أكدت مصادر معنية في أيرلندا أن البلاد تعاني من أزمة حقيقية في استيعاب خيولها ورعايتها في ظل الأزمة المالية الحادة التي منيت بها وتهدد بإفلاسها. وقال الأيرلندي كونور داولينج الذي يعمل في مجال حماية الحيوان إن الأزمة المالية الحادة جعلت الخيول عبئا على الأيرلنديين في بلد الخيول بعد أن كان الكثير من الأيرلنديين يقتنون الخيول إظهارا لمكانتهم الاجتماعية. وأكد داولينج حسب تقرير لمجلة شبيجل الثلاثاء أنه أصبح يخشى في كل مرة يسمع فيها رنين جرس الهاتف أن يتم استدعاؤه لأخذ أحد الخيول التي ظهرت فجأة في مزرعته أو رآها شخص ما واقفة بالقرب من السكك الحديدية وذلك بعد أن كانت معظم المكالمات التي تصله بسبب كلاب أو قطط ضالة. وأضاف داولينج إن أزمة الخيول تعكس بوضوح الأزمة المالية التي تعانيها أيرلندا حاليا بعد أن كانت فقيرة ثم غنية لفترة قصيرة ثم بدأت تواجه الانهيار مضيفا:"إن 70% من المكالمات التي أتلقاها تتعلق بخيول لا تجد راعيا لدينا مشكلة هائلة في الحصول على أصحاب جدد لهذه الخيول ليس هناك من يجرؤ على الإفصاح عن حجم المشكلة بصراحة ولكننا سنضطر لقتل الكثير من هذه الخيول"ويقدر المعنيون عدد الخيول التي تجوس في شتى أنحاء أيرلندا بلا مالك بأكثر من عشرين ألف حصان. وحسب تقرير المجلة فإن الأيرلنديين "شهدوا عدة سنوات من الرخاء قام رجال الأعمال خلالها بإغراق أيرلندا بالأحياء السكنية الجديدة وكانوا يتنقلون بين مشاريعهم المعمارية بالطائرة العمودية أحيانا ثم أصبحت هذه الأحياء"مدن أشباح" كما يطلق عليها خاوية على عروشها وأصبح هناك أكثر من 33 ألف وحدة سكنية جديدة تماما لا تجد من يشتريها". وأشارت أورلا أونجير, مديرة جمعية دبلن لمكافحة العنف ضد الحيوان "دي إس بي سي إيه" إلى أن الخيول تواجه خطر المجاعة بسبب عدم توفر الأعلاف اللازمة لها وقالت إن 14 حصانا نفق جوعا العام الماضي بالقرب من العاصمة دبلن مضيفة:"لقد كان مشهدا مخيفا". يذكر ان الشعب الأيرلندي من أكثر الشعوب الأوروبية اقتناء للخيول وأمهرها في تربيتها حيث كان الكثير من الأيرلنديين يراهنون على بيع السلالات الأصلية للخيول بأسعار مرتفعة.