يبدو ان حرب اسعار النفط التى بدات من يونيو الماضى بدات تاتى بنتائجها المرجوة، فقد بدأت بعض الشركات الأمريكية العاملة في مجال استخراج النفط الصخري، اعلان افلاسها وتوقف انتاجها نتيجه تدنى الاسعار وعدم الجدوى الاقتصادية. فقد أعلنت شركة "WBH Energy " العاملة فى ولاية تكساس، إفلاسها بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية، وذلك بعد ان تجاوزت ديونها حاجز 50 مليون دولار، الأمر الذي اصلبح يشكل وضعا حرجا لموقفها المالى.. وعلى رغم انها شركة صغيرة نسبيا ، الا انها كانت تعد واحدة من الشركات الرائدة في الولاياتالمتحدة في هذا المجال، وأفادت وسائل الإعلام الأمريكية أن شركتين على الأقل على وشك إعلان إفلاسهما، وقد بدا الامر بنشر الشركات العاملة فى النفط الصخرى لبيانات حول الصعوبات التي تواجهها، والخسائر التى منيت بها نتيجه انخفاض أسعار النفط، ثم تحول الامر لاعلان الافلاس رسميا كما فى حالة شركة"WBH Energy " . وترى معظم الدول المنتجة للنفط الخام من منظمة "اوبك"، ان هبوط اسعار النفط الشديد كان نتيجة الوفرة النفط المعروض بالاسواق نتيجه الطفرة الهائلة فى الانتاج مع ظهور النفط الصخرى. ويقول الخبراء إن استمرار حالات الإفلاس، سوف تستمر وخاصة بين الشركات الصغيرة التى تثقل كاهلها الديون المصرفية، حيث تبلغ مديونية قطاع النفط والغاز الصخرى الامريكى اكثر من 200 مليار دولار، بسبب كلفة المشروعات و البحث عن النفط والغاز .. وان استمرار خروج الشركات من قطاع انتاج النفط الصخرى سيؤدي إلى نقص في النفط في السوق العالمية وبالتالي زيادة أسعاره مرة اخرى ، لكن مع تحفظ بسيط بانه لا توجد مؤشرات حتى الان تسمح بتوقع إمكانية عودة أسعار النفط إلى 100 دولار. وتشير التقارير الاقتصادية الى ان شركات النفط الصخرى بعد ان جربت العوائد الكبيرة ، ارادت التوسع فى استكشافاتها و انتاجها مما اضطرها لاقتراض الاموال في صورة سندات وقروض بنكية ، من وول ستريت ولندن، وذلك لتغطية التنمية والمشاريع التي اصبحت الان لا تؤتي ثمارها. وقد زادت الديون الناتجة عن العمل فى مجال النفط منذ عام 2010 بأكثر من 55 في المئة، وتباطأت الإيرادات ، حيث لم ترتفع سوى بنسبة 36٪ فقط في الفترة من سبتمبر عام 2014، مقارنة بعام 2010، ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" ان عملية التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي على الأرض أكثر تكلفة بكثير من متوسط استخراج النفط من الحقول فى عرض البحر . ومع ذلك، وعلى مدى السنوات الماضية، ومع زيادة الانتاج أصبح الاستخراج اقل كلفة نسبيا واكثر سرعة ، ولكن هذا النمو صاحبه ايضا نمو فى الاقتراض و تزايد فى المديونية . وقد تقدمت شركة WBH الاسبوع الماضى، طلبا لاشهار افلاسها، بعد ان اعلن مقرضيها عدم استعدادهم لاقراضهم مزيد من الاموال. وتقدر الشركة ديونها بين 10 حتي 50 مليون دولار، وهناك مئات الشركات الأخرى في الولاياتالمتحدة وحدها التى تعيش نفس الوضع و اصبحت عرضة لخطر اشهار الافلاس ايضا وسط سوق النفط العالمى المضطرب . ويعتقد المحللون ان النفط الصخري في أمريكا الشمالية يحتاج ان يتم بيعه بثمن يتراوح بين 60-100 دولار للبرميل لكسر حاجز مديونية الشركات واستحقاق الجهات المقرضة وحاملى السندات المليارات من الديون المستحقة على شركات الطاقة. وظروف الاسواق الحالية تجبر الشركات على الاستمرار فى الانتاج وبيعه بهذه الاسعار المتدنية وتكبد الخسارة على امل ان ترتفع الاسعار مرة اخرى و يتم تعويض الخسائر . ويرى محللو وول ستريت ان هناك طريقة واحدة لتجنب مصير شركة WBH ، وهو التوسع فى عمليات دمج الشركات المنتجة والباحثة عن النفط والغاز الصخرى فى الولاياتالمتحدة، ويبدو ان العديد من هذه الشركات قد بدات فى فتح باب التفاوض كن اجل انقاذ نفسها . ويقول " اد هاريس Ed Hirs " المدير الادارى لشركة انتاج النفط والغاز المستقلة Hillhouse "لقد رأينا بالفعل شركتى بيكر هيوز وهاليبرتون يتفقان على الاندماج، وهما من الشركات الكبرى التى كانت تتنافس وجها لوجه فى الاسواق ". واضاف "اد" قائلا " لقد قرروا أنهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة بشكل منفصل، وان استمرار الاعمال يستلزم الجمع فيما بينهما .. ولكن انخفاض الأسعار وعمليات الاندماج الكبرى سوف تعيق التقدم في هذه الصناعة". وليس ادل على سوء الاوضاع، اكثر من اندماج شركتى "بيكر هيوز وهاليبرتون"، واذا كانت الاوضاع كهذا بالنسبة لهذين العملاقين، فما هو حال الشركات الصغرى التى تشرف على الموت بثقل الديون على ميزانياتها. يذكر ان أسعار النفط فقدت أكثر من 50 في المئة في عام 2014، وانخفضت بالفعل 10 في المئة في عام 2015. وانخفضت العقود الآجلة بشكل كبير عندما اصرت منظمة الدول المصدرة للنفط على عدم تخفيض الانتاج في اجتماع الاخير فى نوفمبر الماضى .