أكد السيد كارلوس روميرو المدير التنفيذي لشئون الأعضاء المنتسبين( غير الحكوميين) في منظمة السياحة العالمية ان السياحة العالمية تشهد توسعا غير قابل للتوقف في شتي المجالات. وقال ان التوقعات تشير إلي ان عدد السياح بحلول عام2020 سيصل إلي1,6 مليار سائح ينفقون5 مليارات دولار يوميا. وقال روميرو, في محاضرة ألقاها أمام منتدي فيزا للسياحة الذي نظمته مؤسسة فيزا العالمية بالقاهرة مساء الاحد الماضي ان عدد السياح زاد بمعدل سنوي بلغ6,5% خلال الفترة من1950 حتي2006, مشيرا إلي ان عدد السياح عام1950 كان25 مليونا فقط لكنه اصبح842 مليونا عام2006, الأمر الذي يوضح المدي الذي وصلت اليه السياحة في العالم. وذكر انه خلال الفترة نفسها أي من1950 حتي2006 زاد الدخل بسبب النمو في عدد السياح بمعدل11,2% سنويا. واذا حولنا هذه النسبة إلي أرقام نجد ان الدخل عام1950 كان2 مليار دولار زادت إلي680 مليار دولار عام2005. وأوضح روميرو أن التوسع لم يقتصر علي عدد السياح أو الدخل فقط بل في المناطق السياحية التي يتوجه اليها السائح, ففي عام1950 كان هناك15 مقصدا سياحيا تستوعب88% من السياح في العالم لكن هذه النسبة تراجعت عام1970 إلي75% لتواصل انخفاضها حتي وصلت إلي57% فقط عام2005, الأمر الذي يعني ان هناك مقاصد وأماكن سياحية جديدة ظهرت واستقطبت نسبة ملحوظة من السياحة وهذه المقاصد والأماكن السياحية يوجد العديد منها في الدول النامية. وتتوقع منظمة السياحة العالمية ان يزيد عدد السياح عام2007 بنسبة4% لتتوافق هذه النسبة مع التوقعات طويلة الأمد التي اشارت اليها المنظمة بالنسبة للفترة حتي2020 وهذه التوقعات تدور حول نسبة نمو قد تبلغ4,1% وبالنسبة لعدد السياح بحلول2020 فإن منظمة السياحة العالمية تتوقع ان يصل إلي1,6 مليار سائح وسوف ينفقون نحو5 مليارات دولار في اليوم الواحد. وقال روميرو ان عدد السياح عام2006 وصل إلي842 مليون نسمة, الأمر الذي يعني ان هناك نسبة نمو سنوية في عدد السياح تصل إلي4,6% واشار إلي ان عدد السياح خلال الفترة من1990 حتي2006 زاد بمعدل سنوي بلغ4,5 بحيث كان نحو440 مليونا عام1990 ووصل إلي842 مليونا عام2006 وكشف المسئول البارز في منظمة السياحة العالمية عن ان هناك36 مليون سائح اضافي زادوا عام2006 استحوذت منهم أوروبا علي17 مليونا بنسبة47% ومنطقة آسيا والمحيط الهادي علي12 مليونا بنسبة33% والامريكتين علي3 ملايين(8%) وقارة افريقيا علي3 ملايين(8%) واقتنص الشرق الأوسط1,5 مليون شخص بنسبة4%. ورسم روميرو خريطة لحصة كل قارة ومنطقة من حيث عدد السياح عام2006 والعائدات بالنسبة لعام2005, حيث اشارت الخريطة إلي ان عدد السياح عام2006 بلغ842 مليون سائح حصلت اوروبا منهم علي458 مليونا بنسبة54% واستحوذت منطقة آسيا والمحيط الهادي علي167 مليونا بنسبة20%, أما منطقة الامريكتين فقد حصلت علي136 مليون سائح بنسبة16% وجاء الشرق الاوسط في المركز الرابع بحصوله علي41 مليون سائح بنسبة5% اما افريقيا فاقتنصت40 مليونا بنسبة5% وبالنسبة للعائدات الاجمالية فقد بلغت680 مليار دولار كان نصيب اوروبا منها348 مليارا بنسبة51% ثم منطقة الأمريكتين145 مليارا بنسبة21% وجاءت اسيا والمحيط الهادي في المركز الثالث, حيث حصلت علي139 مليار دولار(20%) ثم الشرق الاوسط28 مليار دولار(4%) ثم افريقيا22 مليار دولار(3%) ورسم روميرو صورة اجمالية للعام2006 فقال انه كان عاما مليئا بالاحداث المثيرة فقد شهد تهديدات ارهابية سببت فوضي واحباطا لكنها لم تؤد إلي انخفاض كبير في عدد السياح كما ان مرض انفلونزا الطيور لم يسبب اضرارا كبيرة لكنه مازال يمثل تهديدا واشار إلي ان السياحة تكتسب شيئا فشيئا مزيدا من المناعة تجاه التهديدات الخارجية. وقال ان النزاع الاسرائيلي اللبناني العام الماضي أدي إلي تحول مؤقت في تدفق السياح إلي الدولتين لكنه لم يوقف السفر تماما وبالنسبة لأسعار الوقود, فان ارتفاعها لم يمنع السياح من السفر رغم انه أثر علي بعض المنتجعات والأماكن السياحية التي يستدعي السفر اليها رحلات طويلة مثل استراليا ونيوزيلندا ومن المفارقة ان ارتفاع اسعار الوقود ادي إلي تفضيل السفر بالطيران لمسافات قصيرة بدلا من استخدام السيارات الخاصة. وتحدث روميرو عن مصادر جديدة للسياحة يمكن ان تستغلها الاسواق فقال انه مازال هناك امكانية ضخمة للنمو السياحي ولابد