لقد دقت الحرب أوزارها، وعلينا أن نغير سلوكنا، فلم يعد عندنا ترف إهدار الوقت أكثر من ذلك، وعلينا أن ندرك أننا نحارب الآن علي 3 جبهات في وقت واحد. رغم يقيني بخطورة البدء في عمليات عسكريه ضد أهداف في دول أخري، إلا أن الأمر هذه المرة لم يكن ممكناً أن يمر دون إجراء سريع ومباشر وقوي. ولو لم تكن القوات الجويه قد وجهت ضرباتها في عمق مواقع داعش في منطقه درنه الليبيه، لكان المصريون قد أصيبوا بأسوأ موجه إحباط علي مدي السنوات الخمسين الماضيه. فلم يكن هناك من يحتمل مشهد ذبح 21 مصرياً بهذا المشهد الخسيس الخالي من أي مشاعر إنسانيه. وما أتعجب منه هو ذلك الهدوء من جانب الارهابيين، وكأنهم ليسوا أدميين، وكأنهم يقومون بتمثيل فيلم سنيمائي لكل حركه منه وقتها المحسوب بدقه. بل أن التصوير تم من عدة زوايا باحتراف شديد يستهدف توصيل رساله الارهاب لأكبر عدد ممكن من المتلقين. وذلك بواسطه مخرج محترف وطاقم تصوير مدرب كما بدا من الفيلم. وقد كنا نتحدث سنوات طويله حول الحرب ضد الإرهاب، وقد بدأت جماعات الكفر والتطرف في شن هجمات باسم الدين الإسلامي لا لهدف إلا لتشويه هذا الدين. ودعمتهم قوي غربيه كانت تري أن تفتيت العالم العربي والإسلامي لابد أن يبدأ من داخله، فزادت حدة التطرف والارهاب حتي أصبحت لها قوة جيوش نظاميه، ولقوا الدعم الإعلامي من قنوات تنتمي للعالم العربي والإسلامي مثل الجزيرة القطريه لضرب الوحدة العربيه والإسلاميه، فتحولت الحرب إلي مأساه حقيقية.. وهي حرب بدأت بقوة هذا الأسبوع ونجح الاستفزاز في إجبار مصر علي استخدام قواتنا العسكريه لتدخل طرفاً مباشراً في هذه الحرب.. ولا أتوقع أن تتوقف هذه الحرب سريعاً، ولكنها ستمتد، والغلبه فيها لمن يملك النفس الأطول. وطالما أنها حرب لابد أن نعرف فيها من العدو ومن الصديق. ولايمكن أن نكون وسط حرب كهذه ونترك المجتمع عرضة للإنشقاق والتباين، فلا انتصار إلا بتماسك وطني غير قابل للتفتيت. وطالما أنها حرب ممتده وليست مجرد عمليه حربيه، فعلينا أن نبادر بفضح الممارسات القطريه التي تقمصت دورا مساندا للعدو الارهابي وهنا يجب العمل علي عزل تلك الدوله عن المجتمع العربي حتي لايؤثر خبثها علي هذا المجتمع، فهي دوله تمول الارهاب. وما إن غاب الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين السابق عن الدنيا حتي عادت لنفس ممارساتها الخبيثه حتي قبل دفنه ولم تحترم تعهداتها التي إلتزمت بها حرجاً من الملك الاصل، وعلينا أن نواجه العرب بالحقيقه، فالحرب ضد الإرهاب هي حرب وجود وليست معركه مصالح. فإن لم يتحد العرب في هذه الحرب سوف ينتهي العرب ويتفتتوا كغرباء في أراضيهم. وليس هذا وقت الهزل ولكن وقت القرار. ومن لم يقرأ الخريطه جيداً عليه أن يعيد النظر فيها ليري كيف تفتت العالم العربي وضاعت هويته، وتمكنت قوي الشر والتطرف من السيطرة علي نسبه كبيرة من أراضيه، ولن ينجو أحد من العرب إذا خسرنا هذه الجوله.. إن من شاهد فيديو ذبح المصريين سوف يلفت نظره بنية هؤلاء الإرهابيين العسكريه القويه وتلك الساعات الثمينه التي يرتدونها ونوعية التصوير المكلف الذي يستخدمونه وتلك الملابس البرتقاليه التي يصرون علي تصوير الضحايا وهم يرتدونها وهي تشبه إلي حد كبير ملابس سجناء جوانتانامو، ويتأكد أن هناك من يمول هذه الجماعات بدقه، وقد تكون " داعش " كلها مجرد خدعه لننخرط في حرب ضد إرهاب غير محدد المكان ولا الهويه. ومصر الآن محاطة بالارهاب من كل جانب، وهناك إرهابيون يعيشون في وسط الدولة المصرية يلهون المصريين بالقنابل والعبوات الناسفه في كل وقت. لإيهم هنا كم من الأرواح تزهق، أو من هم الذينةيلقون حتفهم. المهم أن تضيع الدوله ككل. ولكن الآن هو وقت التصدي والمواجهة. لقد دقت الحرب أوزارها، وعلينا أن نغير سلوكنا، فلم يعد عندنا ترف إهدار الوقت أكثر من ذلك، وعلينا أن ندرك أننا نحارب الآن علي 3 جبهات في وقت واحد، فالجبهه الشماليه الشرقيه في سيناء مفتوحه للإرهاب، وكذلك الجبهه الغربيه، والأهم ما يحدث في الجبهه الداخليه، وقد نفاجأ بأن الجبهه الجنوبية قد فتحت عند الحاجة لمزيد من الضغط علي مصر. كما أن هذه الحرب لاتحركها قوة واحدة، ولكن هناك قوي دولية وأجهزة عالمية تحركها بشكل واضح وهذه الحرب ليست موجهة ضد مصر وحدها وبالتالي فأن مواجهتها تحتاج تكاتفا عربيا علي الأقل لمواجهته فالجميع في المنطقه خاسر إن لم يحدث هذا التكاتف ولولم يحدث هذا التكاتف في القمه العربيه القادمه فلابد من إلغائها أفضل نقلا عن جريدة الأخبار