أعلنت لجنة المتابعة العربية فى اجتماعها مساء الجمعة فى سرت دعمها للموقف الفلسطينى بعدم استئناف مفاوضات السلام المباشرة مع اسرائيل دون تمديد تجميد الاستيطان، وحملت اللجنة اسرائيل مسئولية توقف المفاوضات. وقال رئيس لجنة المتابعة العربية لعملية السلام الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر للصحفيين ان اللجنة التي تتألف من وزراء خارجية عرب عبرت أيضا عن أملها في أن تواصل الولاياتالمتحدة الضغط على اسرائيل لوقف البناء الاستيطاني. كان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي قد قال الجمعة ان محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لا تأتي بثمار لكن القادة العرب غير مستعدين بعد للتوصية بالانسحاب منها. وأضاف موسى أن وزراء الخارجية العرب المجتمعين في مدينة سرت الليبية سيبدأون وضع بدائل لعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية لان الجولة الحالية من المحادثات تعثرت. وقال موسى بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية لعملية السلام "اليوم سنجتمع... لنشكل بداية النظر في بدائل في اطار أن المفاوضات لم تعط ثمارها". وأضاف " المفاوضات ليست متواصلة الان ونجتمع في اطار عدم تواصل المفاوضات نظرا للموقف السلبي جدا لاسرائيل وعدم مساعدتها في المفاوضات". وقال موسى أن اللجنة ستجتمع مع الوفد الفلسطيني الليلة لكنها لن تنصح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخطوته التالية. في الوقت نفسه، نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن دبلوماسي عربي ان لجنة المتابعة العربية التي ستلتئم مساء الجمعة في مدينة سرت الليبية ستعطي الادارة الاميركية مهلة شهر اضافي لمحاولة احياء المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية المتعثرة بسبب الاستيطان الاسرائيلي. كانت الجلسة الإفتتاحية للإجتماع الوزارى الأفريقى العربى للتحضير للقمة الأفريقية العربية الثانية قد عقدت صباح الجمعة برئاسة ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط وذلك بالنظر لكون مصر الرئيس السابق للقمة الأفريقية العربية التى عقدت بالقاهرة فى مارس 1977، ثم قام بتسليم الرئاسة لوزير خارجية ليبيا الرئيس الحالى للقمة الأفريقية العربية. ومن جانبه، أكد السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية ان مصر تؤيد الافكار التى سبق أن قدمت فى القمة الخماسية العربية- التى شارك فيها الرئيس حسنى مبارك- من اجل تطوير العمل العربى المشترك. وأشار زكي الى ان وزراء الخارجية العرب سيرفعون الى القمة العربية الاستثنائية السبت عددا من التوصيات بهذا الخصوص، وقال ان هذه التوصيات هى عبارة عن 16 توصية تتماشى مع رؤية مصر تماما، ونحن نؤيدها مشيرا الى ان مصر ساهمت فى صياغتها وبالتالى فان كل ما يتجاوز هذه الافكار فى المرحلة الحالية نستطيع ان نتماشى معه ويمكن دراسته فى وقت لاحق، اما من خلال اللجنة الخماسية او من خلال اى الية اخرى يتفق عليها. وقال السفير حسام زكى فى تصريحات للصحفيين مساء الجمعة عقب اختتام اجتماعات وزراء الخارجية العرب للاعداد للقمة العربية الاستثنائية فى سرت ان الموقف حاليا ينصب على الافكار التى عرضت على الوزراء فى اجتماع الخميس، وكانت تطرح لاول مرة، بعضها مقدم من دول وبعضها مقدم من الامانة العامة لجامعة الدول العربية، والصياغة العامة التى صيغت فيها طموحة ولكن تتجاوز التوصيات التى اقرتها القمة الخماسية وبالتالى نفضل ان تدرس بشكل متأنى وان يتسع لها الوقت بعد القمة الاستثنائية. وكان حسام زكى قد صرح أن مصر أكدت خلال الإجتماع أهمية الإستفادة من دروس الماضى وإنتهاز الفرصة القائمة لإحداث نقله نوعية على صعيد إستعادة وتيرة التعاون العربى الأفريقى فى شتى المجالات بالنظر لإهتمام مصر الفائق بذلك التعاون بإعتباره جسرا بين الفضاءين العربى والأفريقى، ومن واقع الإمكانيات الحقيقية لتأسيس شراكة إستراتيجية حقيقية بين الجانبين تتأسس على قواعد المصلحة مثلما تقوم على ركائز الدعم السياسى المتبادل. وقال زكي إن وزير الخارجية طرح على الوزراء المشاركين بالإجتماع الرؤية المصرية لسبل دفع العمل الأفريقى العربى المشترك وتعزيز التعاون العربى الإفريقى من خلال تبنى إستراتيجة مشتركة وتبنى خطة عمل تفصيلية محددة بموارد مالية لتنفيذ الأنشطة والبرامج المتفق عليها خاصة مع وجود آفاق رحبة لتحقيق وتعظيم المصالح المشتركة للجانبين العربى والأفريقى فى قطاعات بعينها مثل الزراعة والسياحة والثروة الحيوانية والتجارة والثروة المعدنية. وأوضح المتحدث الرسمى أن الإجتماع إنتهى إلى رفع الإستراتيجية المشتركة وخطة العمل وإعلان سرت السياسى إلى القمة الأفريقية العربية الثانية التى تستضيفها سرت بعد يومين.. لافتا إلى أن مصر بدأت بنفسها فاستضافت فى فبراير الماضى إجتماعا مشتركا لوزراء الزراعة الأفارقة والعرب بشرم الشيخ لبحث سبل تعميق التعاون فى مجال التنمية الزراعية والأمن الغذائى والتى إنتهت إلى خطة طموحة للتعاون الزراعى بين الجانبين أقرها وزراء الخارجية العرب والأفارقة خلال إجتماعهم الجمعة. ومن جانب آخر فقد وافق وزراء الخارجية العرب والأفارقة فى اجتماعهم التمهيدى على اقتراح وزير خارجية الكويت الشيخ محمد صباح السالم الصباح باستضافة بلاده للقمة العربية الأفريقية الثالثة بعد 3 سنوات.