انتقدت صحيفة "الدستور" الأردنية جرائم التطهير العرقي الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة، وتكثيف النشاطات الاستيطانية، وتصعيد إجراءات التضييق، لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة، من خلال إقامة المتاريس والحواجز الحديدية على بوابات المدينة القديمة، وفرض إجراءات أمنية مشددة على المداخل الرئيسية للمدينة المقدسة، ما حولها إلى ثكنة عسكرية. وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، اليوم الأحد، "إنه قد بات واضحا أن إسرائيل تستغل الأوضاع العربية والمستجدات والتطورات الأخيرة في تونس ومصر، خاصة وأن أنظار العالم كله تتجه إلى البلدين لمراقبة التطورات في أعقاب تنحية الرئيس السابق حسني مبارك، وتسلم الجيش مقاليد الأمور، وأيضا هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، حيث سيطرت هذه التطورات على المسرح العربي والدولي بأكمله، والذي لم يصح بعد من المفاجأة لسرعة الأحداث وخطورة تداعياتها على المنطقة والعالم، وخاصة في مصر لما تملكه من موقع وتأثير في القضايا العربية والإقليمية والدولية. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل استغلت أيضا فشل المفاوضات والدور الأمريكي المتواطئ مع عصابات الاحتلال، وموقف "الرباعية" غير الجاد، والذي تجلى في بيانها الأخير بعدم إدانة الاستيطان الإسرائيلي والمطالبة بوقفه، بوصفه العقبة الكبرى التي أجهضت المفاوضات، إضافة إلى كونه يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وشرعة حقوق الإنسان، ومعاهدة جنيف الرابعة التي تحظر إجراء أي تغيير على ديموجرافية وجغرافية الأرض المحتلة. وأضافت "أن كل ذلك شجع إسرائيل على رفع وتيرة عدوانها المستمر على الأرض الفلسطينية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبصورة هستيرية تؤكد إصراره على تنفيذ خططه ومخططاته التهويدية وفق سقف زمني محدد بعام 2020". ونبهت الصحيفة إلى أن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة القدس، تشهد عدوانا صهيونيا لا مثيل له، من حيث رفع وتيرة الاستيطان، وجرائم التطهير العرقي، والاعتداء على المقدسات، ما يفرض على الأمة كلها أن تتخذ موقفا فاعلا وحاسما لمواجهة هذا العدوان الآثم.