في الوقت الذي يحتاج فيه العالم للتذكير بأهمية تطهير الاراضى من مخلفات الحرب باعتباره عملا ينقذ الارواح ، تأتى احتفالية دول العالم الاثنين باليوم الدولى للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة فى مكافحتها . وبهذه المناسبة ، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون رسالة ذكر فيها أن إزالة الألغام تمنع هذا السلاح العشوائى من مواصلة إلحاق الضرر والدمار بعد مدة طويلة من انتهاء النزاعات وتهيىء أيضا فى الوقت نفسه فرص العمل بتحويل المناطق الخطيرة لأرض منتجة ووضع المجتمعات فى طريق إرساء الأمن الدائم. وأشار "مون" إلى أنه فى عام 2010 استفاد مئات الآلاف من الناس من برامج الأممالمتحدة للتوعية بخطر الألغام التى جنبت الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية الوقوع فى المآسى ، وفى أفغانستان فقط عمل 14 ألفا و400 شخص فى قطاع الإجراءات المتعلقة بالألغام وساعدوا فى تدمير أكثر من مليون من مخلفات الحرب من المتفجرات. ورغم ما أحرزته الإجراءات المتعلقة بالألغام من نجاحات عديدة ، فهى تعانى من نقص فى التمويل ، ومشاريع عام 2011 فى هذا المجال لم تضمن توفير سوى حوالى ربع الموارد اللازمة لتنفيذها، مما أسفر عن عجز فى التمويل يبلغ 367 مليون دولار. و مع ضخامة هذا المبلغ، فإن مزايا إزالة مخاطر المتفجرات والتثقيف فى مجال خطر الألغام وإعانة الناجين ومساعدة المجتمعات المحلية تفوق التكاليف المحتملة بكثير. يأتى ذلك في الوقت الذي تسعى فيه وكالات الأممالمتحدة الإنمائية جاهدة إلى ربط الإجراءات المتعلقة بالألغام بخطط إنمائية أوسع نطاقا من أجل النهوض بالإنتاج الزراعى وتعزيز الهياكل الأساسية وتحسين امدادات المياه وتوفير خدمات تعليمية وصحية أفضل، خاصة وأن جميع هذه العناصر أساسية لبلوغ الأهداف الانمائية للألفية. ودعا "مون" إلى الانضمام العالمى إلى هذه المعاهدات المهمة وإلى زيادة دعم التوعية بخطر الألغام وبالإجراءات المتعلقة بها ، وإلى تضامن عالمى أكبر لدعم هذا العنصر المهم فى مسيرة الأممالمتحدة نحو بناء عالم أكثر أمنا ورخاء لأجل الجميع. يشار الى ان الدول الاطراف في معاهدة حظر الألغام يبلغ عددها 156 دولة ، والدول التى صادقت على اتفاقية القنابل العنقودية يصل عددها الى 55 دولة اما الدول التى صادقت على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة فيبلغ عددها 99 دولة.