوائق أو مشكلات.