حذرت صحيفة "الدستور" الأردنية من أن القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة خطيرة تقودها واشنطن بهدف تكريس الأمر الواقع وتكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي لإجهاض حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقالت الصحيفة , في افتتاحيتها اليوم "الثلاثاء" فيما الامة كلها من الماء الى الماء مشدودة الاعصاب ، تراقب بحذر ووجل ما يجري في الاقطار العربية الشقيقة ، وبالذات في ليبيا واليمن. نجد ان العدو الصهيوني مشغول برفع وتيرة الاستيطان ، واجراءات التهويد ، وجرائم التطهير العرقي ، الى جانب استمرار العدوان على قطاع غزة ، والذي اصبح عدوانا يوميا يوقع العديد من القتلى والجرحى. ان قراءة المشهد التراجيدي الفلسطيني. وبكل تفاصيله ، يؤكد ان العدو استغل انشغال العالم العربي بالقرارات الشعبية ، وتداعياتها الخطيرة ، وقام بتكثيف الاستيطان ، وفق برنامج محدد يقوم على اجهاض حلم الدولة الفلسطينية ، من خلال مصادرة مساحات واسعة من الاراضي ، واقامة المستعمرات ، وشق الطرق الالتفافية ، ما ادى ويؤدي الى تحويل الارض المحتلة الى مجموعة من الجزر والكانتونات المعزولة عن بعضها البعض على غرار نموذج "الابرتهايد" في جنوب افريقيا خلال العهد البائد ، وهذا في حد ذاته ، يعني عمليا استحالة اقامة دولة فلسطينية ، متصلة جغرافيا ، الى جانب تكثيف اجراءات تهويد القدس العربية ، وفق برنامج محدد ، أقصاه 2020 ، حيث تم الاستيلاء على اكثر من %80 من الاراضي العربية ، الى جانب الاستمرار في هدم المنازل العربية في حي الشيخ جراح ، لاقامة مستعمرة صهيونية وفي حي البستان لاقامة حديقة "الملك داوود" التوراتية ، وهدم القصور الاموية ، لتوسيع حائط البراق ، ومد جسر حديدي يوصله بباب المغاربة ، رغم اعتراض "اليونسكو" ما يسمح لرعاع المستوطنين باقتحام المسجد الاقصى متى شاءوا ، الى جانب مواصلة حفر الانفاق تحت المسجد ، وتجريف مقبرة "مأمن الله" الاسلامية.. لاقامة متحف اسرائيلي. ان خطورة ما يجري تأتي في ظل غياب دولي ، وعجز عربي ، ودعم امريكي موصول وتواطؤ من "الرباعية" وممثلها توني بلير ، صديق رئيس وزراء العدو ، حيث لم تقم هذه اللجنة ، باية جهود او مساع لاخراج العملية السلمية من النفق الذي وصلت اليه ، بفعل العدوان الصهيوني المستمر استيطانا وتهويدا و جرائم تطهير عرقي ، ما يؤكد ان القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة خطيرة ، تقودها واشنطن ، هدفها تكريس الامر الواقع ونعني تكثيف الاستيطان ومصادرة الاراضي ، لاجهاض الحلم الفلسطيني. مجمل القول: لم يعد من نافلة القول ان العدو الصهيوني ماضْ في تنفيذ خططه ، ومخططاته واهدافه العدوانية التوسعية ، وانه يستغل المستجدات والمتغيرات التي تعصف بالمنطقة حيث انظار الامة كلها مشدودة الى هذه التغييرات ، وتداعياتها الخطيرة ، فقام بتكثيف الاستيطان ومصادرة الاراضي وتحويل الارض المحتلة الى جزر معزولة ، يصعب معها اقامة دولة فلسطينية متصلة الاطراف ، بدعم واسناد من واشنطن ، ما يفرض على الامة الخروج من الارتهان للواقع.