تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين سجل القمح الروسي مفاجأة بخروجه المبكر من أسواق التصدير العالمية الرئيسية، على الرغم من وفرة المحصول الذى حقق رقما قريبا من الحصاد القياسي تقريبا، و ذلك بعد أن ارتفعت الأسعار المحلية بعد خفوت أزمة أوكرانيا. وقد تزايدت تساؤلات تجار الحبوب فى البورصات العاليمية بشان هذا الخروج المبكر ، فعلى الرغم من المحصول الوفير ، اضافة الى الروبل الذى اصبح الان قريب من أدنى مستوياته التاريخية، الا ان المعروض من القمح الروسى قليل و فى نفس الوقت مرتفع التكلفة .. فهل نجحت روسيا فى توريد القمح لعملائها الرئيسيين مثل مصر وتركيا بعد ثلاثة أشهر فقط من بداية موسم التسويق الجديد ام اصبح الانتاج يوجه للاستهلاك المحلى ؟. الاستهلاك المحلى يبتلع نصيب كبير من الصادرات و يرى تجار القمح ، ان الأسعار المحلية العالية ربما تكون ذات صلة بفرض عقوبات على استيراد المنتجات الغذائية الأوروبية، وهو الامر الذى دعم الاستهلاك المحلي من اللحوم ومنتجي المواد الغذائية ، وقال متعامل أوروبي ، ان موسكو فرضت في أوائل أغسطس حظرا لمدة سنة على جميع اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والفواكه والخضروات من الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الثمانية و عشرين ، اضافة الى كندا وأستراليا والنرويج .. و هذا الحظر تقدر خسائره بحوالي 9 مليارات دولار، و يعد أقوى رد حتى الان من موسكو على العقوبات التجارية الغربية نتيجة دور الكرملين في أزمة أوكرانيا. و يقول" اندريه سيزوف Andrei Sizov"، رئيس شركة SovEcon للاستشارات الزراعة فى روسيا ان اللحوم و الدواجن المنتجة محليا زاد عليها الطلب، وبالتالي استخدمت الحبوب لتغذية الحيوانات ، كذلك زاد الطلب على الخبز ، و هو ما ادى الى زيادة الاستهلاك المحلى للحبوب ". ويضيف " اندريه سيزوف" انه بعد ضم شبه جزيرة القرم ومع تدفق اللاجئين من أوكرانيا ، اضيف ما لايقل عن 3 ملايين شخص الى عدد سكان روسيا ، و هو ما يعد ضغطا على الاستهلاك المحلى من اللحوم و الخبز و الحبوب . . مشيرا الى انه من المتوقع ان يصل الطلب على الحبوب المحلي في روسيا إلى 71 مليون طن ارتفاعا من 67 مليون قبل عام بسبب هذه العوامل ، و بالتالى سيرتفع الطلب المحلي للقمح بمقدار 1.5 مليون طن ليصل إلى 36.5 مليون طن. وهناك عامل آخر داعم للطلب المحلي القوي، وهو ان امدادات الحبوب من روسيا غير العادية في الفترة من فبراير – يونيو ، عندما يكون الروبل منخفضا ، يساعد المصدرين ، وقد أدى ذلك إلى ان المخزونات المرحلة اصبحت منخفضة نسبيا في بداية موسم التسويق الأخير الذى يبدا في 1 يوليو وهو الامر الذى بدوره دعم الأسعار بعد ارتفاع الصادرات في يوليو وأغسطس وسبتمبر. وعلى الرغم من قلة المعروض فى السوق العالمية من القمح الروسى ، الا ان المتعاملين ببورصة الحبوب الدولية و المصدرين الروس يراهنون على عودة القمح الروسى خلال شهر او اثنين للاسواق بعد ان يكتفى السوق المحلية و تعود الاسعار مناسبة و مكافئة للاسعار العالمية لتصبح على المستوى التنافسي . و تشير البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة الروسية الى ان البلاد لديها فائض للتصدير خلال موسم 2014 – 2015 يبلغ ما بين 27 الى 30 مليون طن من الحبوب سيمثل القمح نحو 70% منها ، إذا تجاوز المحصول 100 مليون طن، و كان وزير الزراعة "نيكولاي فيودوروف" قد اعلن الاسبوع الماضي انه تم حصد بالفعل حتى الان نحو 96.1 مليون طن من الحبوب قبل التجفيف والتنظيف، بينها نحو 57.8 مليون طن من القمح . الزراعة الروسية تتوقع صادرات اكبر من العام الماضى ياتى هذا فى الوقت الذى اعلنت فيه اليوم" الجمعة " وزارة الزراعة الروسية أنها قامت بتصدير 10 ملايين و730 ألف طن من الحبوب، منذ بداية الموسم الفلاحي الجديد 2014 – 2015 الذي انطلق في الأول من يوليو الى 24 سبتمبر الماضي، وبما يفوق مؤشر الفترة نفسها من الموسم الماضي 2013 – 2014 بنسبة 26,6 بالمائة. وقد وصلت صادرات القمح الروسي إلى تسعة ملايين و216 ألف طن، والشعير إلى مليون و227 ألف طن، والذرة إلى 229 ألف طن، خلال هذه المذكورة من الموسم الجديد.. و قد جاءت تركيا فى المركز الاول كاكبر مستورد للحبوب الروسية، بما مجموعه نحو مليون و484 ألف طن من القمح والأنواع الأخرى من الحبوب خلال هذه الفترة.. وجاءت مصر بالمركز الثانى حيث اشترت نحو 908 آلف طن من القمح الروسي خلال شهري يوليو وسبتمبر الماضيين. وأضافت الوزارة الروسية أنه نظرا للمحصول الجيد هذا العام، سيكون بإمكان روسيا زيادة صادراتها من الحبوب إلى أسواق الشرق الأوسط وباقي مناطق العالم، إلى 32 مليون طن، بما في ذلك 25 مليون طن من القمح في موسم 2014 – 2015، بالمقارنة مع 25,4 مليون طن في الموسم الماضي.