من استغلالها فهناك طبقات وسطي جديدة تظهر وافرادها يرغبون في السفر والسياحة كما ان السياحة العالمية لم تأخذ سوي جزء صغير من سكان العالم الراغبين في السفر والسياحة ولابد من الوصول إلي كل القادرين والراغبين في السفر وأشار إلي ان هناك عديدا من الاقتصادات الناشئة مما يعني ان هناك زيادة في دخول الأفراد وبالتالي قدرتهم علي السفر والانفاق في داخل بلادهم وخارجها واوضح ان هناك ايضا تحولا من مصادر السياحة التقليدية وهم السياح القادمون من اوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا واليابان إلي مصادر بديلة مثل اوروبا الوسطي والشرقية والصين والهند وكوريا وسنغافورة والشرق الأوسط والمكسيك والبرازيل ودول أخري. واشار إلي أن النمو السياحي يحدث عن طريقين: الاول زيادة عدد السياح أي مشاركة شرائح اكبر من المجتمع في العملية السياحية والثاني زيادة عدد مرات السياحة للشخص الواحد ولكن في هذه الحالة فإن مدة العطلات السياحية تكون اقصر وأوضح ان احد الملامح الجديدة ايضا هي حدوث تنوع في مصادر السياحة بالنظر إلي التغيير الديموجرافي السكاني وارتفاع اعمار البشر بشكل عام والتغير في تركيبة الاسرة والهجرة وزيادة ظاهرة وجود منزل ثان.. وحلل روميرو نوعية السياح بشكل عام قائلا انهم اصبحوا اكثر نضجا وخبرة وتعليما ويعرفون ماذا يريدون وكيف يحصلون عليه. واشار إلي ان السياح يبحثون عن الحصول علي قيمة ونوعية افضل مقابل المال الذي يدفعونه وهم اكثر ثقة في انفسهم وأكد المدير التنفيذي لمنظمة السياحة الدولية لشئون الاعضاء المنتسبين غير الحكوميين ان هناك ظاهرة جديدة تتمثل في زيادة السفر المستقل أي أن السائح يسافر بشكل مستقل حاملا شعار افعلها بنفسك وهناك ايضا زيادة في المنافسة بين المقاصد السياحية وكذلك بين منظمي الرحلات في اطار سوق معولمة. وقد ادت زيادة استخدام الانترنت وغيرها من وسائل التكنولوجيا إلي تعدد الخيارات والمرونة والشفافية وكشف روميرو عن ظاهرة أخري مهمة وهي حدوث تحول في القوة أو النفوذ من المنتجين إلي المستهلكين أي من البائعين إلي المشترين فقد اصبحت السوق مدفوعة برغبات وقدرات السياح المستهلكين وتناول روميرو في محاضرته تطورا مهما اثر كثيرا علي صناعة السياحة العالمية وهو ظهور شركات الطيران ذات التذاكر المنخفضة الأمر الذي احدث ما يشبه التحول في هذه الصناعة. واكد ان هذه الشركات وسعت من سوق النقل الجوي كما أنها حفزت السفر المستقل وكذلك زادت من ظاهرة السياحة للمدن وايضا السياحة قصيرة الأمد. واوضح ان هذه الشركات ساهمت في اضطرار شركات الطيران التقليدية إلي خفض اسعار تذاكرها, كما ان المطارات الثانوية غير الرئيسية اكتسبت اهمية اكبر بالنظر إلي ان الشركات الجديدة التي اتبعت استراتيجية خفض اسعار التذاكر تستخدم هذه المطارات. وانتقل المحاضر إلي الحديث عن ظاهرة اخري اثرت علي السياحة العالمية في السنوات القليلة الماضية وهي الانترنت. وقال ان التكنولوجيات الجديدة ساهمت بشكل واضح في تطوير وتنمية السياحة. واشار إلي ان الانترنت تحديدا غيرت من شكل السياحة كما لم يحدث مع صناعات أخري كثيرة, حيث اخترقت مجالات عديدة بسرعة داخل هذه الصناعة وهي أي الانترنت معين لاينضب من المعلومات بشأن السياحة. ووصل الأمر إلي ان اعتبر الخبراء ان الانترنت يناسب السياحة كما لو كانت قد ظهر من اجلها هي فقط حيث احدث ثورة في توزيع المعلومات عن السياحة وكذلك في المبيعات, كما ان الإحجام عن الشراء من خلال الانترنت بدأ يتلاشي مما ساهم في ان تصبح السياحة اكثر شعبية وقال روميرو ان الانترنت تثبت يوما بعد يوم انها اكثر سهولة وأمانا في عمليات الدفع والشراء وغيرها. كما أن منظمي الرحلات ووكلاء السفر يعتمدون عليها في الترويج والمبيعات. وأوضح ان بطاقات الدفع الالكترونية والوسائل الأخري جعلت السفر اكثر سهولة, كما ان قبول البنوك لهذه البطاقات زاد من استخدامها وبالتالي من التطور السياحي واضاف ان وجود نظام دفع فعال وكفء أمر حيوي لتطوير السياحة في أي بلد أو منطقة وأوضح ان الحكومات تلعب دورا مهما في تسهيل استخدام ما يسمي بالتجارة الالكترونية في صناعة السياحة واختتم كارلوس روميرو محاضرته قائلا: إن تبني واحتصان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرقمية في صناعة السياحة لم يعد خيارا بل اصبح ضرورة.