أعلن التلفزيون الكينى الاثنين ان اعمال العنف والاحتجاجات التى تفجرت بعد ان فاز الرئيس الكينى مواى كيباكى بفترة رئاسية ثانية ادت الى مقتل 124 كينيا على الاقل وشككت المعارضة في مصداقية الانتخابات واعتبرت أنها مزورة . وفي مسعى للحد من تفشي الفوضى في البلد الذي يعرف عادة باستقراره في منطقة شرق أفريقيا المضطربة ونزع فتيل واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ كينيا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1963، حظرت الحكومة البث التلفزيوني المباشر وفرضت حظر تجول على كيسومو ومواقع الاضطرابات الاخرى وأغرقت الشوارع بشاحنات الشرطة وقوات الامن. وأظهر كيباكي البالغ من العمر 76 عاما عزما قويا وأدى اليمين الدستورية بعد ساعة واحدة من اعلان فوزه في الانتخابات ووعد بتشكيل حكومة بعيدة عن الفساد لخلق وحدة في البلد الذي يسكنه 36 مليون نسمة ينتمون لجماعات عرقية مختلفة. وزاد من احتدام الموقف رفض منافسه المعارض "رايلا أودينجا" نتيجة الانتخابات ووصفها بأنها مزورة وأعلن انصاره عن اجراء مراسم تنصيب بديلة "لرئيس الشعب" الاثنين في أحد متنزهات نيروبي لكن الشرطة منعت الحدث. وصرح كبير مراقبي الاتحاد الاوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف بأنه لايزال هناك شكوك بشأن مدى دقة عملية فرز الاصوات وأن لجنة الانتخابات الكينية لم تؤكد مصداقية عملية التصويت. ورغم تصاعد أعمدة الدخان بسبب الاحتجاجات في أحياء نيروبي الفقيرة أدى كيباكي اليمين في دار الدولة مقره الرسمي واضعا يده على نسخة من الكتاب المقدس. وبعد فوز كيباكي خرج بعض أنصاره الى الشوارع يحتفلون وحث الرئيس الكينيين على تفادي "الانفعالات" الانتخابية والاتحاد من أجل بلدهم لكن مئات من أنصار "أودينجا" الغاضبين تجاهلوا هذه الدعوة. وقال أودينجا وهو يغالب دموعه "هناك حاشية تحيط بكيباكي تحاول أن تسرق الانتخابات من الكينيين ..قطار الديمقراطية في كينيا لا يمكن وقفه." وأثناء حديثه قطعت الحكومة جميع أشكال البث الحي وقطعت بث المؤتمر الصحفي الذي عقده. ونظم العشرات من قوات مكافحة الشغب دوريات في الشوارع وشددوا الحراسة على مراكز التسوق خوفا من وقوع اعمال سلب. ويواجه كيباكي الان مهمة صعبة لاعادة توحيد البلاد التي قسمتها الانتخابات على اساس عرقي وفاقمت الخسائر في الارواح من الموقف. وأكد رجال أعمال ان الاشتباكات القبلية التي وقعت في مطلع الاسبوع تكلف البلاد أكثر من 30 مليون دولار يوميا في صورة خسائر ضريبية الى جانب الاضرار الناجمة عن عمليات النهب، كما أنها تهدد الاستثمار في كينيا وهي اكبر اقتصاد في شرق افريقيا وتضر بسمعة البلاد كواحة تشهد استقرارا نسبيا في منطقة تعصف بها الصراعات