ما زالت قضية الجاسوس المصري هي الموضوع الأكثر جذبا في صحف القاهرة الصادرة الخميس خاصة مع تأكيدات صعوبة موقفه من قبل محاميته، وتحذيرات من خطر التجسس القادم عبر شبكات الاتصالات والانترنت والفيس بوك الأهرام: التجسس الخطر القادم من إسرائيل لماذا تحرص إسرائيل علي تجنيد عملاء لها داخل مصر برغم مرور أكثر من32عاما علي اتفاقية السلام؟! هذا التساؤل وغيره طرحته تحقيقات الأهرام واستعرضت أشهر شبكات التجسس في الفترة التالية لإتفاقية السلام بداية من الشبكة الشهيرة المكونة من9 أفراد تم تجنيدهم ضمن أحد الأفواج السياحية مرورا بشبكة عائلة مصراتي عام 1992 وحتى قضية الطالب الأزهري محمد العطار عام 2007 والذي حكم عليه وعلى 3 من ضباط الموساد" غيابيا" ب 51 سنة سجن . ولم يتوقف سيناريو شبكات التجسس الإسرائيلي حتي فوجئنا قبل يومين بسقوط أحدث شبكة تخابر لصالح الموساد الإسرائيلي تضم مصريا وإسرائيليين، ربما يؤكد المشهد الماضي والحاضر أن هذه الواقعة لن تكون الأولي والأخيرة بل أن بعض المراقبين والمتخصصين يحذرون من توسع الاختراق الإسرائيلي للحدود المجاورة لها بل إنها تبذل جهدا كبيرا في تطوير أساليب التخابر. اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي يؤكد بالطرح السابق، أن الفكر الأمني والمخابراتي أحد بنيان الدولة الإسرائيلية قديما وحديثا، وأن الفكر المعلوماتي والتجسس يسيطر علي القادة الإسرائيليين علي مر العصور، وفيما يتعلق بالتجسس علي مصر بصفتها أكبر دولة عربية بالإضافة الي الحدود المشتركة معها فإنها تشكل هاجسا أمنيا دائما لإسرائيل، ويظهر ذلك في استمرار دفع العملاء وتجنيد عناصر تعمل علي جمع المعلومات في جميع المجالات بصفة مستمرة بصرف النظر عن العلاقات الدبلوماسية القائمة، واتفاقيات السلام الموقعة بين البلدين. وعن استمرار اسرائيل في تجنيد الأشخاص رغم وجود الأقمار صناعية إسرائيلية تطوف فضاء العالم؟! يقول اللواء سيف اليزل أن الأقمار الصناعية لا تستطيع الوصول الي ما بداخل عقول البشر أو ما بداخل الغرف المغلقة التي تحتفظ بالمعلومات أو الوصول الي الدواليب، أو حتي ما بداخل أجهزة الكمبيوتر. وبالتالي فإن الأقمار الصناعية تكمل أعمال الجواسيس وليس العكس ويشير اللواء سيف اليزل تتعلق بخطة إسرائيل لاختراق شبكات الاتصال، وهو الاتجاه الذي يركز عليه الموساد الإسرائيلي في الفترات المقبلة بل تعتبره أفضل الوسائل التي يمكن أن تحصل من خلاله علي معلومات بشكل سريع بل انها القنوات التي يمكن أن تحصل من خلالها علي معلومات تتعلق بشخصيات مهمة ربما ترغب إسرائيل في معرفة معلومات عنهم. في السياق ذاته، يتفق مع الطرح السابق الدكتور منصور عبدالوهاب أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس، مضيفا أنه لم يعد الحصول علي أماكن وجود المطارات والأسلحة المختلفة هو الهدف الرئيسي في مسألة التجسس، وأصبح معرفة اتجاهات الرأي العام والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأوضاع الأقليات من الأمور التي تهم أجهزة المخابرات في العالم، وهذا يعد من سمات قضايا التجسس التي تم إلقاء القبض عليها في السنوات العشر الأخيرة. كما أن النقطة التي يتوقف عندها د. عبدالوهاب كثيرا وهي أن الموساد يستغل وجود يهود من أصول عربية يتقنون اللكنات واللهجات العربية يمكن زرعهم داخل البلدان العربية، فضلا عن أنها تلجأ الي تجنيد عناصر من نفس البلد مستغلة أهم عنصر مؤثر وهو الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بعض البلدان العربية. أما الشئ الأخطر والذي يحذر منه أستاذ اللغة العبرية، فهو التجسس عبر الفيس بوك، إذ يؤكد أنه سيكون للفيس بوك دور مهم في الفترة المقبلة حيث إنه صار وسيلة لتبادل الأفكار والمعلومات والخطر المتوقع هو وقوع بعض الشباب دون علم متورطين في شبكات التجسس ولذلك فيجب اتخاذ الحذر والحيطة وتوعية الشباب بما يتم تبادله مع شباب العالم عما يحدث داخل مصر.