أولا: ماذا نعني بالموجة الثالثة من الاسلاموفوبيا ؟! أقصد بالموجة الثالثة من الاسلاموفوبيا ما نشاهده اليوم علي أرض الواقع من وقوف التيارات المتطرفة والارهابية علي مربعات معادية والدخول في تنفيذ تفتيت المنطقة جغرافيا و سياسيا. الموجة الأولي والثانية سعت من خلالها تلك الدوائر المعادية لاستخدام منظومة الاسلاموفوبيا وركزت علي الاعلام والكتب المدرسية والأفلام التي تهدف الي الاساءه إلي الاسلام وترديف كلمات مسلم, عربي, ارهابي بشكل فيه كثير من الافتراء والظلم والعبث بجينات ادراك القارئ أو المشاهد عبر العالم, والموجه الثالثة تنتقل من مرحلة زرع الادراك الذي كان يقبله المتلقي أو لا يقبله عبر العالم بهذا الترديف المصنع بدقه لكلمات عربي, مسلم, ارهابي باستغلال تصرفات محددة خاطئة أو مشجع عليها من العالم العربي الاسلامي علي أيدي حفنة من المتطرفين دينيا وعلمانيا, فتنتقل هذه المرحلة الثالثه إلي دراما كبري حيث تحقق التيارات المتطرفة والارهابية أهم خطوات مشروع تفتيت الأمة العربية إلي دويلات لصالح الكيان الصهيوني وهو ما رصدناه في أدبيات سابقة عديدة منذ أكثر من عقدين لوضوح هذا المسعي لمن يقرأ الأحداث و يتابعها بدقة( راجع بحث لكاتب السطور بعنوان مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي, علي سبيل المثال لا الحصر, في المجلة العرية للدراسات الدولية.) شتاء1987 1998 و فيما يلي نرصد ملامح المرحلة الثالثة للاسلاموفوبيا الأكثر وضوحا هي: 1 ازدياد ترديف كلمات عربي مسلم ارهابي. 2 السعي لهدم أسس الدولة من( شرطة وقضاء و جيش). 3 تعميق الكراهية والطاقة السلبية لتلك التيارات التي ربت أولادها علي كراهية الجيش والشرطة والقضاء ووضعوا مفاهيم متعلقة بتجذير هذه الكراهية علي مدي عقود وزادوا من جرعتها المقززه بعد25 يناير مستغلين حالة فورة الشعب المصري والشعوب العربي لاسباب موضوعية وفساد حكام وتقصيرهم الشديد في حق شعوبهم ودخولهم في نوبة من الغفله المزرية لعقود هم الآخرين. 4 محاولات اختراق الجامعات المصرية واشعالها من الداخل. 5 الهجوم علي الأزهر الشريف خاصة والسعي لتغيير حالة الاعتدال التي تميز بها عبر القرون والتي تعد بمثابة ضربة قاسمة لحاضنة ثقافية دينية للتطرف والارهاب سعي المتطرفون و الارهابيون إلي زرعها في واقعنا الثقافي. فالاسلام المعتدل ووجوده علي أرض الواقع في الأزهر وعلي اتساع الواقع الثقافي من المفترض أن يوجه الضربة القاسمة ضد تفتيت المنطقه ووقف عمليات التجنيد باسم الدين لمعسكرات التطرف والارهاب والوقوف علي مربعات اعادة تفتيت أو احتلال الوطن العربي والعالم الاسلامي. فيما سمي بمخططات سايكس بيكو الثانيه. والسباق التفاوض الجماعي يكمن في أهمية الاسراع بتحصين شبابنا بالاعتدال وهو ما سنقدم المقصود به فعليا في سياقات قادمة. 6 توريط المنطقة في حروب بين السنة والشيعة أو بين المسلمين والمسيحيين والسعي لتفريغ الوطن العربي من مسيحيية كما شاهدنا في المدن التي احتلتها داعش في العراق... مع تعميق مشاهد المذابح ووجود مواقع لم نسمع عنها في أي زمن سابق مثل مواقع وأدبيات فقه الذبح... وغيرها والمقصود هنا ذبح الانسان وطريقتي الذبح والسلخ والتشفي أثناء الذبح و العياذ بالله من وحي أفكار خطاب ديني يمحو أي فكرة من الاسلام الحقيقي لدي أي متلق عبر العالم... هذه هي السمات الست للموجه الثالثه للاسلاموفوبيا وأهم ملامحها ضرب دور الأزهر أو تحييده ولخمته في داخله من خلال اضطرابات وحرائق وفوضي مع الهجوم المستمر من خلال خطط محكمة للتعبئه ضد القوات المسلحة المصرية لانها ببساطة حصن هذا الوطن ولعلي أعيد ذكر ما ذكرته في دراستي عن استشراف المستقبل, في تلك الدراسه المشار اليها اعلاه, فماذا قلت بعيدا عن اضطرابات الصوره واهتزاز الحقائق لدي قطاع كبير من جراء حملات الهدم الاعلامي وذلك القصف الاعلامي في النت وغيرها.. فماذا فكرت حرفيا في تلك الدراسه في عام1987 عندما كنت أتحدث عن خطط التفتيت وما ذكره تشومسكي عن عثمنة المنطقة وتفتيتها كهدف صهيوني مستدام... لقد ذكرت ضمن ما ذكرت ما يلي: ان وجود جيش مصري قوي لا يخضع في معداته وخططه لأي قوة سياسية أجنبية لهو حصن الأمان والاستقرار في المنطقة العربية بأكملها واستمرار وجوده قويا وجاهزا للحركة في أي اتجاه لهو الأمر الوحيد الكفيل بردع اسرائيل عن التوغل في تحقيق أهدافها وفي عثمنة المنطقة العربية والعبث بمقدرات الأمة... ان اتفاق العرب فيما بينهم علي اتخاذ مختلف الوسائل في التحرك الجماعي علي الساحة الدولية لكفيل برد الاتزان الاستراتيجي لصالحهم وتحقيق أهداف الأمة ص.98 أستدعي هذه المقوله معتزا بما قلته خاصة في هذه الأيام ونحن نحتفل فيها بذكري أعظم انتصارات مصر والعرب في رمضان أكتوبر1973 والتي لا يفوتني الاحتفال الخاص بها علي طريقتي كتابة وبالدعاء للمولي عز وجل بمزيد من تلاحم شعب مصر العظيم.. والذي به ومعه سنتصدي. كما فعلنا للموجه الثالثة الشرسة من الاسلاموفوبيا وغيرها من التحديات الكبري... ثانيا: غموض الحرب علي داعش. غموض الحرب علي داعش يذكرني بما كتبته عن غموض الحرب علي الارهاب التي شنها جورج بوش الصغير والتي رصدتها في عام2004 في كتابي بعنوان العقل العربي والعقل الأمريكي إلي أين ؟! وفي المقال القادم سنعيد رصد أنواع الغموض التي ذكرتها في2004 لكي أربطها بأنواع الغموض التي تحيط بالحرب علي داعش في2014 وهي الحرب علي الارهاب الثانية التي تدعي الولاياتالمتحدةالأمريكية محاربتها.