يبدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي اليوم استشاراته النيابية بمقرمجلس النواب لتأليف الحكومة الجديدة , بعد أن قام طوال يوم أمس بالزيارات البروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقين حيث إجتمع لهذه الغاية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري , واستمر اللقاء لعدة دقائق فقط , كما اجتمع مع رؤساء الحكومات فؤاد السنيورة , وعمر كرامي , وميشال عون , ورشيد الصلح , وأجرى اتصالا هاتفيا بالدكتور سليم الحص الذي يعالج حاليا بأحد مستشفيات المملكة العربية السعودية . وقد سادت حالة من الهدوء جميع المناطق اللبنانية لليوم الثاني على التوالي بعد أحداث الاحتجاجات وحرق الاطارات وقطع الطرقات التي قام بها مناصرو تيار المستقبل ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري , وكثف الجيش اللبناني وقوى الأمن من تواجدهما في الشوارع والمناطق لحفظ الأمن , حيث تواصلت ليلا الحواجز الأمنية على الطرق . ونقلت صحيفة / الأخبار / اللبنانية عن ميقاتي دعوته الى ضرورة حصر الأمور على الأرض نهائيا , مشيرا الى ان لقاءاته برؤساء الحكومات السابقين كانت ممتازة وجيدة. وأوضحت إن ميقاتي لم يسأل الحريري عما إذا كان سيشارك بحكومته أم لا , مشيرا إلى ان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة, وبصفته رئيسا لكتلة المستقبل النيابية, فقد استمهل ميقاتي حتى موعد الاستشارات النيابية لاعطائه جوابا رسميا بشأن المشاركة أو عدمها. ونقلت الصحيفة عن قيادي في تيار المستقبل لم تحدده قوله إن هناك وجهتي نظر تتصارعان داخل كتلة المستقبل النيابية: الأولى يتقدمها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة, وترى أهمية في المشاركة في الحكومة "إذا نلنا الثلث الضامن", والثانية يتزعمها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الذي يرفض بالمطلق المشاركة في حكومة نجيب ميقاتي أو غيره, ويرى ضرورة التوجه نحو تأليف معارضة نيابية وفي الشارع, والتفرغ لتنظيم تيار "المستقبل" واعادة التواصل مع جمهوره. وفي هذا السياق, نقلت مصادر مقربة من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري موقفه الرافض في تغطية الخطوات التي ستتخذها الحكومة الجديدة ازاء المحكمة الدولية تلبية لمطالب أو شروط المعارضة السابقة وحزب الله والمتمثلة بالغاء اتفاقية بروتوكول التعاون بين لبنان والمحكمة ووقف التمويل وسحب القضاة اللبنانيين. فيما نسبت صحيفة " النهار" الى مصادر نيابية مطلعة القول ان المشاورات التي أجريت في اليومين الاخيرين كشفت عدم وجود مشروع أو تصور ناجز حتى الآن لشكل الحكومة وتركيبتها المحتملة, وذلك في انتظار بلورة أمرين أساسيين يواجههما الرئيس المكلف: الاول الموقف النهائي لقوى 14 آذار التي ستربطه بالقضية الأم الاساسية وهي موقف الحكومة العتيدة من المحكمة الخاصة بلبنان وعلى أساسه تحدد موقفها, والثاني مدى المرونة التي سيتركها مؤيدو ميقاتي من قوى 8 آذار للرئيس المكلف في معالجة عقد التوزير والحصص وتوزيعها اذا لجأ الى خيار المزج بين التكنوقراط والسياسيين.